انتخابات المحافظين أعزت قوماً وأذلّت آخرين

استبق الرئيس صالح نتائج انتخابات المحافظين صباح أمس الأول السبت بالإعلان عن اعتزامه إجراء تعديلات قانونية جديدة تتضمن تعيين أمناء عموم المجالس المحلية في المحافظات والمديريات، وبحيث يكونون ممثلين للسلطة المركزية وليس شرطا أن يكون الأمين العام من أبناء المحافظة أو المديرية المعين فيها.

إعلان الرئيس الذي بدا مفاجئاً إلى حد ما، اعتبره البعض بأنه محاولة رئاسية لاسترداد بعض ما أعطاه الرئيس أو تنازل عنه من صلاحيات تعيين المحافظين وتشكيل طوق رئاسي حول المحافظات التي تمردت على إرادة القيادة العليا للمؤتمر وأسقطت مرشحيها.

ووصف القيادي البارز في المعارضة محمد قحطان حديث الرئيس عن طرح تعديلات لقانون السلطة المحلية بحيث ي عاد تعيين الأمين العام للمجلس المحلي بدلا من انتخابه بأنه يمثل ما أسماها حركة التفاف سريعة لتطويق المحافظات التي خرجت عن الإرادة الرئاسية وانتخبت المرشح الذي لا يريده الرئيس.

وقال قحطان في تعليقه على التصريح الرئاسي: "كان من الأجدر أن يتقبل الرئيس ذلك التنوع في إطار حزبه، ولكن كما يبدو أنه لم يتم تحمّل النتيجة"، معتبرا العودة إلى تعيين الأمين العام للمجلس المحلي انتكاسة على القانون من الناحية النظرية..

إلى ذلك نقلت مصادر صحفية عن مسئول في المعهد الديمقراطي الأمريكي، قوله أن المعهد اعتذر عن تلبية طلب كتابي تقدمت به وزارة الإدارة المحلية لمراقبة العملية الانتخابية للمحافظين، وقال المعهد في اعتذاره عن المشاركة بأنه ليس مستعدا لتحمل تكاليف مراقبين لعملية انتخابية داخلية نتائجها معروفة، وفي إطار الحزب الحاكم.

هذا وكانت جرت انتخابات المحافظين صباح السبت في جميع المحافظات باستثناء محافظة الضالع وسط مقاطعة من قبل أحزاب المعارضة التي تسببت مقاطعتها بتعطيل انتخاب محافظ الضالع وتأجيلها إلى الأحد لعدم اكتمال النصاب القانوني المطلوب لإجراء الاقتراع..

نتائج الانتخابات التي أعلن عن معظمها قبل حلول الظهر من يوم السبت، أسفرت عن فوز سبعة عشر محافظاً من المرشحين الرسميين للمؤتمر الشعبي العام في حين أسقط تحالف المستقلين ثلاثة من مرشحي الحزب الحاكم في كل من محافظات مأرب والجوف والبيضاء.

قائمة ضعيفة اتكأت على الضغوط العليا!

* كانت السمة الطاغية على القائمة المؤتمرية وفقاً لما يراه بعض المتابعين هي ضعف المرشحين الذين يُستبعَد إمكانية تقديمهم شيئاً جديداً ..واعتبر بعض المحللين السياسيين بأن ما جرى من تنافس في بعض المحافظات قد كشف عن حقيقة هذا الضعف الذي ظهرت به قائمة المرشحين المؤتمريين لهذا المنصب الحساس، مؤكدين بأنه لو تمت انتخابات تنافسية حقيقية في إطار المؤتمر نفسه فإن مرشحي الحزب الرسميين سيمنون بهزيمة ساحقة وهو ما يفسر الضغوطات الكبيرة التي مورست ضد المنافسين في أغلب المحافظات..

حيث كان قد سبق عملية الانتخابات حملة ضغوطات شديدة وتوجيهات رسمية عليا مورست من قبل قيادات السلطة العليا ضد من تبقى من القيادات المؤتمرية الذين ترشحوا بصفة مستقلين وكان أغلبهم يشكلون خطورة مباشرة على مرشحي اللجنة العامة، حيث كان آخر الضغوط العليا وأشدها تلك التي أدت إلى انسحاب مرشحين مستقلين أولهما " فهد دهشوش"رئيس فرع المؤتمر في حجة وكان ينافس المحافظ فريد مجور، وذكرت مصادر محلية لـ"الناس" بأن دهشوش الذي ظل مصرّاً إلى آخر لحظة على خوض الانتخابات قد تعرض لضغوط قبلية ورسمية عليا عشية يوم الاقتراع بعد وصول عدد من الشخصيات القبلية المؤثرة إلى منزله مساء الجمعة لإقناعه بالانسحاب، وتحدثت ذات المصادر عن قيام بعض المشايخ بتكسير "العُسْوَب"- أغماد الجنابي- في منزل دهشوش كنوع من الضغوط القبلية التي تمارس في أحلك الظروف وأكبر المواقف بحيث يصعب –قبلياً- على الشخص مقاومتها أو عدم الامتثال لأصحابها، وهو ما اضطر دهشوش إلى الرضوخ لتلك الضغوط وسحب ترشيحه مساء الجمعة الماضي، وعلى إثر ذلك أكدت المصادر بأن رئيس فرع المؤتمر دهشوش أسعِف إلى المستشفى في نفس الليلة نتيجة إصابته بهبوط حاد في ضغط الدم،

أما المرشح الثاني الذي أجبر على الانسحاب فهو في محافظة صنعاء"عاطف المصلي" أمين عام المجلس المحلي لمديرية همدان والذي أكدت بعض المصادر بأنه كان يحظى بدعم كبير من قبل أعضاء المجلس المحلي بالمحافظة من بينهم أعضاء من مديرية خولان التي ينتمي إليها مرشح المؤتمر نعمان دويد.

وقد نقل موقع " مأرب برس " عن "محمد عائض"منسق الحملة الانتخابية للمرشح المستقل المصلي القول بأن رئيس الجمهورية اتصل قُبيل بدء عملية الاقتراع صباح السبت بالمرشح " المصلي " وخيّره بينه وبين منصب المحافظ فاختار مكرهاً علاقته بالرئيس، كما قال عائض الذي تساءل مستغرباً: هل هذه هي الديمقراطية التي يتكلمون عنها ليل نهار وهل الديمقراطية أن تسحب مرشحاً من أجل مرشح المؤتمر؟!!.

ويرى بعض المتابعين بأن انتخابات المحافظين هذه قد أعزّت أناساً وكرّمتهم وأرضتهم على حساب مصائب قوم آخرين والأمر في مجمله لا يزال حصرياً على أهل المؤتمر والحاشية المقربين من القصر.. إذْ مُنِحت أمانة العاصمة لعبدالرحمن الأكوع كنوع من الإرضاء خصوصاً وأن أنباء كانت قد تحدثت عن اعتكاف الأكوع في البيت وإعلانه التذمر من النظام بعد خروجه من التشكيل الحكومي الأخير، كما كافأ النظام القيادي الاشتراكي سالم الخنبشي بمحافظة حضرموت على إخلاصه ووفائه في اللجنة العليا للانتخابات، في حين أزيح حمود خالد الصوفي إلى محافظة تعز من وزارة الخدمة المدنية بسبب ما يردده البعض حول التعثرات في استراتيجية الأجور والمرتبات وتنفيذها بعيداً عن القانون بحسب الشكاوى العديدة التي رافقت سير العملية، حتى بلغ الأمر بالبعض حدّ اتهام الصوفي علناً بالتسبب في الاحتقانات السائدة وإشعال فتيل منظمات المجتمع المدني..

ولعل من بين الشواهد الملفتة للمراقب العادي الذي يقرأ السيَر الذاتية للمرشحين، هو كون مرشح المهرة محمد علي خودم من مواليد1967م في حين هو حاصل على مؤهل جامعي بكالوريوس إدارة أعمال عام2006م حيث لا يوجد تناسب بين التاريخين حتى لو افترضنا أن الرجل –مع احترامنا له- كان طالباً فاشلاً دراسياً.. وكذلك الأمر مع محافظ عمران الجديد الشاب كهلان مجاهد أبو شوارب..!

المعارضة.. نجاح في الضالع فقط !

* موقف اللقاء المشترك الذي أعلن المقاطعة حقق نجاحاً واضحاً تمثل في منع انعقاد الهيئة الناخبة لمحافظة الضالع يوم السبت باعتبارها المحافظة الوحيدة التي تحتل المعارضة أغلبية مقاعدها المحلية، لكن المصادر المحلية أكدت مشاركة أعضاء محليات من كتل المعارضة بصفة شخصية في محافظات عمران التي صوتوا فيها لصالح مرشح المؤتمر كهلان أبو شوارب ،وكذلك في محافظة لحج حيث دعموا المرشح المستقل الذي هو عضو اللجنة الدائمة في الحزب الحاكم لكنه لم يرشح باسم المؤتمر، بالإضافة إلى مشاركتهم في مأرب، البيضاء، أبين، ومحافظة تعز، التي ساندت فيها بعض الشخصيات المعارضة مرشح المؤتمر في تعز، ومن بينهم عضو مجلس النواب عن التجمع اليمني للإصلاح عبدالحميد فرحان الذي نقل عنه موقع "نيوز يمن" قوله بأنهم يعملون "من أجل تعز".

فوز مستحق لمرشحي القواعد

ووفقا للنتائج الميدانية غير الرسمية فإن الانتخابات في 13 محافظة اقتصرت فيها عملية التصويت والاقتراع على مرشح واحد ووحيد بلا منافس لمنصب المحافظ، هو مرشح المؤتمر الشعبي العام الفائز بما يشبه التزكية، فيما توزعت نتائج بقية المحافظات بالتساوي، إذ فاز مرشحو المؤتمر بعد تنافس في كل من أبين ولحج وصعدة وريمة، بينما هُزموا أمام منافسيهم المستقلين في محافظات الجوف، مارب، البيضاء.

ووفقا للجنة الإشرافية في مأرب فقد فاز المرشح المستقل ناجي الزايدي بمنصب محافظ مأرب على منافسه مرشح المؤتمر الشعبي العام حسين حازب، حيث حصل الزايدي على 141 صوتا ، مقابل حصول حسين حازب على 39 صوتاً ومراد طُريق على 38 صوتاً من إجمالي المصوتين226 عضوا، ويذكر إن 192 هم عدد أعضاء كتلة المؤتمر المحلية في مأرب..

وفي محافظة الجوف أعلنت اللجنة الإشرافية فوز المرشح المستقل حمد العزي عبدان بـ78 صوتا على منافسه مرشح المؤتمر الشعبي العام فضل القوسي، وهو محافظ المحافظة حاليا والذي حصل على 77 صوتا من إجمالي 202 هي قوام الهيئة الناخبة في المحافظة..وقد ذكرت مصادر محلية لـ"الناس" في محافظة الجوف أن عدداً من كبار القيادات المؤتمرية في المحافظة قطعت الطريق العام وقامت بمنع أعضاء اللجنة الاشرافية من مغادرة مدينة الحزم معلنة اعتراضها على نتيجة الانتخاب التي أطاحت بمرشح المؤتمر والمحافظ الحالي فضل القوسي..
 

  

وفي البيضاء التي أجريت فيها جولة إعادة ثانية للاقتراع، نجح تحالف المستقلين في الإطاحة بالمرشح الرسمي للمؤتمر الشعبي العام حيث فاز المرشح المستقل محمد ناصر العامري على منافسه مرشح المؤتمر ناصر الخضر علي السوادي بعد أن تنازل المرشح الثالث وهو مستقل للعامري ضد المؤتمر،.وقد حصل المحافظ العامري -الذي يشغل منصب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة البيضاء –على 195 صوتاً مقابل 158 صوتاً لمنافسه السوادي مرشح المؤتمر.

فوز جدير لمرشحين تُركوا "هم وحظهم"!

محافظة أبين التي قال وزير الإدارة المحلية بأنها شهدت ثاني أعلى نسبة حضور بعد محافظة لحج، شارك فيها 221 عضواً ناخباً من أصل 223 يمثلون قوام الهيئة الناخبة، وقد فاز لمنصب محافظ أبين مرشح المؤتمر أحمد الميسري بعد منافسة قوية مع المرشح المستقل محمد صالح هدران، حيث حصل الميسري على 125 صوتا مقابل 94 لهدران، ويبلغ قوام الهيئة الناخبة 221.

وفاز مرشح المؤتمر علي سالم الخضمي بمنصب محافظ ريمة بعد جولة إعادة ثانية من الاقتراع حصل فيها على 73 صوتاً مقابل 43صوتا لمنافسه المستقل احمد محمد الضبيبي وكانت الجولة الأولى والتي تنافس عليها ثلاثة مرشحين أسفرت عن تقدم المرشح المستقل احمد محمد الضبيبي بـ47 صوتا مقابل 43 صوتا لمرشح المؤتمر الخضمي في حين حصل المرشح الثالث أبو الفضل الصعدي على 23 صوتا الذي تحالف مع مرشح المؤتمر في الجولة الثانية ليسقط المرشح المستقل، وقد بلغ عدد المقترعين 118من إجمالي قوام الهيئة الناخبة للمجالس المحلية بمحافظة ريمة البالغ 141 عضواً محلياً..

*وفي محافظة لحج شهدت الانتخابات على منصب المحافظ تنافساً قوياً حيث أسفر تحالف المرشح الثالث المستقل مع مرشح المؤتمر في لحج عن حرمان أمين عام مجلس المحافظة المحلي الذي ترشح مستقلا من الفوز

وأعلنت اللجنة الإشرافية فوز مرشح اللجنة العامة للمؤتمر محسن النقيب بـ143 صوتا، مقابل 135 لمنافسه الأمين العام الحالي للمجلس المحلي علي حيدرة ماطر. وقالت اللجنة الإشرافية أن 282 عضواً من المجالس المحلية للمحافظة قد شاركوا في الانتخابات،

*وفي شبوة فاز مرشح المؤتمر الشعبي العام الدكتور علي حسن الأحمدي بـ 185 صوتاً فيما حصل منافسه المرشح المستقل ناصر باعوم على 73 صوتا وألغيت 3 بطائق.

مرشحون لعمليات تحصيل حاصل

* وفي محافظ تعز شارك 533 عضوا من المجالس المحلية للمحافظة في الانتخابات صوّت منهم 520عضواً لصالح مرشح المؤتمر الشعبي العام حمود خالد الصوفي الذي لم ينافَس بعد انسحاب كافة المرشحين من أمامه، وقد وجدت 8 بطائق اقتراع فارغة، كما ألغيت 5 بطائق. ويبلغ قوام الهيئة الناخبة في محافظة تعز 601 عضوا منهم 465 مؤتمرياً.

*وفي محافظة عمران أدلى 403 عضوا من المجالس المحلية للمحافظة بأصواتهم في الانتخابات ومنح منهم مرشح المؤتمر الشعبي الذي لم يُنافس "كهلان مجاهد أبو شوارب" 401 صوتا مقابل صوت واحد قال لا، وصوت آخر ألغيت بطاقته، وذكرت مصادر محلية أن 120 عضوا محليا من كتلة الإصلاح رشحوا كهلان أبو شوارب. ويبلغ إجمالي الهيئة الناخبة في محافظة عمران (425) عضوا، يمتلك الإصلاح فيها 122 عضواً، والاشتراكي عضواً واحداً فيما البقية مستقلون ومؤتمريون..

* وفي محافظة إب فاز مرشح المؤتمر الشعبي العام القاضي احمد الحجري وهو المرشح الوحيد في الانتخابات بحصوله على 437 صوتاً من إجمالي 455 صوتاً فيما صوت 15 ضد الحجري و3 بطائق ملغية .

* وفي محافظة المهرة قالت اللجنة الإشرافية بأن مرشح المؤتمر محمد علي خودم حصل على نسبة100% من إجمالي الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات حيث حصل على 164 صوتا شاركوا من بين 189 عضوا قوام الهيئة الناخبة في محلي المحافظة والمجالس المحلية في المديريات التابعة لها.

* وفي محافظة الحديدة قالت اللجنة الإشرافية بالمحافظة إن 590 عضوا من المجلس المحلي للمحافظة قد شارك في الانتخابات وحصل مرشح المؤتمر الشعبي الذي لم يُنافس "أحمد الجبلي" على 578 صوتا مقابل صوتين ضده.. يشار إلى أن المعارضة لا تمتلك في محافظة الحديدة سوى 16 عضواً محلياً

* وحصد مرشح المؤتمر لمنصب محافظ صعدة حسن مناع (171) صوتاً مقابل (102) صوتاً لمنافسه عمر حسين قايد مجلي، وبلغ عدد المشاركين في انتخابات محافظة صعدة (273) عضواً من الهيئة الناخبة البالغ قوامها ( 324)

* كما حاز مرشح المؤتمر الشعبي العام بمحافظة ذمار يحيى العمري على 325 صوتا من بين 326 شاركوا في العملية الانتخابية..

* وفي محافظة صنعاء، حصل مرشح المؤتمر الشعبي العام نعمان دويد على 312 صوتا من إجمالي 340 صوتا شاركوا في الانتخابات فيما ألغيت بطاقة واحدة وثلاثة أصوات كانت ضد دويد و 12 بطاقة فارغة.

* وحاز مرشح المؤتمر الشعبي العام في محافظة حضرموت سالم الخنبشي على 464 صوتاً فيما صوت 18 عضوا ضده وألغيت 8 بطائق انتخابية..

* وصوّت لمرشح المؤتمر الشعبي العام بمحافظة حجة وهو محافظها الحالي المهندس فريد مجور 483 عضواً مقابل 46 صوتاً ضده و13 بطاقة ملغية.

*ومنح مرشح المؤتمر الشعبي بأمانة العاصمة الذي لم يُنافس عبدالرحمن الأكوع 284 صوتاً، مقابل صوت واحد قال لا من إجمالي 285 عضواً من المجلس المحلي للمحافظة شاركوا في الانتخابات، ويبلغ إجمالي القوام في أمانة العاصمة (294) عضوا، بينهم 3 فقط للمعارضة.

* وصوّت لمحافظ المحويت ومرشحها الوحيد أحمد علي محسن الأحول 173عضواً من أصل183أدلوا بأصواتهم..

* ناس برس


في الثلاثاء 20 مايو 2008 12:00:52 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=3753