اليمن.. بين تحالف الحوثي صالح وقوات التحالف
عارف الصرمي
عارف الصرمي

مأرب برس

  arefassurmi@hotmail.com

منذ سيطرت جماعة الحوثيين على صنعاءواعتقلت الرئيس هادي في٢١ سبتمبر من العام الماضي٢٠١٥ وحتى اليوم ونحن وسط حرب ضروس حال عليها الحول، لم يكشف لنا الرئيس هادي عن الاسباب التي جعلته فجأة يمهد الطريق للحوثيين للوصول الى صنعاء واستلامها على طبق من

ذهب دون مثقال ذرة من مقاومة !!!!!

ولأن أهل مكة أدرى بشعابها،

فكل من في اليمن يعلمون يقينا هذه الحقيقة المسكوت عنها عمدا !!

تماما كمعرفة الجميع لحقيقة ان الحوثيين ما كانوا ليقدروا لوحدهم على الخروج من مركزهم وقاعدتهم صعدة إلى إسقاط محافظة عمران بالحرب وقوة السلاح ثم حصار واقتحام صنعاء،والسيطرة على كل مفاصل السلطة واجهزتها لولا تحالفهم

مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح !!

وإلى أن يقرر الرئيس كشف المستور، ستبقى التساؤلات غائرة في العمق عن ماهية مصلحته في إدخال الجماعة الى صنعاء لتعتقله وتهينه وتذله وتسلبه الحكم !!!!!!!

فحتى وإن كان قد ضاق ذرعا بمراكز النفوذ العسكرية والحزبية والقبلية التي تحيط به وتشاركه في حكم البلاد وقرر !ستبدالهم جميعا بحليف لاخبرة له في عالم السياسة، ومصاب بجنون السلطة، ولديه كل الدوافع والجاهزية ليستخدمها هادي بسهولة ويتخلص أخيرا ممن كانوا السبب في وصوله الى الرئاسة !!!!!

إلا أنه من غير المعقول ان رئيس الجمهورية والقائدالاعلى للقوات المسلحة لم يحسب حساب أن جماعة مسلحة جاء ميلادها بالسلاح من رحم الحروب !! ستخرج بجيشها من صعدة وتشق طريقها الى عمران وهي ترى نفسها على مرمى قدم من حكم اليمن بأكمله ! ثم ستكتفي فقط بالوصول الى صنعاء بل وستتحول مباشرة وبقدرة قادر الى مجرد سكرتارية في مكتب الإمام الهادي بن منصور !!!!!

وحتى وإن كان هادي قدتعرض بالفعل لضغوط جبارة نجهلها جميعا، فلن تكون نتائجها افدح مما جرى وصار!!

حيث أن كل ما كان للرئيس هادي من وزن قد تبخر تماما وذهب مع الريح فور ان اصبح وحيدا اعزلا بلا حلفاء !!

ولولا ان الاقدار تداركته حين استطاع الفرار خلسة الى عدن ثم الى الرياض .لكان الان مجرد إسم في ماضي اليمن !

واذا كان الرئيس السابق صالح قد علم حينها بدور هادي في إيصال الحوثيين الى صنعاء، فالمؤكد أنه لم يتردد لحظة واحدة بفهم ان هادي قد جاء بالحوثيين للقضاء عليه !!!

 او على الاقل سيكون هو الهدف القادم لهادي باعتباره آخر تهديد له،و آخر مركز قوة ونفوذ لايزال موجودا أمامه في البلد !!!!!

وستكون الذرائع كلها متوفرة لدى الجماعة لقتال صالح الذي قاتلهم بستةحروب قتل فيها مؤسس الجماعة ورمزها حسين الحوثي وبأثناءها مات والده العلامة بدر الدين !!

وهنا لن نحتاج للكثير لندرك ان خبرة صالح الطويلة بالحوثيين منذ ميلاد حركتهم المسلحة بصعدة،قدجعلته يسبق هادي لعقدصفقة العمر مع الجماعة للوصول بهم الى حكم اليمن،

وهذه المرة للقضاء على هادي !!!!

وهنا يكون الرئيس السابق قد تخلص من كل من ثاروا عليه واخرجوه من الحكم سنة٢٠١١ !!!

فيما تكون الجماعة لوحدها هي من يتحمل المسؤولية امام الداخل وامام العالم عن كل ما جرى!!

لكن تحالف الحوثي مع صالح كان قصير النظر ولم يحسب حسابا لنتائج الانقلاب

ولا لتبعات تمدده عسكريا بمختلف الجبهات شمالا وجنوبا ليفرض السلطة الفعلية على الجميع بقوة السلاح !!

فالمؤكد تماما ان الحوثي و صالح معا لم يدر في خلدهما ابدا

انهما قد فجرا قنبلة مدوية ومزلزلة في جدار الامن القومي الخليجي عبر حكم اليمن بحلفاء ايران !! وتحديا الارادة الدولية التي ترعى انتقال السلطة وتشرف وتدعم وتراقب المرحلة الانتقالية والحوار الوطني في اليمن منذ بدايتها

، ولذلك لم يتوقع الحوثي وصالح ان تتحرك السعودية وتحشد معها تحالفا لجيوش ١٤دولة ويشنوا حربا شرسة لاهوادة فيها في وجه قوات السلطة الفعلية الجديدة.

وهنا وقعت الواقعة في البقعة الجغرافية لجنوب شبه الجزيرة العربية !

 فاليمن اصبح ينزف نزيفا حادا وهو مضرج بدماء شعبه في السهل والوادي والجبل ،في البادية والحضر !

نتيجة الحرب الاهلية الداخلية بين المقاومة التي انتفضت تقاتل الحوثي وترفضه بمختلف الجبهات،وايضا لأن قوات التحالف لم تكتف بقتال الحوثي .صالح واتباعهما بل دمرت مؤسسات الدولة وطحنت بنيتها التحتية وخنقت الشعب بأكمله بحصار اقتصادي موجع ومؤلم، به أفقرت كل من لايزال على قيدالحياة !!

ليجد الانسان نفسه يصرخ بأعلى صوته في وجه الحرب وهو يعاني الأمرين!!

فقد تورطت البلد كلها بمصيبة الحرب واصبح الناس جميعا ضحايا لاحول لهم ولاقوة،

بين تحالف عربي يفترض به ان يستهدف خصما محددا

لا وطنا بأكمله !!!

وبين تحالف الحوثي_صالح

 الذي أغرته عضلات السلاح وأعمته جنون السلطة عن رؤية النتيجة التي انتهت به وهو فقط يقاتل ولايحكم!!!!!!


في السبت 26 مارس - آذار 2016 01:38:56 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=42190