المخابرات الإسرائيلية تحذر رجال الأعمال اليهود من انتقام حزب الله

الثلاثاء 05 أغسطس-آب 2008 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس
عدد القراءات 3226

في خطوة غير مسبوقة، توجه مجموعة من ضباط المخابرات الاسرائيلية الى عدة دول في غرب أفريقيا للاتصال برجال الأعمال الاسرائيليين وتحذيرهم من عملية تفجير تستهدفهم، ومطالبتهم بالمزيد من الحذر. ويقترح هؤلاء الضباط على رجال الاعمال ان يعودوا الى بيوتهم في اسرائيل.

وقد ادعت المخابرات الاسرائيلية ان «معلومات استخباراتية» وصلت اليها تفيد بأن حزب الله اللبناني، قرر التفرغ حاليا لتنفيذ عملية انتقام من اسرائيل بسبب اغتيال عماد مغنية، قائد الجناح العسكري في الحزب الذي اغتيل في دمشق في فبراير (شباط) الماضي. وقال ناطق بلسان هذا الجهاز، أمس، ان حزب الله اتهم اسرائيل بتنفيذ العملية، مع ان اسرائيل نفت أن يكون لها ضلع في الموضوع. وقد أعد الكثير من الخطط للانتقام، و«لكنه فشل حتى الآن بسبب اليقظة الاسرائيلية ولعلمه بأن عملية ضد اسرائيل لن تمر عليه بسلام. وقد انتظر حتى تنجز صفقة تبادل الأسرى بينهما».

وحسب قوله، فإن حزب الله يصدر في الأسابيع الثلاثة الأخيرة تصريحات تصعيدية ضد اسرائيل أكثر من ذي قبل، مما يدل على انه «بتنفيذ صفقة تبادل الأسرى الأخيرة في الشهر الماضي، أزيلت كل العقبات التي منعته حتى الآن من الانتقام لعماد مغنية. ونحن نعتقد بأن الانتقام قادم حتماً».

وأضاف الناطق الاسرائيلي ان حزب الله قرر الانتقام بطريقة ضبابية بحيث لا يتهم مباشرة بالعملية، فينفذها في مكان بعيد ومفاجئ وبأيدي نشطاء عرب من أتباعه الذين يشكلون «خلايا نائمة»، وذلك لكي لا يؤدي الانتقام الى كسب أعداء سياسيين جدد له في أفريقيا. وحسب المعلومات التي ادعى انها في حوزته، فإن الانتقام سيكون بقتل أو خطف رجال أعمال اسرائيليين في إحدى دول أفريقيا الغربية. ففي هذه الدول يتواجد مئات رجال الأعمال الاسرائيليين الذين يعملون في بناء العمارات والمجمعات التجارية وفي استخراج المجوهرات وتصديرها وكذلك في فرع النفط. وفي الوقت نفسه توجد جاليات كبيرة من العرب والمسلمين. وقد جرت العادة أن ينشر «طاقم مكافحة الارهاب» في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية تحذيرا عاما وعلنيا للاسرائيليين في حالة وصول انذارات كهذه في الماضي، يناشدون فيها الاسرائيليين المغادرة فورا أو الى الحذر. ولكن هذه المرة، وبدعوى ان التحذيرات قوية جدا وعينية جدا، عملت المخابرات الاسرائيلية بطريقة أخرى. فبالاضافة الى ابلاغ أجهزة الأمن في الدول المعنية، تم ارسال مجموعة من ضباط المخابرات الاسرائيليين الى تلك الدول للتفتيش عن رجال الأعمال الاسرائيليين فيها وإبلاغهم بشكل شخصي بالخطر. وطلبوا منهم أن يعودوا الى اسرائيل ويديروا أعمالهم منها، أو ان يجدوا طريقة لتغيير أسلوب عملهم، بما يضمن الابتعاد عن الخطر.

وقال الناطق ان جميع رجال الأعمال الاسرائيليين يحتفظون بحراس أمن مهنيين، ولكن هذا لا يكفي لضمان أمنهم في مواجهة تنظيمات مسلحة مهنية. وقد تجاوب عدد منهم مع طلب المخابرات، فأخذوا عطلة طويلة من العمل. وعادوا الى اسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة. وفقط يوم أمس، نشرت الأنباء عن هذه القضية. يذكر ان المخابرات الكندية، كانت قد اعتقلت مجموعة من العرب قبل شهرين للاشتباه بانتمائهم لتنظيم ارهابي. وحسب المخابرات الاسرائيلية، فإن التحقيق معهم يبين انهم تابعون لحزب الله وانهم كانوا في المراحل قبل الأخيرة لتنفيذ عملية تفجير ضد أهداف اسرائيلية أو يهودية في الدولة. وقال الناطق الاسرائيلي ان هذا التنظيم لم يكن الوحيد الذي ضبط في مختلف دول العالم، انما هو الأكثر تقدما.