رئيس جمهورية السبعين الإسلامية ونقل الصلاحيات
طارق عثمان
طارق عثمان

وسط آلاف من مناصريه الذين يتناقصون أسبوعيا بنفس المعدل الذي يتناقص فيه محتوى البنك المركزي من النقود ألقى الرئيس قنبلته ،

نعم ألقى الرئيس الذي تحول إلى مجرد شيخ لسوق الجمعة ، كلمته القنبلة دون أن يحسب حساب لمدى الأضرار التي ستلحقها هذه القنبلة بما تبقى له من احترام في نفوس البعض إن كان الدافع لمؤازرته هو الاحترام وحده ..

فدعوته للحوار في جمعة الحوار أتى كالعادة بعد سيل من التهم بحق من سيحاورهم فهم قطاع طرق وخونة وعملاء وتجار مخدرات ، ثم كانت القنبلة في دعوته لأحزاب اللقاء المشترك إلى منع الاختلاط في ساحات التغيير ؟؟

شيخ سوق الجمعة ورئيس جمهورية السبعين الإسلامية يدعو إلى عدم الاختلاط في ساحات الجامعة في محاولة للمز بأعراض كل الأخوات والإخوة الذين يشاركون في الانتفاض ضد حكمه الآيل للسقوط بإذن الله ....

فهذه العبارة لم تكن عفوية فقد سبقها محاولات كثيرة من وسائل إعلامه إلى تشويه صورة هذه الجموع الغفيرة حد اتهامها في أخلاقها وعرضها ، كما أنها لم تكن نابعة من دين وتقى وورع ، فهو من أمضى 33 عاما يدفع بالنساء دفعا إلى ساحات العروض والاحتفالات والمهرجانات والجيش والشرطة والفنون المختلطة ، ويتجاهل كل نصائح العلماء في الوقوف بحزم ضد رجالات دولته الذين ينشرون الفساد في ربوع البلاد في الفنادق والمتنزهات والأندية الصحية والمطاعم الصينية والمدن السياحية واستغلال حاجة وفقر نساء اليمن في الإثراء ..

ولكن فجأة عندما خرجت النساء ليقلن له ارحل استيقظ ض وازعه الديني وبدا وكأنه واعظا من وعاظ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، مع فارق أنه لم يكن بغترة ولا بلحية وإن كان البعض لا يستبعد أن يكون هذا هو اللوك الجديد له قريبا في جده إن شاء الله ، ..

الأمر بالمعروف واجب لا يمكن أن نعتب على أحد القيام به ، لكن أن يتحول ذلك إلى قذف مبطن يعقب حملة ممنهجة للتشويه فهو منكر لا يجوز السكوت عنه وإن تلبس قائله بأردية الواعظين والمرشدين ..

ثم بعد هذا الإفلاس المادي والمعنوي ، أي حوار يمكن أن يتم في الرياض لنقل الصلاحيات ؟؟؟ واي دعوة للحوار في جمعة الحوار ..

إنها فقط مجرد محاولات لكسب الوقت والمراوغة ...

فالرئيس الذي لم يعد يحكم سوى ميدان السبعين ولمدة ساعة من يوم الجمعة يطالب بـ 150 يوما لنقل صلاحياته لنائبه ، في استخفاف واضح بهذه الملايين التي تطالبه بالرحيل الفوري ، ..

فخطاب تنحي مبارك لم يستغرق سوى 30 كلمة فقط في اقل من 30 ثانية قالها عمر سليمان على اقل من مهله ..( بسم الله الرحمن الرحيم أيها المواطنون في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد ، قرر الرئيس محمد حسني مبارك ، تخليه عن منصب رئيس الجمهورية ، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد ، والله الموفق والمستعان ) وقبل ذلك بأيام سلم صلاحياته لعمر سليمان ذاته بمجرد قرار ..

وعندما تتم انتخابات رئاسية في أي بلد ويأتي رئيس جديد لا يستغرق الوقت سوى بضعة أسابيع لتسليم السلطة ، وعندما يأتي عزرائيل فلا يطلب الرؤساء مهلة لنقل الصلاحيات ، وتمر شئون كل هذه البلدان بخير ، أما في جمهورية السبعين فالأمر يتطلب 5 أشهر !!! ، وكأن الرئيس سينقل اليمن كلها إلى جدة وليس صلاحيات سينقلها بقرار لنائبه الذي يعني انه رئيس البلاد بالنيابة في حال غيابه ولا يحتاج الأمر إلى 5 أشهر ليتولى زمام الأمور ، فليعتبر الرئيس انه مسافر سفر طويل ، ويقوم نائبه بإدارة البلاد في غيابه ، لا فرق مطلقا ..

لا معنى لطلب 150 يوما كمهلة إلا إذا كان الرئيس يريد عمل جرد لتسليم عهدته في اليمن يتضمن ذلك تعداد سكاني لمن كانوا في حوزته ومسح للأراضي اليمنية ، وتعداد لكل ما على هذه الأرض من مخلوقات ، وهذا حرص نعفيه منه ولا داعي لعمل جرد ، فقط يصدر القرار وسنوقع له جميعا بإخلاء عهدته ، فقط نريد جرد الصندوق ....

بعد كل جمعة كنا نحس أن الرجل مازال صلبا ، عدا هذه الجمعة فقد بدا فيها متهاويا مفلسا ورئيسا لجمهورية السبعين الاسلامية الذي يدعو قادة البلد المجاور في ميدان التغيير الى التحلي بالهدي النبوي وعدم الاختلاط ...

بعد هذه الخطبة اعتقد ان مهلة أسبوع التي اقترحها المشترك لنقل الصلاحيات لا داعي لها ، فقط لينقلها عبر تقنية البلوتوث ، ولينقل العفش مع اول رحلة للخطوط الجوية السعودية وليرحل ....


في الجمعة 15 إبريل-نيسان 2011 04:59:08 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://video.marebpress.net
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://video.marebpress.net/articles.php?id=9894