"سلطة أوسلو"لن تجد من متفاوضه من الصهاينة ، ورئيس دولة الكيان يدعو " بشار الأسد " لزيارة القدس على خُطى " أنور السادات"

الأحد 01 يونيو-حزيران 2008 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس - خاص: فلسطين - رنده عود الطيب
عدد القراءات 3465

دعا رئيس دولة الكيان  الصهيوني " شمعون بيريس" الرئيس السوري بشار الأسد لزيارة القدس" إذا كان حقا يرغب في السلام " ..  وقال " بيريس " خلال اجتماعه برئيس الوزراء الدانيماركي :" إنه على الرئيس السوري بشار الأسد القدوم إلى القدس أو دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى دمشق إذا كان يرغب في إحلال السلام" ، مستذكرا زيارة الرئيس المصري السابق " أنور السادات" للقدس التي لولاها لما تحقق السلام مع مصر حسب أقوال بيريس..وتأتي تصريحات " بيريس" في وقت أكدت فيه تركيا أن المفاوضات غير المباشرة الجارية بين إسرائيل وسوريا بوساطتها قد تتحول إلى مفاوضات مباشرة إذا أحرز تقدم فيها .

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية التركي " علي باباجان " الذي قال في مؤتمر صحفي عقده في بروكسل :" إن جهوداً تبذل الآن للتوصل إلى أرضية مشتركة يرضى بها الطرفان بهدف الشروع في مباحثات مباشرة بينهما؛ وأشار باباجان مع ذلك إلى أن المسيرة ما زالت في بدايتها وأنها لن تكون سهلة ..

وسبق أن قال وزير البنى التحتية الصهيوني" بنيامين بن اليعازر " للإذاعة الإسرائيلية العامة :" إن السلام بين سوريا و إسرائيل سيقلب الوضع الاستراتيجي في الشرق الأوسط لأنه سيعزل إيران ويسكت حزب الله " .. وأضاف " بن اليعازر " الذي كان يشغل في السابق وزيرا للجيش :"نتحدث عن سلام حقيقي، عن نهاية حالة الحرب، عن فتح الحدود و إسرائيل مستعدة لدفع الثمن من أجل سلام كهذا وتعايش مع سوريا "..

وبالنسبة لمسار المفاوضات الفلسطيني- الإسرائيلي قال الرئيس الصهيوني" شمعون بيريس" : "إن تقدما حدث خلال المفاوضات الجارية ولكن هناك شكوكا كبيرا بقدرة الطرفين على التوصل إلى اتفاق سلام مفصل حتى نهاية العام الحالي .

وباتت الشكوك تراود سلطة أوسلو برئاسة زعيم حركة فتح " محمود عباس" في مدى جدوى إجراء مفاوضات مع رئيس الوزراء الصهيوني أيهود أولمرت، الغارق في قضايا الفساد والرشوة والتي باتت أيام وجوده في سدة الحكم معدودة .. و اعترف الثلاثاء الماضي رجل الأعمال اليهودي- الأمريكي " موريس تلنسكي " الشاهد في قضية الرشوة الموجهة ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي، أيهود أولمرت أمام المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس ، انه نقل إلى أولمرت مبلغا إجماليا من المال قدره 150 إلف دولار على مدى 15 عاما ..وأن أولمرت طلب تلقي الأموال نقداً وانه قام بنقلها إليه في مظاريف وبواسطة بطاقات ائتمان بفضل علاقات الصداقة الحميمة التي كانت تربطهما..

ويقول مسئولون في سلطة أوسلو:" إنه مما أن ما يجري على الساحة الإسرائيلية وزيادة الحديث عن حل حكومة أولمرت وإجراء انتخابات للكنيست الإسرائيلي سيترك آثاره السلبية على سير المفاوضات بين السلطة وإسرائيل .. وتبدو سلطة أوسلو خائبة الأمل، وتشعر بالقلق تجاه الأزمة السياسية الإسرائيلية التي تهدد بالإطاحة بـ أولمرت، وإجراء انتخابات جديدة قد تأتي بحسب استطلاعات الرأي الإسرائيلية الأخيرة، بزعيم حزب الليكود اليميني، بنيامين نتنياهو.. وبينما قال الدكتور صائب عريقات ، رئيس دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية :" إن تجاربنا السابقة مع المشاكل الداخلية في إسرائيل، تعلمنا أنها تنعكس دائماً على الشعب الفلسطيني، بمزيد من الاعتداءات والاقتحامات وبناء للجدار والمستوطنات وفرض للحقائق والاملاءات"؛ اعتبر رئيس السلطة " محمود عباس" ما يجري الآن في إسرائيل بأنه شأن داخلي إسرائيلي، مضيفا: إننا نتعامل مع أي حكومة إسرائيلية تلتزم بعملية السلام.. هذا و عبر نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية  عن شكوكه قائلا :" لا شك أن ما يجري سيترك آثاره السلبية على سير المفاوضات بين السلطة واسرائيل . .وبينما يسود القلق أوساط المسئولين الفلسطينيين مما يحدث على صعيد الأحزاب الإسرائيلية وملف الفساد الذي فتح ضد اولمرت ، قالت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية : إن المسئولين في مكتب اولمرت سارعوا إلى الاتصال بمكتب الرئيس الفلسطيني لطمأنته وطلبوا لقاء عاجلا بين أولمرت وعباس قبل أن يتوجه اولمرت إلى واشنطن .

وقال التلفزيون الإسرائيلي القناة العاشرة : إن المفاوضات الفلسطينية تراوح مكانها دون إحراز أي تقدم ؛ وأضاف : اولمرت لا يملك الصلاحية الأخلاقية لتوقيع اتفاق صلح مع رئيس السلطة الفلسطينية .. إلى ذلك ، قال التلفزيون الإسرائيلي : إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس حزب كاديما ،" أيهود أولمرت " وافق على تقديم موعد الانتخابات التمهيدية في حزب "كاديما" الذي يتزعمه لاختيار رئيس جديد لقيادة الحزب.. وتُعد هذه الموافقة بادرة إقرار أولمرت بالواقع الحزبي الجديد الناجم عن تفجر قضية حصوله على أموال من رجل الأعمال الأميركي موريس تلنسكي، كما أنها تشير إلى احتمال انسحاب أولمرت من منصبه السياسي كرئيس للوزراء. . وقالت مصادر مسئولة في حزب "كاديما": إن مسألة إجراء انتخابات مبكرة لرئاسة الحزب أصبحت مسألة وقت ليس إلا نظراً لأن أولمرت لن يستطيع قيادة حزبه في الانتخابات العامة المقبلة..

وسبق أن ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست الاسرائيلية" أن الثري( تلنسكي) من نيويورك، الشاهد في محور فضيحة الفساد التي تحيط بـ اولمرت، كانت قد شجعته مجموعة حاخامات إسرائيليين بارزين على القدوم إلى إسرائيل وتقديم شهادته ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي لأنهم أرادوا الإطاحة به خوفاً من تنازله عن الحرم القدسي وأجزاء أخرى من القدس العربية المحتلة.. وللدلالة على انه مدفوع من حاخات يهود انفجر الثري اليهودي " تلنسكي " بالبكاء في إحدى مراحل الإدلاء بشاهدته، وطلب العودة إلى منزله في الولايات المتحدة .

حماس : المفاوضات السابقة مع إسرائيل كانت حصيلتها صفراً كبيراً

وعلى الجهة المقابلة ، قال الدكتور محمود الزهار ، القيادي المسئول في حركة المقاومة الإسلامية " حماس"  خلال منتدى حوار عقد بالعاصمة القطرية الدوحة مع عدد من الطلاب الفلسطينيين:" إن اتفاقية سلام مع إسرائيل غير محتملة قبل رحيل الرئيس الأمريكي ، جورج بوش من البيت الأبيض، وتابع الزهار القول :" أعتقد أن السلام لن يتحقق في ظل القيادة الأمريكية الحالية"، مضيفاً:" إنهم لا يبحثون عن السلام"..وقال الزهار ، أيضا :" "إن التغيير الذي تتطلع إليه حماس هو أن تكون الإدارة الأمريكية الجديدة محايدة ومتوازنة".. وبشأن مفاوضات الوساطة المصرية المتعلقة بالتهدئة مع دولة الاحتلال قال الزهار:" إذا كان الإسرائيليون على استعداد لإيقاف عدائهم، فنحن سنوقف رد فعلنا .. إننا نريد هدنة، ولكن ينبغي أن تكون هدنة عادلة"، مشيراً إلى أن المفاوضات السابقة مع إسرائيل كانت حصيلتها صفراً كبيراً ..