السلام اليمني.. هل يستغل المبعوث الأممي الجديد نقاط قوته الأربعة؟

الجمعة 02 مارس - آذار 2018 الساعة 07 مساءً / مأرب برس ـ الأناضول
عدد القراءات 4168

داخل مبنى الأمم المتحدة بنيويورك، وقف المبعوث الأممي المنتهية مدته إلى اليمن، «إسماعيل ولد الشيخ أحمد»، الأربعاء، بعد أن تحرر من رسميات مهمته، ليؤكد أن فشله في تحقيق السلام بهذا البلد، الذي يشهد منذ ثلاثة أعوام حربا طاحنة بين تحالف تقوده السعودية وبين جماعة الحوثيين المدعومة من إيران، يرجع إلى «تعنت الطرفين».

وقال «ولد الشيخ»: «خلال السنوات الثلاث التي قضيتها كمبعوث أممي كان هناك أصوات (لم يسمها) بين طرفي الصراع (التحالف العربي بقيادة السعودية وجماعة الحوثي) تعتقد بأن الحل العسكري ما زال ممكنًا».

الآن وقد سلم «ولد الشيخ» مهمته، وأفصح عما يدور في نفسه، تتوجه الأعين إلى المبعوث الجديد، البريطاني «مارتن جريفيث»، والذي بدأ مهامه، الخميس، عله يستطيع إنعاش عملية السلام المحتضرة في اليمن.

لكن فرص الحل السياسي لا تزال ضئيلة، في ظل تمسك غالبية أطراف النزاع بخيار الحسم العسكري، وخروج قرار الحل إلى أيدي لاعبين دوليين .

ومن المقرر أن يستهل «جريفيث»، وهو ثالث مبعوث أممي في اليمن، رعاية أولى جولات المشاورات الجديدة، خلال مارس/ آذار الجاري، في سلطنة عمان.

واقعيا، يأمل اليمنيون أن يحقق «جريفيث» ما فشل فيه «ولد الشيخ»، للأسباب الآتية:

أولا: وصلت الحرب اليمنية إلى حالة استنزاف لجميع الأطراف، وتبدو جماعة «الحوثي» أوهن من أي وقت مضى، بعد انفراط تحالفها القوي مع قوات الرئيس الراحل، «علي عبدالله صالح»، حيث انتهى التحالف بين الطرفين بقتل الحوثيين لصالح، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عقب معارك دموية في صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون منذ 21 سبتمبر/ أيلول 2014.

ثانيا: يعلق اليمنيون آمالهم على المبعوث البريطاني الجديد، وهو دبلوماسي مخضرم، يمسك بملف اليمن، مسنودا بثقل بلده العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، خلافاً لسابقيه العربيين، الموريتاني «ولد الشيخ أحمد»، والمغربي «جمال بن عمر».

وطاف وزير الخارجية البريطاني، «يوريس جونسون»، دول المنطقة، والتقى أبرز اللاعبين في الأزمة اليمنية، وعلى رأسهم قادة سلطنة عمان، التي تتمتع بعلاقة ودية مع جماعة «الحوثي»، والسعودية، التي تقود تحالفاً من 13 دولة لدعم شرعية الرئيس اليمني، «عبدربه منصور هادي».

ثالثا: قوبل تعيين «جريفيث» بترحيب من طرفي النزاع، فالحوثيون، الذي رفضوا التعاطي مع «ولد الشيخ أحمد»، واتهموه بالانحياز للسعودية، أعلنوا على الفور ترحيبهم بقرار تعيين المبعوث البريطاني، وكذلك فعلت الحكومة الشرعية.

رابعا: يُلم «جريفيث» بالأزمة اليمنية، وسبق له أن التقى كافة أطراف النزاع، أواخر العام الماضي، بصفته مدير للمعهد الأوروبي للسلام.

ورغم تلك الأسباب، يرى مراقبون أن تحقيق إنجاز في عملية السلام اليمنية لن يكون سهلا أو سريعا، إن تم من الأساس.

وقال المدير التنفيذي لمركز صنعاء للدراسات (غير حكومي) «ماجد المذحجي»، إن «كل المؤشرات تفيد بأن المبعوث البريطاني ذو بال طويل، ويميل للأخذ بعناصر متعددة في المفاوضات وإشراك قوى صغرى في المجتمع، مثل القبائل والأطراف المدنية، وهذا لم يكن حاضرا في مقاربات ولد الشيخ أحمد وسيستغرق وقتا للإعداد».

وتابع «المذحجي»، أن «جريفيث» يحتاج إلى تحضيرات لإنضاج ظروف أي مفاوضات، ولا يريد التورط في الدعوة إلى مفاوضات غير مجهز لها، لأسباب لوجيستية تتعلق بعمله وللظروف الإقليمية.

وأعرب «المذحجي» عن اعتقاده بأن «أحد أبرز التحديات أمام المشاورات المرتقبة، هو سلوك وأداء جماعة الحوثي».

وتابع بقوله إن «الجماعة أصبحت، بعد مقتل صالح، أقل سياسة مما سبق، ما يكشف أن الرئيس الراحل كان يمنحها الغطاء السياسي».

ويضيف: «خطاب الحوثيين صار أكثر عدائية جراء تزايد الضغط العسكري من التحالف وتصدع تحالف الجماعة مع صالح، ولذلك فإن جزءاً من التحدي لأي مسار سياسي قادم هو كيفية جعل هذه الجماعة تستخدم اللغة السياسية في المفاوضات».

وإضافة إلى التعقيدات المحلية، رأى الخبير اليمني أن «قرار اليمنيين بشأن بلادهم يتآكل كل يوم، في مقابل ارتفاع دور الفاعليين الدوليين».

وختم «المذحجي» بأن «مزامنة روسيا للملف اليمني على إيقاع الملف السوري، كما تقول إحدى دلالات استخدامها للفيتو الإثنين الماضي، يؤدي إلى نتيجة بسيطة، وهي أن اليمن انتقل أخيرا إلى منطقة مساومات الكبار، حيث التسويات مختلفة وبعيدة عن أولويات الأطراف المحلية».

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار بريطاني، دعمته الولايات المتحدة، يقضي بتجديد حظر نقل السلاح إلى اليمن، مع التنديد بإيران .

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن