هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبْي
يحيى الحويسك
يحيى الحويسك

قصيدة تأملية من بحر الكامل في آلاء الله تعالى على عباده

1/ سُبحانَ واهبَ خلْقِهِ منْ فضْلهِ

جلَّ الإلهُ الحقُ راحمُ ضَعْفِنا

سبحانهُ صمدٌ حليمٌ راحمٌ

سبحانَ خالقِنا مُدَبِِِِـرُ أمِرنا

أمَّا القلوبُ فعلمُهُ بِخبيِئِها

قََََََسمَ الإلهُ لكل ِ خَلق ٍ نِعمة ً

هــذا لــهُ عـلمٌ يُــبَدِّدُ ظُلـــــــمة ً

هذا لهُ مُلْكٌ عظيمٌ فاخرًٌ

هذا لهُ عُرفٌ ومَوردُ مَنهل ٍ

10 / هذا لهٌ كرمٌ رحيمٌ محسنٌ

  هذا لهُ صِفة ٌ حَسِينٌ وَصفُها

هذا عفيفٌ ذو صلاح ٍ ظاهر ٍ

هذا حليمٌ عاقلٌ نظراتُه ُ

هذا حسيبٌ بلْ وريثٌ ماجدٌ

هذا غنيٌ ذو ثراءٍ واسع ٍ

هذا مُقِلٌ بلْ أنيفٌ صابرٌ

هذا تقيٌ خائفٌ متورعٌ

هذا طهورٌ قلَّ في عَثراتِه ِ

هذا لهُ نسلٌ كثيرٌ صالحٌ

20 / هذا لهُ صهرٌ كَريمٌ مُخبـِتٌٌ

  هذا تصبَر في قضاءٍ نازل ٍ

هذا طبيبٌ قد سبى لِقُلوبِِنا

هذا معافى لا يُؤرِقُ قـَـلْبَـُهُ

هذا بجامعةٍ تَراهُ مُعلماً

هــذا بإعـــلام ٍ سَمــــا نحوَ السَمـــا

هذا يَسُودُ ولِلْمَواكِبِ قائِدٌ

  ولذاكَ شِبلٌ حافظ ٌ لكتابـِهِ

ولذاكَ منْصبُ قد أشارتْ نَحْوَهُ

ولذاكَ مَعْرُوفٌ ومَالٌ فـَائِضٌ

30 / ولذاكَ عَاقبة ٌ ونَسلٌ طيبٌ

ولذاكَ صيتٌ ذائعٌ في ذِكْرِهِ 

  ولذاكَ في الشعراءِ باعٌ شاسِعٌ

ولذاكَ سِرٌ في صَحائِفِ كُتْبِـِه ِ

ولذاك ذِكْــــرٌ شاهِـــــرٌ بينَ الــورى

ولذاكَ سِرٌ في أبٍ شَيْخ ٍ لَه ُ

يا صاحبَ البِرِّ الحَميد ِ لِيَهْنَكُمْ

من بر َّ والِدَهُ وأسْعَدَ أمَّهُ

وإذا رأيتَ المَرءَ فاحَ قًبُولُهُ

وَغيرُهمُ لَقِنٌ خَطِيبٌ حُجَة ٌ

40/ اللهُ أنْطـَقَهُ فَقَامَ مُفَوَّهَـاً

ولذا لسانٌ رطبُ يذكر رََبََّهُ

  ولغيرهِ كَرمٌ ولوْ مِنْ قِلَةٍ

إن الكَريمَ حبيبُ خَلاق ِالورى

ولِغَيِِْرِهِمْ صمتٌ وفكرٌ دائمٌ

كمْ للشجاع ِ مَكَانَة ًٌ في قَََـَوْمِهِ

والجَمْعُ لو كَثـُروا ترى ائتَمَرُوا لـَهُ

ما رَابَهُ رَوْعٌ إذا يَومُ الوغى

قدْ يتعبُ الرجلُ العظيمُ لِنَسْلِهِ

ولِغِيْرِهِ خُلُقٌ كَرِيمٌ فَائِقٌ

50 / يُسْبى القُلُوبَ بـِحُسْن ِ مَعْشَرِهِ الذي

  ولغيرهم جاهٌ عظيمٌ في الذرى

ولغيرهمْ عَقْلٌ حكيمٌ راجحٌ

قمرُ السماءِ العقلُ في نظراتِهِ

وغَيرهـُـمْ قد صحَ في جُسمَانِهِ

ولِغيرِهِمْ رُتَبٌ وقَدْرٌ قََََائمٌ

تعرفْ بقدرْ القوم ِ في أقْدَارِهِمْ

ولِغيرِهِمْ رِزْقٌ عَظيمٌ هَاطِلٌ

المالُ زينة ُ ربـِنَا في خَلْقِهِ

ما أدركَ المالَ الغزيرَ بـِفِكْرِهِ

60 / يسعىْ بها سَعْىَ الوحوش ِ مشمراً

  قد يُدِركُ الرزقَ الغَزِيْرَ بَلِيْدُهُمْ

هذا لعُمرُ اللهِ آية ُ رَبـِنَا

ولِغَيْرِهِ عملٌ و علمٌ شاهرٌ

عُمْرٌ لِذا قدْ طالَ فِي أقـْرَانِهِ

ولِغَيْرِهِمْ رَزَقَ الإلهُ كريمة ً

حُسنٌ وأخْلاقٌ ونَسلٌ طَاهِرٌ

ولِبعلِها وَصْفٌ عجيبٌ في الدُنا

عَينٌُ عليها لا تَرى غَيْراً لَها

تَفْخَرْ إذا قالتْ فـُلانٌ حِِبُنَا

70/ يا هَذه ِالحوراءُ ما سرُ امرئ ٍ

  لكنْ تَرىْ حَازَ السَعَادة َ قـَانِعٌ

جَعَلَ اقتِصَادَ العيش ِ نِصفَ مَعيشَةٍ

قـَسَمَ الإلهُ لِفَضْلِهِ في خَلْقِهِ

عقلٌ لِذا , ولِذاك َ حُلْْمٌ رَائِعٌٍ,

  ذا تــُرْبُ,هـــذا جــدُ,ذلكَ مَنْصِـــبٌ,

  ذاعِلْم ُ, ذا جاه ٌ,وذا حَسب ٌحَسَنْ,

عُرْفٌ لِذا , زَوْجٌ لِذا , تَقوى لذا, 

كلٌ لآخَرَ خَادمٌ لو يَشْعُرُوا

وَلِغيْرِهِمْ نِعَمٌ ولا محصي لَها

80 / كلٌ تَخَصَصَ في عُلوم ٍ جمةٍ

 يا مُنزلَ الآياتِ والسور ِ التي

أبْرَأتَ آدمَ إذ غـَـفَرتَ لِذَنْبِِهِ

ومجيبَ نُوحاً إذ تَعاظـَـمَ كَرْبُُهُ

في ألفِ عَام ٍغيرَ نصفِ عُشَيْرُهَا

فأجابهُ الملكُ المُعَظـَّـَمُ مُرْسِلاً

واخْتَرْتَ إبْرَاهِيمَ بَعدَ بَلاءِهِ

ومُكلماً مُوسى الكَلِيْمَ كَرامَة ً

وخَلَقـْـتَ مِن عيسى لِمَريَمَ آية ً

ورَفعتَ بينَ الخَلق ِ قـَـدرَ مُحَمَّدٍ

90/يامنزلَ التــــوراةِ والإنجيــــل ِ والـ

الهَـــمُ فـــَرِجْ , والمُــــنىْ بلـَّـغتَـنَا

والقلبُ طهرْ من ظلام ِضَغِينَة ٍ

والشكِ والشرْكِ المهول ِ وغـَـيْرِهِ

والْطــفْ بـِـنـا عنـــدَ الوفـاةِ بـِـرحمةٍ

واجعلْ إلهيْ حَشْرَنا فيْ زُمْرَةٍ

يا ناظـــرَ الأزهـــارِ وقـتَ رَ بيعـــهَا

  واسجع بِهَا نِعَمَ المَلِيْكَ لِخَلْقِهِ 

تَم َالكلامُ وربُنا مَشكورُ

99/ ثم الصـــلاةُ علــى النبــي ِ مُحمــدٍ

والتابعينَ ومنْ على الدربِ اقتفى

      

ولهُ الثنا والحمدُ والتكبيرُ

حيٌ عليمٌ قادرٌ وبصيرُ

ملكُ الملوكِ الحقُ جلَّ قديرُُ

  تسجد له الأفلاك ُ وهيَ تسيرُ

كالعلم ِ بالجهر ِ عليهِ يسيرُ

خُذ ْ هاكَهَا وعَبِيرُها مسطورُ

كمنـارةٍ في الشـــط ِ شَـــع َّ يــنـــيرُ

ينــهى و يأمـــرُ سَطْــــوُهُ مَحْــــذُوْرُ

لصلاح ِ أمْر ِالنَّـاس ِقامَ يُدِيْرُ

ولكل ذي رحم ٍ وصولُ بَرورُ

صقرٌ إذا للغير ِسادَ نُسورُ

والطَرفُ عنْ نَظَرِ الحرام حسيرُ

نحوَ الثريا إذ ْ أخوهُ غريرُ

والمجدُ يُوْرَثُ لوْ تَمُرُّ عُصورُ

نِعَمٌ تَدُلُ عليِهِ عَمَّ الخيرُ

  لِأخيهِ يُؤْثِرُ بِِالعَطاءِ يُشيرُ

أواهُ يخشى الحشرَ وهَْوَ حَذورُ

  حيٌ حييٌ سابق ٌوسفيرُ

قمرٌ تلألأ ََ والنجومُ تَدورُ

يرجوْ جَناهُ يَطيبُ ليسَ يَجورُ

بعدَ البلايا قلْبُهُ مَجبُورُ 

آماُلُهُ ألمُ الأنام ِ يَحورُ

هَمٌ ولا حَزَنٌ ولا تَكْدِيرُ

والمجُدُ غايَتُهُ كذا التحْضيرُ

لـِمَكــارم ِالأخــلاق ِ ليـسَ يُضــــــيرُ

جبلٌ أشَمٌ ثابِِتٌ وَوَقُورُ

الروحُ تَسْمو لِلعُلا وتَطيرُ

أيدٍ وأيدٍ.. ذا فلانُ مُديرُ

بَذلَ الندى.. فإذا الفُؤادُ أسيرُ

والبرُ كأس ٌ في غـَـدٍٍ سَيَدُورُ

ذكرٌ لقوم ٍ جَدُهُمْ مَغْمُورُ

بُهتَ الفرزدقُ يومَ جاءَ جَريرُ

يوماً لهُ ربّ ُ السماءِ يُِثيرُ

الصيـــتُُ ذائـــعُ والفتـــى مقبــــورُ

دَعَواتُهُ بابَ السماءِ تَزورُ

فوزٌ وأجرٌ صِنْوُهَا تَقْديرُ

قد طابَ مَورِدُهُ كذاكَ صُدورُ

فَاغْـبـِِطْـهُ و اعْلَمْ أنهُ المسرورُ

طورٌ يُحَذِرُهُمْ وَطـَوْرُ بشيرُ

بالحق ِ يَنْطِقُ والهِـزَبْرُ هَصورُ

في كل ِ حين ٍما غـَشَاهُ فتورُ

الغرُ ظَنَ المالَ فيهِ كَثيرُ

مَلَكَ القلوبَ وَفِعْلُهُ مبرورُ

عِبَرٌ لَها خَبرٌ لَها تَبريرُ

لا الموتَ خافَ ولا الوقوعَ أسيُر

قدْ قادَ جَحْفَلَهُمْ حَذُوْرُ جسورُ

ذ ُعِرَ الجبانُ البائسُ المَحْسُورُ

في حِفْظِ مَجْدٍ صَرْحُهُ مَعْمُورُ

عُقْبَاهُ في كل ِ الدُنَا تَصْدِيْرُ

سَبَقَ الغنيَ بـِهِ فقيرُ أجيرُ

سِيْماهُ حُبٌ ظـَاهرٌ وحبورُ

عُقباهُ سُعْدٌ لُؤلؤٌ منثورُ

والوحيُ شمسُ الكون ِ والتبصيرُ

بحديقةٍ غناءَ ناحَ الدورُ

هذا عميدُ القوم ِ ذاك َ وزيرُ

إنْ جاءَ رأيُهُمُ فَليسَ يَبُورُ

تترى ترى نعماً.. أأنتَ شَكورُ

في مُحْكَم ٍ قدْ قالها التنْويرُ

رَجلٌ ذكيٌ مَاهِرٌ وشَطورُ

كيُ يدركَ الأرزاقَ وهيَ تَغـُورُ

والعَاقِلُ الفَطِنُ اللَبِيْبُ فَقِيْرُ

وَبِهِ يَنَالُ لِرِزْقِه ِالعُصفورُ

للخُلدِ يَرجوْ والإلَهُ غفورُ

ولِذا قـَبُولٌ .. والقلوبُ تَمورُ

حورية َ الدنيْا ولا تَكْدورُ

دِيْنٌ كذا حَََسَب ٌ ومَالُ غَمُورُ

بلْ مِنهُ أعْجبُ أن بَدَا المَسْتورُ

طِفْلا ً لَها في النائِبَاتِ أميرُ

شَهمٌ كَريمٌ صَادقٌ وغَيورُ

أصلُ الفتى قالتْ وَخَالُ طـَـهُورُ

والنفسُ راضية ٌلهاِ تَدبيرُ

  والخيرُ مقبلُ .. أدْبَرَ التعسيرُ

هذا صنيعُ الله جَلَّ خـَـبيرُ

ذا صحة ٌ, ولِذا يصول ُُصقورُُ

ذا سِتْرُ, ذلِكَ رِزْقُ , هَذا دُوْرُ

وَلِهَذِهِ وَجْهٌ , وتِلْكَ حَريرُ

خَيْرٌ لِذا, ذَنْبٌ لِذا مغفورُُ

وبـِـذَاكَ يأتىْ رِزْقـُـهُ المقـْـدُورُ

إلا الجليلُ ويَعْجَزُ التَعبيرُ

ولِحَصْرِها لا يسِّطعُ التَقريرُ

لا تُدركُ التالي لَهُنَّ شُرورُ

مِنْ بَعْدِ ذَنْبٍ قـْـدْ حَسَاهُ مَريرُ

في قومِه ِ لا ينفعُ التَحذِيرُ

فيهِمْ بَشِيْرٌ قَائِمٌ وَنَذِيْرُ

فيهمْ بـِـطـُـوفان ٍ تَلَتْهُ سَعيرُ

في ذبحِ نجل ٍ.. والنُغَيْرُ صَغيرُ

شَرُفـََـتْ بـِـها سِيناءُ..عزَّ الطورُ

في العالمينَ ومالها تَكريرُ

بثمان ِ يَشْفَعُ في المقام ِ جَديرُ

قـرآن ِ والصُحــْفِ كَـــذَاكَ زبــــــورُ

تَعْلـَـمْ بمـَا فـي النـفـس ِأنـْــتَ نــَـصيرُ

وكذا الغرور ِ فَذاكَ أمْرُ خطيرُ

كمْ مِنْ ذُنُوبٍ مَسَّ عَبْدُ حَقِيرُ

يا ربّ ثبت .. والسؤالُ كبيرُ

الخُـلــد ُ مَـوْعِـــدُهُـمْ وأجْــرُ غَـــزَيْرُ

خُذ ْ هَاكَهَا حِكَمٌ .. ولا تنفيرُ

مِئَوِيَة َالفُصْحـَى بها تَشفيرُ

ولَهُ المَحامِدُ والثنا مَنْشُورُ

والآل ِ والأصحابِ شَعَّ النورُ

  بالراشدينَ ومَا بـِـهمْ تَقـْصيرُ

ــــ

*مراجعة لغوية ( نحوية ) :-

د / حسين الموساي

ش / حاشد باعلوي

أ / عبد الغنـي قائد


في الأحد 27 يونيو-حزيران 2010 10:35:34 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=7422