الخليج ..العربي ..الفارسي..الهندي
سعيد صالح ابو حربه
سعيد صالح ابو حربه

ضمن برنامج وثائقي على قناة الجزيره , شاهدنا النقاشات التي كانت تتم داخل اروقة البيت الأبيض الأمريكي , وذلك لمنع أي خطر , قد يواجه امدادات النفط في المستقبل من دول الخليج العربي.

وكان امرآ ملفت للغايه ان تأتي مقترحات السياسي الأمريكي الشهير , هنري كيسنجر , بأن تقوم الولايات المتحده حينها , رغم وجود القوة النووية السوفيتيه المواجهه للغرب في ذلك الزمن . وذلك , بالأستيلاء على كل دول الخليج ., وترحيل كل سكانها العرب الى شرق المملكه العربية السعوديه , والمجيء بسكان وموظفين لأدارة حقول النفط بهذه الدول , من تكساس بالولايات المتحده الأمريكيه .

أن ما يثير القرف والألم ان اصبحت مثل هذه التقارير , تنشر علنيآ وعلى مسمع ومرءا من قادة ونخب هذا الوطن العربي. دون ان ترى على الواقع الملموس مايمكن ان تقول عنه ردة فعل حقيقية , تتناسب وحجم الخطر الداهم الذي تواجهه منطقة الخليج العربي , والذي تتحدث عنه الاخبار بشكل دائم , وتفنده بعض الاقلام الشريفة من بين صفوف ابناء الخليج ذاتهم .

نعم , كان هذا قبل حوالي خمسة وثلاثون عاما . ولعلنا نتسائل اليوم ان كان هذا الكشف الذي تم لمثل هذه النقاشات , داخل اروقت صنع القرار في الدولة العظمى , في ضل الحرب البارده , وفي ضل النظام العالمي السابق ذو القطبين . نعم من حقنا التسأؤل , وبقلق عن ماهية السياسات اللاحقة التي اعتمدت من قبل نفس الدوائر بعد ان انفردت بالكثير من القرارت الدوليه .وتحول النظام الدولي الى القطب الواحد ؟

ان سياسة الخطوة خطوة ,التي اشتهر بها السياسي (الصهيوني) الامريكي هنري كيسجنر , والتي نفذت اجزاء رئيسية منها مع الاسف ,وذلك بنجاحها في عزل بلدان عربية رئيسيه عن محيطها العربي وبالتالي فك ارتباطها بالقضايا العربيه واعتمادها سياسات المهادنة مع العدو الاسرائيلي , وهوا الامر الذي اوصل هذه البلدان من خلال الاتفاقات الثنائية مع العدو الصهيوني ,الى خروج هذه الدول من قائمة الدول المواجهه والممانعه . او بالاصح خروجها من دائرة المقاومة للمخططات والمشارع الصهيونية الجهنميه . رغم حجم وثقل هذه البلدان.

ان هذه السياسه (الخطوة خطوة ) انما نلمح تطبيقها هي الاخرى ولكن من دون أي ضجيج يذكر اتجاه المؤامرة الكبرى على الخليج برمته . وهناك من المؤشرات ما يدل على اننا نحن العرب والمسلمين اكبر مغفلين في جدالنا وصراعنا المستمر على التسمية , بين ان يكون عربيا او فارسيا . في حين تحيك لنا الصهيونية ومن خلال سيطرتها الفعلية على صاحبة النفود والقرار الدولي الاول عا لميا (الولايات المتحدة الامريكيه) اكبر مؤامرة , لا على عروبة الخليج هذه المرة فقط , وانما ايضا على اسلاميته , بالسعي االحثيث والمبرمج نحو احداث انقلاب جذري في التركيبة السكانيه واحلال كتله ضخمه من الا صول الهنديه تؤدي فعلا الى الغاء الهوية العربية والاسلاميه , في ضل الانفتاح العا لمي والعولمة الاقتصاديه وبالتالي ضمه, الى تحالف جهنمي جديد بداءت خيوطه في التكشف شيأ فشيأ وخاصه بعد تطورات الاهتمام الامريكي الهندي الاسرائيلي باليمن وخليج عدن وبحر العرب . ضمن صراع القوى الكبرى المتطلعه , على مايبدو مع هذا الحلف على المصالح النفطية والثروات المعدنيه والطرق البحريه .

قبل أشهر تناقلت وكالات الأنباء أخبارآ عن المظاهرات التي قام بها العمال الأسيويين ببعض دول الخليج , كما تحدثت بعض وسائل الأعلام الخليجيه ذاتها عن السلوكيات الغريبه لسفراء الدول الأسيويه , وأساليب خطابها للجهات المسئوله الخليجيه , ولبعض دوائر الأعلام , كرد فعل ازاء ما تعرضت له هذه العماله في دول الخليج .

وفي نفس الاتجاه تحركت الكثير من المنظمات الدوليه وبايعاز من الحلف هذا كما نعتقد , بالحديث المسهب عن ضرورة المعالجه لحقوق العمالة الوافدة والمقيمة منذو عقود بهذه البلدان

ولعلهم باتوا لايتورعون عن المطالبه في القريب العاجل , بضرورة منح حق الجنسيه , او الأنتخابات , او الحقوق السياسيه.

حيث يصبح مثل هذا الامر طبيعيا اذا ما لاحظنا , ان هناك سياسه ممنهجه , توالى عليها الزمن باغلب دول الخليج العربي , من حيث بروز التائير الهائل , للعديد من العماله الأسيويه على النسيج الأجتماعي والثقافي , والذي جاء من خلال المربيات , والسائقين , وعمال الخدمات ومختلف العمالة المهنيه الاخرى , و الذي اصبح البعض منهم يرفض الحديث ليس باللغه العربيه فحسب , بل حتى باللغه الأنجليزيه , مرغمآ من يقابله بأهمية تعلم اللغه الأسيويه الوافده .

ان المقالة التحليلية , للدكتور محمد السيد سليم, المنشوره في جريدة النهار العدد873 الصادره في 12/2/2010م عن الصراع الصيني الامريكي وماترتب عنه من تطورات مسميات الخطر القاعدي الموهوم باليمن . .واتجاه السياسه الامريكيه الى مد نفوذها , او التفكير باحتلالها لليمن ضمن خطة محاصرة الصين . ان هذا التحليل وما اشار اليه من تحالفات هنديه واسرائيلية في هذا الاتجاه , انما يعزز لدينا القناعة باحتمال صوابية الاراء الوارده بوجود مخططات خطيرة , ترمي الى طمس الهوية العربيه كاملا في الخليج , وجعل الهنود يتمدوون الى منطقة الخليج . ولعل المعطيات من الناحية الاخرى على الساحة الهندية , وخاصه في ضؤ مابرز للعلن من تعزيز غير مسبوق , وتنسيق على مستوى عال بين حكومتي اسرائيل والهند . ما يعزز الرغبة الجامحه للهنود للوصول الى ذلك .

واذا كان زمن طرح افكار ومقترحات هنري كيسنجر , باحتلال الخليج وتفريغه من السكان الاصليين , واستقدام امريكيين من وراء المحيط كبديل لمواطنيه . اذا كان هذا الزمان هوا زمن التضامن العربي المعقول , الذي حقق انتصار اكتوبر وزمن وجود زعامات من الوزن الثقيل من نوعية الملك فيصل والرئيس الاسد وغيرهم وقبل كل ذلك وجود الاتحاد السوفيتي بما يمثله من قوة دوليه وثقل في مجلس الامن والساحةالدولية حينها اذا كان. هذا الزمن قد تجرأ اللوبي الصهيوني الى هذا الحد , فماذا عسانا ان نكتشف اليوم من مخططات , في ضل الاختلال الكبير والواضح , في ميزان القوى على الساحة العربيه والعا لمية والتي لايختلف اثنان , على انها قد مالت بصورة لم يسبق لها مثيل , لصالح القوى الصهيونية , حتى على الساحة الامريكية نفسها , حيث اخضع القرار واصبح اللوبي الصهيوني , صاحب الكلمة الاولى فيه حتى وان بلغ في بعض جوانبه ما يضر بالشعب الامريكي نفسه .

لذلك هل يحق لنا ان نصرخ باعلى الاصوات , في وجوه من تبقى من الزعماء العرب والمسلمين , العقلاء والغيورين , وذلك باتجاه الجلوس الى طاولة واحده .

والوصول الى كلمة سواء فيما بينهم , والعمل على الاتفاق ولو بالحد الادنى من العمل المشترك , لدرء المخاطر التي اضحت اليوم , تهددا لاوطان والانسان معا.

اننا لنأمل ذلك , حتى لا نصحوا ذات يوم , وقد اعلنت الامم المتحده وبقرار من مجلس الامن الدولي , بالزام دول الخليج , باعطاء المقيمين الهنود حق الانتخاب والانخراط في العملية السياسيه .

نعم نتمنى ان لانرى هذا اليوم الذي ان تم , ورفضته دول الخليج , في ضل اوضاع هشه كالتي نشاهدها اليوم , سيقوم الهنود الذين هم في الحقيقة من طلائع الجيش الهندي في صفوف المقيمين , ومن طلائع شبكات التجسس الصهيونية الهنديه المشتركه ويعلنوا على الملاء والعالم ان اسم الخليج لم يعد لا عربيا ولا فارسيا وانما هو الخليج الهندي.


في الخميس 18 فبراير-شباط 2010 05:13:54 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=6541