بعد الرشوة .. أولمرت إلى البيت .. ودولة الكيان تسير نحو حكومة طوارئ ..

الأربعاء 28 مايو 2008 الساعة 02 مساءً / مأرب برس - فلسطين - رندة عود الطيب - خاص
عدد القراءات 3739

بات من المؤكد أن رئيس الوزراء الصهيوني ، وزعيم حزب "كاديما" أيهود اولمرت لن يستمر في شغل مهام منصبه كرئيس للوزراء ،بعد أن اعترف أمس الثلاثاء رجل الأعمال اليهودي- الأمريكي " موريس تلنسكي " الشاهد في قضية الرشوة الموجهة ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي، أيهود أولمرت أمام المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس ، انه نقل إلى أولمرت مبلغا إجماليا من المال قدره 150 إلف دولار على مدى 15 عاما ..وأن أولمرت طلب تلقي الأموال نقداً وانه قام بنقلها إليه في مظاريف وبواسطة بطاقات ائتمان بفضل علاقات الصداقة الحميمة التي كانت تربطهما..

وزير الحرب الصهيوني وزعيم حزب العمل " ايهود باراك " ناقش ليل أمس مع وزراء حزب العمل وأعضاء كتلته البرلمانية في الكنيست , لتدارس مستقبل حزب العمل في الائتلاف الحكومي ، و لبحث الانسحاب من الحكومة في أعقاب تطورات قضية المليونير اليهودي الأمريكي تلتنسكي ..وحسب مصادر إسرائيلية :" فقد هدد باراك قائلا :" بأنه سيطلب من رئيس الوزراء اولمرت الاستقالة فورا من رئاسة الحكومة في أعقاب قضية تلتنسكي أو أن يقوم هو على الفور بسحب حزب العمل من الحكومة الأمر الذي سيؤدي إلي الإطاحة بالائتلاف الحكومي الذي يترأسه أيهود اولمرت .. ويشهد إئتلاف أولمرت الحكومي بعد شبهات الفساد التي تحيط به حراكا قويا وتزايدت الأصوات التي تطالب بتنحيته على الحكم.

 وزير القضاء الصهيوني السابق البروفيسور " يعقوب نئمان" قال : إن على أولمرت الخروج في إجازة ذلك لأنه غير قادر على التفرغ وتكريس وقته لمهمة تصريف شؤون الدولة ..

وصباح اليوم الأربعاء نقلت مراسلة القناة الأولى من التلفزيون الإسرائيلي " ايالا حاسون " , عن أحد المشاركين في سلسلة المشاورات التي أجراها زعيم حزب العمل ايهود باراك باراك ليلة أمس الثلاثاء أن من بين الاقتراحات التي طرحت تشكيل حكومة طوارئ وطنية إسرائيلية, يترأسها أيهود باراك وزعيم حزب الليكود بينامين نتنياهو دون أن يكون لزعيم حزب كديما ايهود اولمرت نصيب فيها.

 وتقول مصادر قضائية صهيونية :" إن اولمرت لم يتمكن من تبديد الشبهات التي تحوم حول تلقيه رشوة من الثري اليهودي تلنسكي .. في غضون ذلك ، ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست الاسرائيلية" أن الثري ( تلنسكي) من نيويورك، الشاهد في محور فضيحة الفساد التي تحيط بـ اولمرت، كانت قد شجعته مجموعة حاخامات إسرائيليين بارزين على القدوم إلى إسرائيل وتقديم شهادته ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي لأنهم أرادوا الإطاحة به خوفاً من تنازله عن الحرم القدسي وأجزاء أخرى من القدس العربية المحتلة.

وقال أمس رجل الأعمال اليهودي- الأمريكي في شهادته أمام المحكمة الصهيونية :"إن اولمرت طلب منه قبل حوالي 5 سنوات مبلغ 70 ألف دولار لتمويل حملته الانتخابية في إطار الانتخابات التمهيدية في حزب الليكود، وقال: انه دهش من هذا المبلغ وان هذه كانت المرة الأخيرة التي نقل فيها أموالا إلى اولمرت.. كما روى تالنسكي وفقا لما نشره صوت إسرائيل باللغة العربية أن اولمرت طلب منه قرضا بمبلغ 25 ألف دولار لتمويل إجازة قضاها في ايطاليا في عام 2004 ، كما حول أموالا أخرى إلى اولمرت لتمويل نفقات بعض الزيارات التي قام بها للولايات المتحدة..

وأعرب رجل الأعمال اليهودي - الأمريكي عن اعتقاده بان اولمرت استخدم هذه الأموال لأغراضه الخاصة ؛ مشيرا إلى انه نقل إلى أولمرت عندما أشغل منصب وزير التجارة والصناعة ما بين 10 مظاريف إلى 15 مظروفاً يحتوي كل منها على حوالي8 آلاف دولار نقدا.ً . وللدلالة على انه مدفوع من حاخات يهود انفجر الثري اليهودي " تلنسكي " بالبكاء في إحدى مراحل الإدلاء بشاهدته، وطلب العودة إلى منزله في الولايات المتحدة بسبب حالة زوجته فأعلن القضاة اثر ذلك عن استراحة قصيرة ..!