وزارة للتواصل أم للتصنت ؟؟
حمود الدهبلي

مأرب برس – خاص

يوم أمس الأحد تصفحت موقع القوات المسلحة (26 سبتمبر نت )وهي من المرات النادرة جدا لأن معظم ما يكتب بهذه المواقع الخاضعة لارادة الحاكم والتي تعكس رغبته حد الجنون عند تمجيده وتعظيمه ونفخه ومدحه وكيل الأ لقاب حتى وصلت الى ما يقارب نصف اسماء الله الحسنى , فا اللهم لا حسد هذا شأنهم وهذه امنيته بقي عليهم ان يلقبوه بمشير المشيرين العرب على غرار ملك االملوك أو الشاه انشاه .

أول خبر ظهر بالموقع انف الذكر اتهام صريح لحزب الاصلاح بمحاولة التوغل في منظمة المجتمع المدني والسيطرة عليها في المؤتمر المنعقد في فندق سباء بصنعاء تحت مسمى مؤتمر حرية المجتمع المدني والذي تشرف عليه منظمة صحفيات بلا قيود برئاسة الاصلاحية توكل كرمان . واظاف الخبر ان كثيرا من كبرى منظمة المجتمع المدني قد انسحبت محتجة على طريقة فرض البيان الختامي من حزب الاصلاح والذي شرع للحصول على دعم خارجي دون الرجوع أو الخضوع للرقابة الحكومية . هذا التدخل الصارخ من موقع عساكر البلاد يجر إعلام القوات المسلحة الى متاهة الخلافات السياسية بين المعارضة والحكم برغبة الحاكم في تهيئة أجواء شحن عدائية سمعنا منها الكثير و في أكثر من معسكر ولم يقتصر التحريض ضد المعارضة بل شمل ايضا تخوين الكتاب والصحفيين الذين ينتقدون سؤ الاوضاع وفساد الحاكم وأسرته ومعاونيه . وخلال دقائق أختفى الخبر كانه ملح وذاب وظهر في مواقع أخرى تابعة للحزب الحاكم بحلة جديدة واسم مراسل جديد وصيغة مشابهة .

اما الخبر الثاني في الموقع أياه يتحدث عن افتتاح مشروع ربط الكيبلات الضوئية في محافظة لحج بحضور وزير المواصلات (الجبري ) والخبر الى حد هنا ممتاز جدا ومشجع لكن ما شد انتباهي زيارة الوزير للوحدة الأمنية في مكتب مواصلات المحافظة ويا ترى كم عدد التليفونات التي ستضاف لا جهزة التجسس والمراقبة في الوحدة الأمنية سيئة الذكر. وربما التخطيط لما هوا ابعد من ذالك ودمجها في مراقبة وحجب المواقع الالكترونية في الشبكة العنكبوتية وقد ارتفعت مؤاجرا شكاوى كثيرة ليمنيين حجبت مواقعهم . فوزارة المواصلات صارت وزارة تجسس بامتياز وخدمات الهاتف في اليمن سواء المحمول أو الأرضي هي من أسوأ الخدمات في منطقة الجزيرة العربية والخليج بعد ان كنا نفخر في الماضي انها من أفضل الخدمات ولم يحس بها سكان الوطن في الداخل مثلما نحس بها نحن المغتربين وقصص الحجب كثيرة ومتكررة ومتنوعة فعند أبسط حدث في البلادوما اكثرها يصبح الاتصال بالداخل من سابع المستحيلات وتسمع الرد الالي ( اما ان الجهاز مقفل أو خارج نطاق الخدمة ) أو مثل (جميع الدوائر مشغولة الرجاء حاول مرة أخرى) . واحيانا أخرى تسمع رنين التليفون والقيمة تخصم بمرور الزمن ولا من مجيب ليس لغياب المستقبل ولكن مستقبل ( بكسر الباء) من نوع أخر يقطع الطريق عليك . فوزارة المواصلات هذه عاجزة عن مد خطوط ارضية جديدة على بعد ميلين من مركز العاصمة حتى لو سكن بجا نبك وزيرأو مقرب من المحضيين . والحصول على تليفون ارضي في المدن اليمنية يصبح عملة نادرة خصوصا في الضواحي . فالشكوى من صعوبة التواصل مع الوطن لا تقتصر على اليمنيين فقط ولكنها شكوى عالمية فقد قابلت أكثر من رجل إعمال أوروبي نتيجة طبيعة عملي في مطار أطلنطا فعندما يعرف اني من اليمن أول ما يبادرك بالشكوى من الاتصالات وقد قال لي أحدهم وهوا ايطالي

(بلدك يخسر الكثير بسبب صعوبة التواصل بالهواتف ) قلت له: ياليت بالهواتف فقط لو عشت هناك شهر واحد فقط سترى حياة القرون الوسطى بمأساته وسؤ حالته . ولربما ان مهمة الوزير أمنية خالصة والا ما سر زيارته واهتمامه بالجانب الأمني في الإعلام من دون الإدارات الأخرى خصوصا وان الجنوب يشهد حراكا سياسيا واجتماعيا منقطع النظير ربما يكون رأس الحربة في زوال هذا النظام المنبوذ والفاشل

 كنا نتمنى من الخلية الامنية في دوائر وزارة المواصلات مراقبة تحركات خلايا الرعب والارهاب والتطرف ومنعها من تنفيذ عملها الاجرامي ضد أمن الوطن والمواطنين وضيوفهم من السواح والزوار والهيئات الدبلوماسية وإفشالها مسبقا . أما ان تصب هذه الأجهزة جل اهتمامها للتنصت ومراقبة المعارضين والكتاب والصحفيين خدمة للحاكم المستبد وارهابهم أوتخويف كل من يحاول الاتصال بهم بهدف عزلهم وحصارهم تمهيدا لتجريمهم والتنكيل بهم كما بداء أول مرة ومن ثم حل دمائهم واسكاتهم الى الابد . وقد نلت من هذا المرعب المراقب نصيبي عند زيارتي للوطن الصيف الماضي فقد تبرع بعض الاهل واسمحو لي باستخدام تلفوناتهم الخليوية واحد معي والأخر مع زوجتي لمدة شهرين فقط. ففي أحدى الأيام من شهر أب اغسطس عندما اشتد التضييق على الأستاذ الكاتب القدير عبد الكريم الخيواني فكرت بالاتصال به ومواساته في محنته بل ونقل عبارات تضامنية بالهاتف لمعرفتي الشخصية به . وراودتني فكرة بان اتصل به من تلفون زوجتي التي لا تعرف لا بالسياسة ولا بالاقتصاد ولم تتقبل حتى مشاهدة نشرة أخبار جوية معي ففي الخمسة عشر سنة التي قضيناها هنا في أمريكا لم تشاهد معي نشرات اخبار مرعبة الا ثلاث مرات فقط يوم غزوة نيويورك على البرجين التجاريين الدوليين الذين زرناهما اكثر من مرة والمرة الثانية يوم سقوط تمثال صدام حسين ( رحمة الله عليه ) والثالثة

يوم تسونامي اندنوسيا علما ان تلفونها ملك لاحدى عجائز قريتنا والتي تعتقد اننا مهاجرين في البحر الواسع الذي خلقه ربي . فبعد اتصالي به أقصد الخيواني من تلفون الزوجة على اعتبار اني متحسب لأذية ما(واعرف ان تلفونه ملاحق ومراقب) اذا كان الاتصال من تليفوني ربما نتعرض لمضايقات تعكر علينا رحلة الزيارة برمتها بعد ساعات قليلة بدات المعاكسات والمضايقات من واحد قليل أدب حتى ان رقمين ظلا يظهرامتناوبين على الدوا م عند كل اتصال دون ان يخيفه ظهور رقميه فنصحتها بتجاهل الرقمين وعدم الرد بعد معرفتنا لهمابعد عدة اتصالات في يوم واحد وفوتنا عليهم الفرصة في أئيذائنا .

مهندس: حمود الدهبلي

أطلنطا 


في الخميس 07 فبراير-شباط 2008 09:43:09 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=3306