هتفنا ضدك والآن ندعو لك وهذه آمالنا
كاتب/مهدي الهجر
كاتب/مهدي الهجر

مأرب برس

سيدي فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وانتخابات وانتم بخير وعافية.

لأول مرة في تاريخ يمننا المعاصر تحكم اليمن برئيس يستند إلى شرعية أفرزتها عملية ديمقراطية تنافسية بنمط تفاعلي حاد وجاد، يتفق المراقبين والأطراف الأخرى على أنها الأولى في المنطقة وذات الأداء المتميز والجاد والتي تبشر بمشروع انطلاقة، ورغم ما شاب هذه العملية من ثقوب ونتوءات وتشوهات

حادة إلا أننا نقبلها ونكرمها ونعتبرها فاتحة عهد أجد ،وقاعدة صلبة ومتينة لانطلاقة وثابة نحو يمن حضاري شاهد ومشهود..

هذه العملية بما بها وعليها وما أفرزته من تفاعلات وتجليات لا تعبر في النهاية عن غالب ومغلوب، إنما الوطن هو الكاسب الأول، والاهم هنا أن هناك دروس وعبر ينبغي على الجميع أن لا يمروا من عليها دون أن يتوقفوا إذا أريد لهذا الوطن التعافي والعمل في إطار الرؤية والإستراتيجية بما يحقق حتى النسبي من برنامجكم ويأتي في ذاكرة التاريخ بعظمة المواقف وأصحابها.

وقبل استلهام هذه الدروس هناك إشارات واضحة مر الجميع من عليها ينبغي الالتفات إليها مرة أخرى بعمق وروية حتى تساعد إلى الذي يليها.

الإشارة الأولى : رغم أنا نختلف معك –فخامة الرئيس- في الكثير من القضايا والمواقف كما سمعت ورأيت أثناء العابر الانتخابي، إلا أن هناك قضايا وايجابيات نكبرها لك، فليس المشهد كله قتامة، إنما الثوب الناصع البياض لو نكتت به الزيوت والشحوم السوداء فان النظر العابر لا يتجه إلى المساحة الصافية بل إلى تلك النكت فما بالك إذا صارت بقعا

داكنة وذات مساحات، وبطبيعة الحال فهي لا زالت في نظرنا خراجا لماكينة لوبي الفساد الذي عرضت به أنت أكثر من مرة.

الحقيقة والتي يجب أن تستبين، أن كل فعل أو انجاز حتى وان كان تاريخي ومشهود إذا لحقه من الفعل ما يناقضه ويسوءه فانه يجب ما قبله.

شهد الجميع بعظمة وخلود على سالم البيض بصنيعه الوحدوي حتى قال بعضهم ما ضر البيض ما فعل بعد اليوم، فلما تولى البيض عنه بما يضاده ويفسده وفي لحظة حماقة، لم ير الناس إلا البيض الانفصالي رغم وحدوية الرجل والذي عبر عنه بطريقته وما فهمه هو ورغم أن قراره الأخير إنما جاء على سبيل التدافع الشخصي ورد الفعل ليس إلا.

ونحن هنا في ذات الرؤية نخشى –سيدي- وقد استشعرتم خطورة الفساد وتغوله وتغويره، والذي يسعى الكثير من الرسميين إلى مأسسته اليوم وتد جينه، ان يجب كل رصيد ايجابي لكم في المراحل المختلفة منذ توليكم ..

الإشارة الثانية: أن الذين هتفوا لعلي عبد الله صالح في الحملة الانتخابية وتداعوا بالألوف كانوا خليطا من كل الألوان كما صرحتم بذلك انتم، وان كان ما قيل في أمر حشدهم وتحشيدهم ،وكيف هتافاتهم إلا أن الغالبية منهم هتفت بصدق وعفوية لعلي صالح دفعتها تلقائيتها وما تحمله من مخزون لكم ،رغم أن الجزء الأكبر منهم كان يلعن ولا زال الفساد ويجاهر

علنا بتحميلكم النصيب الأكبر منه، إلا أن عاطفة الموقف تغلبت ...فهل –سيدي- يشفع لهم ذلك؟ وهل ستتذكرون عظمة تلك المواقف والحشود وهم يهتفون لكم ويفدونكم بدمائهم وأرواحهم، منهم من قضى ومنهم من ينتظر إلى مواقف ومهرجانات أخرى..هل ستتذكرون تلك الأمواج من البشر التي لم يشهدها الشارع العربي من قبل، أم أن النخبة والأحداث وكاميرا لوبي الفساد ستدفع بها إلى موازات خيلت براقا لمع.

الإشارة الثالثة : أن الناخب إجمالا –للشعبي أو للمشترك –إنما صوت في اغلبه لمشروع التغيير، أكان بمنطوق الشعبي أم المشترك، التغير الذي يقوم على الهيكلية لا الترقيع.

مفهوم التغير هذا إن لم يستوعب بعمق وروية ودون انفعال فقطعا سيقود إلى عاصفة قد تتشكل تلقائيا فلا تبقي ولا تذر، والمشهد اليوم يشير إلى انفجار سكاني والى معضلة بشان الموارد سواء أكانت بسبب الندرة أو بسبب سوء التعاطي، ثم قوى عاطلة تتنامى وتتجمع تمدها الفضائيات بحركة وتجارب الشعوب والأمم الحية ونماذج متقدمة للغضب..

الإشارة الرابعة : لأول مرة منذ توليكم –فخامة الرئيس – تم توجيه نقدا بل وتهكما سافر لشخصكم الكريم ما كنا نسمعها

من قبل تلميحات، والحقيقة ليست كما يزعم البعض أنها مراشقات حزبية أسفرت عنها حمى الانتخابات لجهات وأشخاص موتورة، إنما هي استجابة وتنفيس عن حالة من الغضب والاحتقان العام، الواقع أن الذين هتفوا لبن شملان وهم لا يعرفوه إنما هتفوا ضدكم، وانتم تعلمون تماما وقطعا حجمهم وقوتهم التصويتية، ومن هم؟ وأين هم؟ ولماذا هم؟.

هناك محافظات بأكملها ربما أغلقت عليهم، وتعلمون جيدا ما لذي كان سيلده الصندوق لولم تكن الولادة قيصرية..

السؤال هنا ما سر كل هذا التحول؟ والصغير قبل الكبير كان يعلم حب الشعب لعلي عبد الله صالح..

هل سيدرس هذا الأمر بواقعية ومسؤولية وموضوعية وحياد في التعاطي، أما وان كانت الثعبنة أو الكروت مرة أخرى فان الطين سيزداد بلة.

الخلاصة فخامة الرئيس..

لقد هتفنا ضدكم وحشدنا ونشطنا ورجونا بصدق وقوة أن تكون الأخرى ويأتي بن شملان لا من اجل شخصه، فان كان للشخصي فعواطفنا إليكم اقرب، وإنما أملا في أن تتغير الأحوال، وتحل المؤسسية، ويزول عنا الفساد..

أما وقد حسم الأمر بكم على أية حال.. فإننا نسال الله الحنان المنان –كما رجوناه لبن شملان– أن يوفقكم ويعينكم إلى الخير ويبصركم بخير الأحوال، وان يمدكم بأفضل واصدق الأعوان والمستشارين، فنحن قد رضينا بقدر الله وما شاء الله كان, وله الحمد في كل الأحوال..

ولازلنا نعتقد فيكم الخير والفاعلية، ما نتمناه عليكم هو أن تتذكروا مناظر تلك الجموع الهائلة وتثمنوا ذلك، وأنها تستحق أغلى التضحيات كما ضحت هي بأغلى ما تملك في سبيلكم، فهل تكرموها بالتضحية برموز الفساد الذين اساؤا لكم قبل غيركم.

ثم تذكروا سيدي وعودكم والتزاماتكم، ولن نطالبكم بالمطلق منها، يكفينا الـ50% وسنحمل لكم فوق السبعين عذرا مثلها، وسنغض الطرف عن الطاقة النووية والسكك الحديدية لنطالبكم بالقريب الميسور المؤسسية أولا والقضاء على الفساد أو على الأقل تحجيمه..

النتيجة إما شهودا تاريخيا ومكانة للصالح وال الصالح في وعي اللحظة والمستقبل، أو ثقوب ونكتات سوداء

 

 


في السبت 07 أكتوبر-تشرين الأول 2006 11:08:23 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=608