الإرياني : خشبة الشريجة اشبه بجدار برلين
متابعات
متابعات

مأرب برس – 26 سبتمبر –حاوره- أحمد ناصر الشريف

الإرياني: الوحدة هي السقف لأي نقاش وتعطيل مواعيد الحوار كارثة على الديمقراطية

الدكتور عبدالكريم الارياني وصفه ذات يوم الرئيس محمد حسني مبارك بما معناه: الظاهر منه متر على الأرض وعشرة أمتار تحت الأرض.. وهذا يوحي عن مدى عمق الرجل في تفكيره وأفعاله وصعوبة سبر أغواره أو الإلمام بتفاصيل شخصيته وتفكيره السياسي.

حديثه قصير وكلماته منتقاه بعناية.. مفاهيمه واضحة ومحددة عندما يريدها أن تكون كذلك.. لكنها تكون مختلفة تحتمل أكثر من معنى ولها أكثر من وجه وتفسير عندما يريد التنصل من إعطاء رأي واضح.. إنه باختصار أحد عباقرة السياسة اليمنية واحد المفكرين الاستراتيجيين القادرين على استقراء المستقبل بوضوح واستشفاف تطورات الأحداث وتبعاتها المختلفة بكل صوابية.. ولهذا نجده لا يتردد في طرح رؤاه للتعامل مع المستجدات والتطورات باختلاف أشكالها سواء تلك التي تعتمد على الواقع أو التي لم تظهر بعد على شاشات الحاضر.

- سؤالنا الأول يتعلق بمرور 19 عاماً على قيام الجمهورية اليمنية.. كيف تقرأونها وماهي الانجازات الأبرز التي تحققت خلالها؟

*لاشك أن الوحدة اليمنية هي الحدث الأول في تاريخ اليمن الحديث منذ عدة قرون وليس منذ عدة عقود.. وما تحقق من خلال الوحدة اليمنية لا يستطيع احد أن يقيمه إلا إذا كان قد عاش مرحلة التشطير.. 19 عاماً من عمر الوحدة تعني جيلاً جديداً.. لاشك أن جيل القراء الجدد عن الوحدة اليمنية لايدركون ماذا عنت وماذا تعني اليوم هذه الوحدة.. كنا نعيش في حالة توترات.. عدم الأمن والاستقرار.. صراع في المناطق الوسطى.. حروب مباشرة بين الشطرين كل ذلك هو مظهر من مظاهر التشطير وبالتالي فإن المنجز الأول هو: انهاء الصراع المباشر بين أبناء الوطن.. وأبناء الوطن لم يكونوا هم المتصارعين.. الصراع كان بين السلطات في الشطرين.. ولذلك لايمكن تقدير ماذا تعنيه الوحدة اليمنية إلا إذا عدنا إلى ما قبل الوحدة ومنجزات الوحدة هي الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الصحافة وحرية التعبير.. هذا هو المنجز الفكري للوحدة اليمنية.. أما المنجز المادي فلا يمكن حصره ولا عده.. وبفضل الوحدة يستطيع المواطن اليمني أن يغادر صنعاء الساعة السادسة صباحاً ويتناول طعام الغداء في سيئون أليست تلك نعمة؟!.. ايضاً يغادر المواطن عدن وخلال ساعات يكون في تعز لا يعترضه معترض.. كانت خشبة الشريجة اشبه بجدار برلين وهي خشبة صغيرة.. أتمنى أن الجميع يقدر هذا المنجز الذي لم يأت إلا بفضل الوحدة.

الوحدة اليمنية تعني الأمن تعني الاستقرار تعني التنمية.. تعني الديمقراطية والتعددية وحرية التعبير.. وهذه القضايا مهما اختلفنا على مظاهر أخرى من عدم الاتفاق والتوافق لكن لا يجوز للقضايا الفردية المتفرعة عن هذه المبادئ أن تتحول إلى مبادئ.. والشيء الذي يتمناه أي وطني وحدوي هو أن لا تتحول قضايا الخلاف الجانبي إلى مبادئ تحل محل الوحدة.. محل الديمقراطية.. محل التعددية ومحل حرية التعبير.

العدالة والمساواة أمام القانون صمام رئيسي لحماية الوحدة

- لكن الجيل الجديد الذي تربى في كنف الوحدة.. كيف يمكن له أن يشعر بمعاناة الآباء والأجداد الذين عاصروا التشطير؟

* أنا اعتقد أن الإعلام والتعليم هما الوسيلة الأساسية لنشر الوعي وتعميق هذا المفهوم في أوساط جيل الوحدة وكذلك إشاعة العدالة، لأن الجيل الجديد ربما يعطى الانطباع ان ليس هناك عدالة.. وليس هناك مساواة.. ولأنه لم يعش تلك المرحلة قد ينطلي هذا الكلام عليه.. لكن ضمان العدالة والمساواة أمام القانون هو الصمام الرئيسي لحماية الوحدة.

- هل نعتبر العقدين الماضيين من عمر الوحدة فترة كافية لتجاوز الوحدة مرحلة الخطر.. وما هي الضمانات المطلوبة للحفاظ على الوحدة الوطنية من وجهة نظركم؟

* القول إن عقدين أو ثلاثة أو عقداً واحداً من مرور هذا الزمن هو ضمانة كافية لحماية الوحدة.. أنا لا اعتبر الوقت أو الزمن هو المقياس.

أنا اعتبر ما تحققه الوحدة للمواطن من الأمن والاستقرار والعدالة والحرية والديمقراطية هو صمام الأمان الحقيقي.. أما الزمن فليس مقياساً.. إذا غابت هذه الشروط التي نؤمن بها ونعيشها فيصبح الزمن غير ذي قيمة.

-كنت رئيساً للجنة السياسية عن الجانب الشمالي أثناء محادثات إعادة تحقيق الوحدة.. ماهي المشاهد التي يمكن أن تكشف عنها اليوم والتي رافقت المحادثات في تلك الفترة سواءً من حيث صعوبتها وكنتم تخشون من أن تفشل المحادثات أو من حيث أنها كانت مشجعة على تحقيق النجاح؟

*للإجابة على هذا السؤال بشكل مفصل يفترض الرجوع إلى ملف تلك الفترة لكنني اذكر أثناء الاجتماعات عندما كنت رئيس الجانب الشمالي والأخ سالم صالح رئيس الجانب الجنوبي.. وبعد أخذ ورد ومشاورات بلورت فكرة وهي نواة التعددية السياسية وعرضت في احد الاجتماعات واعتبرت بعد موافقة الرئيس عليها أنها خطوة انفراجية.

لكن أهم شيء في تلك المحادثات أننا لم نكن نتفاوض بان الحزب الاشتراكي والمؤتمر الشعبي هما الطرفان الوحيدان اللذان لهما الحق في حكم الدولة الجديدة.. بمعنى لم نتفاوض على ألا نسمح بالحزبية أو لا نسمح بالتعددية وقد كانت فيه مخاضات سابقة والحقيقة أن أحداث 13 يناير 86 م في الشطر الجنوبي ولدت تياراً قوياً وكان المرحوم جار الله عمر وراءه، هو أن الوسيلة الوحيدة لإيقاف دوامة الصراعات المتتالية في الشطر الجنوبي هو الاعتراف بالآخر.

والحقيقة انه أثناء مناقشات اللجنة السياسية كلنا الأعضاء من الشمال والجنوب كنا ننطلق من أن نحن لا نفاوض أنفسنا ولكن نفاوض من منطلق الاعتراف بالآخر.

الحرية والديمقراطية قفزة في المنطقة

-بما ان الشطرين في تلك الفترة كانا يعيشان تحت ظل الحكم الشمولي.. ألا ترى بأن القبول بالتعددية والحرية والديمقراطية تعتبر قفزة نوعية كبيرة إلى الأمام؟

*هي كذلك ليس في اطار الشطرين ولكن في إطار المنطقة في ذلك الوقت وذلك بعكس اليوم عندما يتم الحديث عن الديمقراطية وعن التعددية كأمر عادي.. اللجنة السياسية مر عليها عشرون عاماً وليس تسعة عشر عاماً وفي ذلك الوقت لاشك أن الحديث عن التعددية والديمقراطية والاعتراف بالآخر كان خطوة متقدمة بكل المقاييس.. لكن الآخرين اليوم لا يعتبرونها قضية.

-اليمن ارتقت بالوحدة وأصبحت مؤهلة للقيام بدور إقليمي مؤثر يستوجبه موقعها الجغرافي والاستراتيجي وكذلك الحضور الكبير لليمن سكاناً وموارداً.. كيف يمكن تحقيق ذلك؟

*يفترض أن يكون السؤال.. هل اليمن بالوحدة حققت دوراً إقليمياً ودولياً يتناسب مع هذه الوحدة وليس كيف يمكن تحقيق ذلك، أنا أقول أن اليمن بوحدته قد حقق دوراً إقليمياً ودولياً وسياسياً واهتماماً عالمياً يستحيل ان يكون ذلك متوفراً في حالة التشطير 100٪.

الخطأ والخطأ الاستراتيجي

- كيف تنظر للوحدة اليمنية كعامل امن واستقرار في الجزيرة والخليج؟

*اعتقد أن ما صدر عن الدول إقليمياً وعن الدول دولياً وما يدركه المجتمع الدولي وليس فقط دول الإقليم من أن الوحدة اليمنية هي عامل امن واستقرار للمنطقة كلها.. وما يأتي عكسها لايمكن أن يكون مصدراً لأمن واستقرار المنطقة.

هذا الموضوع لاغبار عليه وليس محل خلاف إقليمي ولا دولي الوحدة اليمنية اليوم أكثر أهمية في تحقيق امن واستقرار المنطقة من يوم إعلانها.. وعلى من يعتقد أن التلاعب بمبدأ الوحدة سوف يجر إلى تعاطف دولي أو إقليمي من منطلق الأمن والاستقرار فهو مخطئ.. وعلى من يعتقد انه إذا تشطر اليمن فهو أكثر أمنا واستقراراً فتلك قمة الخطأ الاستراتيجي ولا أقول السياسي.

تحت سقف الوحدة طالب بما تريد وستأخذ ما تستحق

-مايسمى بالحراك الجنوبي.. هل هناك بالفعل هذه التسمية وكيف ترون تعامل الدولة مع مايطرحونه من مطالب؟

*أنا لست متابعاً يومياً لقضايا الحراك وإنما احضر اجتماعات ومناقشات.. ولكن أنا انطلق مما ينادي به الرئيس أن الوحدة هي السقف وكل شيء تحت هذا السقف قابل للنقاش.. إن كان هناك مظلمة سنناقش المظلمة وتزال.. وان كان هناك حيف أو نقص على أحد، فمن حقه أن يطالب بالقضاء أو إنهاء هذا الحيف.. مادمنا تحت سقف الوحدة والى حد الآن ماعدا تفرعات شاذة تدعو إلى قيام دولة الجنوب السابقة وعودة سلاطينها وملاطينها، فهذا صوت ليس له حتى صدى.. أما من يشكو ويقول هناك حقوق منتهكة، فالرئيس قال تحت سقف الوحدة طالب بما تريد وستأخذ ما تستحق.. لكن أطالب ما ليس حقي فهذا لايجوز.

- كيف تستقرئ الواقع السياسي الراهن في ضوء تزايد هذه الدعوات وتصاعد الأعمال التخريبية في عدد من مديريات المحافظات الجنوبية وكذلك في صعدة؟

*بالنسبة لصعدة فلها قصة أخرى.. أما جانب العنف في ردفان فهو محدود ولكنه مضخم.. وكما اعلم أن الموضوع دار فيه حوار وانتهى العنف.. فليس عنفاً يؤدي إلى تغيير واقع المجتمع وواقع الوحدة.. كون البعض يلجأ إلى العنف قد يكون عنفاً وذلك يرجع إلى عدم تقدير واقعي لتوازن القوى.. ومن يقرأ الصحف وقد التقيت بالعديد منهم هؤلاء يأتون ويفسرون لي وان كنت لا ادعي أنني قارئ جيد للصحف المحلية بالحق أو الباطل.. لكن الصحافة ترسم صورة مغايرة تماماً للواقع.. هناك مشاكل لكن تضخيمها هو الذي يؤدي إلى هذه التقديرات والعنف والكفاح المسلح والكلام الذي ليس له أساس من الصحة.. وأنا لا اعتقد أن هذا الخط هو الذي يقود حتى الحراك واقصد به خط العنف.

في تقديري ان الحراك العنيف طابعه محلي جداً والحوار والنقاش هو الوسيلة لإنهاء مظاهر العنف.. أما مظاهر الشكوى السياسية وغيرها هي ليست حراكاً.. هناك شكاوى في صنعاء وشكاوى في الحديدة وفي كل المدن..

والمطالبة بحقوق تحت سقف الوحدة أنا أتصور أن هذا لن ينتهي ولا يجوز أن ينتهي لأنه لايمكن أن الناس جميعاً يعيشون في صلاة وسلام.. الناس من حقهم أن يشتكوا ومن حقهم أن يعارضوا ويطالبوا وليس هذا محصوراً فقط في الحراك.

لا يجب أن نضيق بالإعلام المعارض

-أشرت إلى أن الإعلام يضخم الأمور حتى لو كانت الأحداث محدودة.. لكن ألا ترى بأن الإعلام الرسمي له سلبياته أيضاً حيث يندفع أحياناً فيغلب لغة الانفعال على الحقيقة؟

*بالنسبة لدور الإعلام الحزبي والأهلي يجب ألا نضيق به وهذا في رأيي هو المبدأ وعندما أن نضيق بهم يجب أن نعطي ما يقولونه شيئاً من المصداقية.

الضيق في الإعلام الحزبي أو الأهلي لا أوافق عليه.. لكن على هذا الإعلام إبراز الحقيقة كما هي.. وهذا ينطبق أيضاً على الإعلام الرسمي الذي يجب أن يكتفي بإبراز الحقيقة ولا يدخل معهم في مهاترات فتضيع الحقيقة.. صحيح أنا لست إعلامياً ولكن إبراز الحقيقة كما هي هو أقوى من الرد على من يفتري.

على الإعلام الرسمي إبراز الحقيقة

-الوحدة شيء ثابت ولا خوف عليها.. لكن الإعلام الرسمي بالغ في الدفاع عنها حتى ظن من لا يعرف الواقع اليمني أن اليمن على وشك العودة إلى التشطير.. كيف يمكن التعامل مع الواقع؟

* إبراز الحقيقة كما قلت والإعتراف بالخطأ إن كان هناك خطأ هذا ما يجب أن يفعله الإعلام الرسمي وذلك أفضل بكثير من عرض الوحدة وكأنها في خطر إعلامي.. علينا واجب جميعاً الدفاع عن الوحدة في الحديث.. في النقاش لكن هذا موضوع آخر.. والإعلام الرسمي يجب ألا يكون منجراً وراء الإعلام غير الرسمي أو المعارض.. لأن الإعلام المعارض معارض لا يمكن أن يقول أن كل شيء على ما يرام وذلك في كل الدول وليس في اليمن فحسب.

أما إذا سلِّم بكل شيء فكيف سيكون معارضاً.. أن الذي يهمني -كما قلت هو- أن لا ننجر وراء الإعلام غير الواقعي وغير الحقيقي وان الرد على المفترين هو عرض الحقيقة كما هي.. على المدى القريب قد يقول البعض هذا لا يفيد ولا بد ان نرد بعنف، لكنني أقول على المدى البعيد يجب أن يكون الرد بالتوازن والحكمة والمنطق.. أما المعارض فهو معارض.. اليوم يستعمل المنطق وغداً يستعمل اسلوباً آخر.. فلا يجوز أن يصبح الإعلام المعارض هو الذي يقود الإعلام الرسمي.. والى أي مدى هذا الأمر حاصل أقولها صراحة أنني لا استطيع الجزم بذلك.

- ما هي رؤيتكم كمسؤول سياسي مخضرم لتجاوز هذه الإشكالات؟

* بالممارسة والتجربة نستطيع تجاوز كل أشكال سواءً في الديمقراطية أو في حرية التعبير.. لم نرتق إلى مستوى مسؤولية هذا المبدأ لا معارضة ولا سلطة.

أنا ليس لدي وصفة جاهزة لتجاوز هذه الإشكالات لكن وصفتي أن الاستمرارية في التعامل مع الرأي والرأي الآخر هو الذي سيؤدي إلى بلوغ الرشد في قضايا الإعلام.. أنا أقول أن الرشد لم يبلغ بعد لا من قبل المعارضة ولا من قبل الإعلام الرسمي.. ولكن الزمن هو الذي سيؤدي إلى بلوغ الرشد والتوازن والمصداقية.

-هناك من يقول ان الدبلوماسية اليمنية في التعامل مع القضايا ضعفت في الفترة الأخيرة وهو ما جعلها تفقد الكثير من الأوراق الرابحة.. ما تعليقك؟

*هذا الكلام جديد عليِّ.. أنا ارى أن الدبلوماسية اليمنية مؤدية لمهامها ولا أجد أن مثل هذا الكلام صحيحاً .

أي تعطيل لمواعيد الحوار سيكون كارثة على الديمقراطية

-تأجيل الانتخابات ودعوة الرئيس للحوار ا لوطني.. كيف تقيمون هذين الحدثين وما هي الضمانات الكفيلة لنجاح الحوار في تحقيق الأهداف المرجوة منه؟

-أولاً: تأجيل الانتخابات بالنسبة لي كان شراً لا بد منه ولا شك ان رد الفعل الشعبي العام كان اقل سلبية مما كنت أنا أتوقعه.

ثانياً: عند أن ربط تأجيل الانتخابات بقضايا الحوار وإجراء التعديلات الضرورية كان ذلك لمزيد من الديمقراطية ولمزيد من الشفافية ولمزيد من التوازن في العملية الانتخابية.. رغم أن التأجيل لم يكن مرحباً به دولياً لكن الظروف الداخلية فرضت ذلك لضمانة مشاركة الجميع وربما ان التضحية (تستاهل).

ثالثاً: أن التأجيل مربوط بإجراء حوار جاد.. تعديل دستوري.. تعديل في قانون الانتخابات وربما تعديل في ترتيبات الدوائر.. هذا الكلام كله يتحمل مسؤوليته المؤتمر الشعبي والأحزاب الممثلة في مجلس النواب ثم يأتي دور المجلس الوطني للمعارضة ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات السياسية المستقلة لأن هذه الساحة لا تستطيع أن تحولها إلى ساحة حوار مع كل من في الميدان لكل الفئات، المبرر يبدو منطقياً لكن كيف يبدأ الحوار.. وخارطة الطريق لهذا الحوار والوصول به إلى مكانه الصحيح في مواعيد زمنية.. فإذا تعطلت المواعيد سيصبح هذا الاتفاق كارثة على الديمقراطية بأكلمها.

- المجلس الوطني للمعارضة اصدر بياناً قال فيه انه معترض على تأجيل الانتخابات؟

* هذا من حقه، لأن الحوار كان محصوراً ليس في جميع أحزاب اللقاء المشترك.. كان محصوراً بين الأحزاب الممثلة في مجلس النواب وهذا منطقي.. لكن بعد التوقيع وحتى في اللقاء المشترك قالوا يجب أن يشارك فيه الجميع ونحن نقول يجب أن يشارك فيه الجميع بشرط أن لا يتحول إلى سوق عكاظ الذي لن يوصل إلى نتيجة.. فلابد من وضع إطار عام لهذا الحوار وإشراك الآخرين حتى في مراحل متأخرة.. لكن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على الأحزاب الممثلة اليوم في مجلس النواب.

- هل هذا الاتفاق ملزماً لكل القوى السياسية؟

* لا.. ليس ملزماً لكل القوى.. فالمجلس الوطني اعترض وهذا من حقه.

- هناك قوى سياسية تقول اليمن يعيش فراغاً دستورياً بعد تأجيل الانتخابات؟

*اسأل أي شخص مطلع على دستور الجمهورية اليمنية وسيثبت لك بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا الكلام هراء وكل ما تم هو في إطار الدستور وليس هناك فراغ دستوري على الإطلاق.

- بالرغم من الإتفاق على تأجيل الانتخابات لكن ما تزال المهاترات السياسية بين الأقطاب السياسية قائمة وخاصة بين المؤتمر والمشترك.. ما هي أسباب هذه المهاترات ؟ وهل يمكن أن يصلا إلى نقطة التقاء خلال العامين القادمين؟

*أن نقول انه لا يجوز الحوار إلا ونحن سمن على عسل فهذا كلام غير معقول.. هناك معارضة وهناك حزب حاكم، سنختلف اليوم وغداً وبعد غد.. لكن لا يجوز أن يكون هذا الخلاف لتأجيل الحوار وإذا قرر احد الطرفين انه لا يريد الحوار حتى نكون سمناً على عسل أقول وداعاً أيها الحوار .

- هل انت متأكد من نجاح نتائج الحوار؟

*نعم متأكد، لأن النوايا الحسنة كانت متوفرة عندما وصلنا إلى هذا الإتفاق.. ولكن هناك خشية وأنت على حق في سؤالك وهو أن تصبح المهاترات الجانبية مبرراً لعدم مباشرة الحوار ووضع الإطار العام والتحرك السريع في سبيل تحقيق أهداف ما اتفق عليه.

-ما صحة ما يقال ان المؤتمر الشعبي العام عازم على تشكيل حكومة ائتلاف وطني والتخلي عن حكومة الأغلبية ترعى الحوار القادم وتحقق الإصلاحات؟

*أنا خارج الحكومة السابقة والحالية والقادمة وليس لدي علم بذلك.

البيض اعلن الانفصال ولن يفعل اكثر من ذلك

- هناك تسريبات إخبارية حول عودة علي سالم البيض لمزاولة العمل السياسي مع أن ما يسمى بالحراك الجنوبي قد أعلنوا انه تم انتخابه كرئيس لهم.. ماذا تتوقع من البيض من مواقف سياسية وما اثر ذلك على مستوى الوطن ووحدته؟

*أنا لا انوب عن البيض في كل ما يريد أن يفعله وبالنسبة لعلي سالم البيض هو الذي أعلن الإنفصال ولا أتوقع منه أكثر مما قد فعل.

- يزعم المشترك أن المؤتمر الشعبي العام يلجأ للاستقواء بالأغلبية العددية.. هل في ذلك خطأ قانوني؟

*قانونياً لا .. لكن الحقيقة أن الأقلية الصغيرة هي التي فرضت نفسها على الأغلبية الكبيرة وربما في ذلك خير للوطن والديمقراطية.

- التمترس غير المسؤول الذي تقوم به بعض القوى السياسية.. ما مدى انعكاساته السلبية وتأثيره على التجربة الديمقراطية في اليمن؟

* التمترس وراء المواقف أو غيرها هو حيلة العاجز وإلا تعال حاور.. ناقش.. طالب ولماذا هذا التمترس؟.. العاجز هو المتمترس.

لابد من حكم محلي كامل الصلاحيات

-في ضوء مضامين إستراتيجية الحكم المحلي.. هل سيتم تعديل كافة القوانين لتكون ملائمة مع توجهات الانتقال إلى الحكم واسع الصلاحيات؟

*نعم.. ثم نعم .. ثم نعم.. هناك قوانين تعيق الحكم المحلي كامل الصلاحيات وهذه يجب تعديلها خلال العامين القادمين.. وأقول الحكم المحلي الذي استخدمه الرئيس في عدن الحكم المحلي كامل الصلاحيات لأنه أصبح هناك جدل.. حكم محلي واسع الصلاحيات وحكم محلي كامل الصلاحيات إذا عدنا إلى خطاب الرئيس في عدن العام الماضي هو حكم محلي ووصفه بدقة كامل الصلاحيات وذلك يعني أن لا يكون أي قانون مركزي يتنافى مع هذا.

وأقول إن الذين يعتقدون أن الحكم المحلي كامل الصلاحيات سوف يصبح مفهوما ومطبقاً ونافذا بين عشية وضحاها هم خياليون لكن المبدأ أن المواطن يعرف أن هذا هو مستقبل السلطة وهو واقعها النهائي الذي ليس بعده واقع آخر وهو واقع الحكم المحلي كامل الصلاحيات.. أنا باعتقادي يجب استخدام الكلمات والجمل أكثر وضوحا، فالحكم المحلي كامل الصلاحيات هو أكثر وضوحاً، من الحكم المحلي واسع الصلاحيات لأن الواسع ليس كاملا ولكن الكامل شامل.

-بالنسبة للتعديلات المؤجلة.. هل سيتم إنجازها؟

* نعم.. هذه التعديلات ضرورة أولا هي جزء لا يتجزأ من برنامج الرئيس الانتخابي وثانيا هذه التعديلات مطلوبة من أجل تحقيق ماتم الاتفاق عليه مع الأحزاب الممثلة في مجلس النواب وهذا شرط.. ثالثا التعديلات الدستورية -إن وجدت أنا لا أعرفها -اللازمة للوصول إلى حكم محلي كامل الصلاحيات شرط.. إذا لم نحقق هذه الأشياء سنجري انتخابات في 2011م على أي أساس؟.

- أشرت في جواب سابق إلى أهمية الإعلام وتناوله للقضايا.. كيف يمكن أن نصل إلى خطاب إعلامي وسطي يثق فيه الناس ويصدقونه؟

* أنا لست إعلاميا ولكن أنا أتحدث فيما استطيع أن أتصوره وليس فيما استطيع أو أدعي علمه.

جدول زمني للحوار أهم قرارات المؤتمر السابع

- ما تقيمكم للقرارات التي صدرت مؤخرا عن الدورة الثانية للمؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام؟

* هي قرارات في غاية الأهمية وأهم ما فيها ضرورة وضع إطار عام وجدول زمني مع المعارضة للوصول الى تحقيق المبادئ التي اتفق عليها والتي أدت الى تأجيل الانتخابات.. هذه أصبحت مسؤولية مشتركة لا تستطيع المعارضة أن تقول هذه مهمتنا ولا يستطيع المؤتمر أن يقول هذه مهمته وليس من حق المؤتمر أن يضع شروطا للحوار وليس هناك شروط والرئيس كان مطلق الوضوح ولا يجوز للمعارضة إذا كانت مقتنعة أن هذا هو الطريق الصواب أن تبحث عن مبررات أياً كانت لتأجيل البدء في هذا الحوار.

- لكن الرئيس قال في خطابه أنه يتمنى أن لا تبقى هذه القرارات حبيسة أدراج اللجنة الدائمة.. كيف يمكن تطبيقها على الواقع؟

*اعتقد أن هذه مسؤولية الأمانة العامة وأنا متأكد أنهم سيبدأون بتنفيذها لكن أنا تحدثت عما يخص المجتمع اليمني ككل المؤتمر وغيره.. أما ما يخص المؤتمر وهو الأغلب الأعم في تلك القرارات فهي مسؤولية الأمانة العامة.

- البرنامج الانتخابي لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح شكّل في مضمونه منظومة إصلاحات متكاملة.. هل سيتم تنفيذه بالكامل خلال العامين القادمين؟

*عليك أن تعود الى الكتاب الذي وزع أثناء انعقاد المؤتمر السابع للمؤتمر الشعبي العام وسترى الى اي مدى تم تنفيذه مما ورد في برنامج الرئيس الانتخابي.. لكن الإصلاحات السياسية العامة وإصلاح المنظومة الكاملة لبناء الدولة الحديثة، أنا أعتقد أنه يحتاج أكثر من دورة انتخابية.

العطاس أغلق باب التفاهم

- المهندس حيدر العطاس يصفك بالصديق وأنت كذلك تصفه بالصديق وفي تعليق سابق لك قلت أن الصداقة شيء ومصلحة الوطن شيء آخر.. لماذا لا تستغل هذه الصداقة لتقريب وجهات النظر؟

*الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيا.. لقد ذهب مشرقا وذهبت مغربا أو ذهبت مشرقا وذهب مغربا.. أنا اعتقد بعد حديث العطاس لقناة الجزيرة أنه لم يغلق أبواب الصداقة لكنه أغلق أبواب التفاهم.

-هل معنى ذلك أنه لا مجال للتواصل نهائياً؟

* هذا ناتج من إطار مواقفه القائمة والله يعلم ما تأتي به الأيام لكن لا الوطن ولا الوحدة ولا الديمقراطية مرهونة بحيدر العطاس وعبدالكريم الإرياني والحمد لله رب العالمين.

- نخرج من الشأن المحلي إلى الشأن العربي.. كيف تنظر إلى الوضع العام في العالم العربي وخاصة ما يحدث في العراق وفلسطين؟

*سُئلت الشاعرة المخضرمة الخنساء عندما أصيب أخوها صخر بالشلل: كيف صخر؟! وهي كانت تحبه حباً مطلقاً.. فأجابت لا حي فيرجى ولا ميت فينعى.

-هل معنى ذلك أن هذا الوصف ينطبق على الوضع العربي العام؟

*هذا جوابي على سؤالك.


في الخميس 14 مايو 2009 07:53:53 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=5322