اليمن .. سومر.. صحفي أمريكي رصد ثورة اليمن بعدسته وأنهت “القاعدة” حياته

السبت 06 ديسمبر-كانون الأول 2014 الساعة 09 مساءً / مأرب برس – محمد الشبيري:
عدد القراءات 4167

وداعاً صديقي لوك.. مازال فيلم (عن الرئيس الأمريكي السابق إبرهام) لينكولن يترقب عودتك.. ستلقى لينكولن (1809-1865) هذا الصباح.. وستقول له إن الأمريكيين حاولوا تحريري، لكن اليمنيين حرروني من الحياة.. حزني عليك كبير يا صاحب التسريحة العجيبة”.

بهذه الكلمات رثى الصحفي اليمني، غمدان اليوسفي، اليوم الخميس، صديقه الأمريكي، لوك سومر(33 عاما) الذي قضى نحبه في عملية نفذتها قوات أمريكية خاصة كان هدفها انقاذه، في محافظة شبوة جنوبي اليمن.

وقبل نحو عامين، قدِم الصحفي والمصور سومر إلى اليمن، وتحديدا صنعاء، وعاش لحظات اندلاع الثورة الشبابية في 2011، وأرّخت عدسته للعديد من الأحداث في اليمن منذ ذلك التاريخ.

ووفق “اليوسفي”، فإن “لوك سومر كان شاباً ودوداً، وذا علاقات واسعة مع اليمنيين بكافة أطيافهم، وكان يتعاطى القات (منشط عشبي قوي) في مجالسهم”.

سومر الذي يعقد شعره الطويل من الخلف مع حلق جوانبه، عمل مع صحف يمنية ناطقة باللغة الانجليزية، قبل أن يعمل مترجماً لدى الموقع الرسمي لمؤتمر الحوار الوطني (انتهى في يناير/ كانون ثاني 2014) حتى اختطافه في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، حيث اقتاده مسلحون من سوبر ماركت “الهدى” بشارع الزبيري، أحد الشوارع الرئيسة والحيوية وسط العاصمة، وانقطعت أخباره منذ تلك اللحظة.

والخميس الماضي، ظهر سومر في تسجيل مصوّر بثه موقع تابع لتنظيم القاعدة في اليمن، وهو بصحة جيدة، مناشداً حكومة بلاده “ضرورة مساعدته لإخراجه من الاحتجاز″.

*الانضول

وقال سومر خلال التسجيل: “لقد مر عليّ أكثر من عام من اختطافي في صنعاء.. أنا أبحث عن أي مساعدة لإخراجي من هذا الوضع.. بلا شك، حياتي في خطر”، مضيفاً “أنا جالس هنا وأسأل.. لو كان هناك أي شيء يمكن فعله رجاء افعلوه الآن”.

وسريعاً جاء الرد، فبعد ساعات، كانت مديرية “نِصَاب” بمحافظة شبوة، على موعد مع عملية نوعية نفذتها قوات أمريكية، أرضاً وجواً، في محاولة منها لفعل ما يمكنها فعله من أجل حياة سومر، لكن نتيجتها جاءت عكسية، حسب سكان محليين.

وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هيغل، خرج ببيان حمل كلمات محبطة لأهل سومر، حيث أقر بمقتل الصحفي، الذي كان شغوفا بالتصوير، أثناء عملية لـ”تحريره” أمس.

وفي بيان للوزير المستقيل على موقع وزارة الدفاع الأمريكية، اليوم السبت، قال إن “تنظيم القاعدة قتل كل من الصحفي لوك سومر، ورهينة ثانية غير أمريكية (لم يحدد جنسيتها)، خلال عملية إنقاذ قامت بها قوات العمليات الخاصة الأمريكية”.

وأوضح المسؤول الأمريكي أن “عملية تحرير الرهائن جاءت تنفيذاً لأمر من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لتحرير مواطن أمريكي، وهو لوك سومر، وأي من الجنسيات الأخرى الذي اتخذت كرهائن معه، من جانب تنظيم القاعدة الإرهابي”.

لوسي، شقيقة سومر، قالت في تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام أمريكية، في وقت سابق على إصدار بيان وزارة الدفاع، إنها “علمت من محققي مكتب التحقيقات الفيدرالية (إف بي آي) بمقتل أخيها خلال محاولة فاشلة لإنقاذه”.

ورغم تأكد مقتل سومر، ظل موقع وزارة الدفاع اليمنية حتى الساعة (15:30 ت.غ)، يبرز خبرا عن “تحرير الرهينة الأمريكي المحتجز لدى القاعدة منذ أكثر من عام في عملية عسكرية نوعية ناجحة بوادي عبدان في مديرية نصاب بمحافظة شبوة”.

اكثر خبر قراءة عين على الصحافة