صالح يستقوي بالإصلاح ضد الحوثي فهل يستجيب !!
منير العرامي
منير العرامي

كنت في السابق قد كتبت مقال عن السيناريو القادم , وفي خلاصة المقال قلتُ : "  أن لا حل امامنا افضل من اعلان مصالحة وطنية سياسية شاملة وصادقة, وذلك بين اللقاء المشترك والمؤتمر ، بحيث تستبعد الحوثي ولا تتعامل معاه اطراف المصالحة الا كمتمرد نواياه ابعد من الشعب والوطن" ، بل وليس من حل بالنسبة له سوى مواجهة حاسمة بينه وبين الدولة فاما ينتصر ويحكم او ينهزم ويحاكم , أما الشعب فسيصفق للفائز ولن يتوان عن ذلك...

واليوم وفي بيان صادر عن اجتماع بقيادة صالح؛ أعلن حزب المؤتمر عبر صالح أنه يتجه نحو تحقيق مصالحة وطنية شاملة بينه وبين جميع الأطراف السياسية دون استثناء على ان تقوم المصالحة على اساس طي صفحة الماضي بما فيها الثارات السياسية والشخصية وغيرها ... وهنا لن يتبادر لأي قارئ وهو يقرأ المصالحة الا أن هذه الدعوى تبدو وكأنه موجهة صوب حزب الاصلاح بحد ذاته...

وهنا ففي الظاهر, نجد أن ثمة أحد أمرين يفسرا السبب في ذلك رغم ان الاصلاح كان قد دعاء حزب صالح الى ذلك ورفض الأخير, والأمرين هما :

الأول / أنا علمتُ عن مصادر موثوقة ومقربة بأن ما يمنع المؤتمر من التصالح مع الاصلاح ونسيان الماضي, سوى مسألة واحدة ولن يتنازل المؤتمر عنها كشرط أساسي للتصالح وهي " اعتراف الاصلاح بما وراء عملية جامع النهدين او يثبت لصالح برائتهم منها " في الوقت الذي فيه صالح يعلن انه متهم اطرافا محسوبين على الاصلاح بخصوص تدبير وتنفيذ تلك اللعملية ... وهنا فربما انه فعلا قد تم اكتشاف اسرار تنفيذ عملية جامع النهدين واتضحت لصالح اطرافها المدبرة والمنفذة , وربما تبين براءة الاصلاح منها ولو على الأقل الاصلاح كحزب سياسي, ولهذا جاءت الدعوة الى مصالحة سياسية بشكل رئيسي , وهو ما يعني أنه لم يعد أمام صالح من شرط شخصي...

الثاني/ ربما بأن أدرك صالح بأنه اصبح الهدف التالي للحوثي وانه أعجز من أن يقاوم ؛ لهذا بدء يبحث عن تحالف جديد يستعد معه لمواجهة الحوثي, بحيث تبيّن لصالح في ذات الأمر بأن ليس من حليف سينجح معه في مواجهة الحوثي غير حزب الاصلاح, كونه الأكثر تضرراً من الحوثي والأقرب فكراً وتعايشاً مع صالح والأكثر تفاعلاً ميدانياً سيكون على الساحة الى جوار صالح, ذلك لأن صالح أدرك أن القبيلة التي كان سيتكأ عليها ضد الحوثي في وقته وحساباته قد بدأت تنخرط وراء مصالحها خلف الحوثي بفعل المال أو الحفاض على مكانتها, بل وليس لصالح مستقبل سياسي أفضل لو اعتمد على القبيلة في مواجهة الحوثي, على العكس عندما يعتمد على حليف سياسي وله خصوصية قبلية في ما يتعلق بالمواجهة الميداني المسلحة – أعني هنا الاصلاح - وكل ذلك هو  ما جعله يعلن اتجاهه نحو تحقيق مصالحة حتى مع الاصلاح معلنا استعداده فيها لنسيان حتى عملية جامع النهدين .... !!!!

بالنسبة لي اعتقد ان الارجح هو ان صالح بدء يدرك الورطة التي فعلها على نفسه نتيجة صمته امام توسع الحوثي على الاقل ان لم نقل دعمه للحوثي بطريقة ليس بالضرورة ان كانت بصورة مباشرة وبتحالف سري موثق ... يزيد من احتمال ذلك هو ان صالح قد تحقق له قمع كل من كان يشك انهم هم من وراء عملية جامع النهدين ورأى بهم اعظم مما رأى على نفسه اثر عملية النهدين بل وكل ما طاله ماديا او معنويا بعد 2011 .. في الوقت الذي ابدى الحوثي نواياه بأنه لن يغفر لصالح ماضيه وان حج الى كربلاء وفي ضل اصبح الحوثي أقوى واقدر على صالح لأسباب عديدة افرزته النتائج الاخيرة لتحركات الحوثي وتوسعاتها والتي اظهرت الحوثي كقوة دولة يقدر على لي ذراع هادي الرئيس حتى ...

وعل كل حال فالتساؤل هنا :

هل سينجح صالح؟ ؟؟ وهل سيوافق الاصلاح؟ ؟؟ وايهما افضل للإصلاح؟ ؟؟؟

بالنسبة لي ربما سينجح وذلك في حالة ان يدرك الاصلاح المسألة من زاوية ما بعد لو قضى الحوثي على صالح ، فهنا سيجد أن انتهاء الحوثي او حتى اضعافه افضل للاصلاح كحزب من انتهاء صالح؛ ذلك لأن الحوثي هنا سينتهي او يضعف كقوة مسلحة وتمارس السياسة وستكون شريك فيها في المستقبل وهذا في الوقت التي بدت الجماعة الحوثية تتحرك عسكريا وسياسيا واجتماعيا وفكريا حتى ؛ بشكل يناقض الاصلاح ويستعديه ...

بينما صالح لو انتهى بيد الحوثي على ذلك النحو فهو لن ينتهي الا كمركز قوة كانت تمثل حجرة عثرة امام جميع القوى السياسية بما فيها المؤتمر نفسه ، وبالتالي سوف لن يستفيد الاصلاح كحزب في مستقبله السياسي من انهى صالح و الاطاحة به الا كعدالة بينه وبين حزب المؤتمر من حيث بتر او سلب كلا منهما مركز قوته الغير سياسية فصالح وعائلته في المؤتمر مستقبلا سيلعبون نفس الدور الذي كانت تلعبه اسرة ال الاحمر في الاصلاح ...

واخيرا على الاصلاح ان يدرك بأن التصالح مع صالح وبالتالي المؤتمر ، ليس له لصالح الاصلاح وحسب انما هذا هو ما يحتاجه الوطن ليعبر المضيق ... شريطة ان يتصالح الاصلاح مع صالح من خلال اللقاء المشترك وليس على انفراد ...


في السبت 20 ديسمبر-كانون الأول 2014 12:16:20 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=40822