غضب واسع في صنعاء يسبب ارتفاع أسعار الغاز واختفاء الوقود

الثلاثاء 06 مارس - آذار 2018 الساعة 12 مساءً / مأرب برس- خالد الحمادي _ القدس العربي
عدد القراءات 3303



تعصف بالعاصمة صنعاء، التي يسيطر عليها الانقلابيون الحوثيون، موجة غضب شعبية عارمة، إثر ارتفاع سعر اسطوانات غاز الطبخ وانعدام مادة وقود المركبات، والتي تعد الأولى من نوعها منذ إطباق قبضتهم الحديدية على صنعاء عقب اعدامهم للرئيس السابق علي عبدالله صالح.
وخرج السكان المقيمون تحت سيطرة الحوثيين القمعية في العاصمة صنعاء عن صمتهم وحاولوا الإعراب عن احتجاجاتهم بشتى الوسائل ومن ضمنها الخروج للتجمهر في الشوارع، والاحتجاج رغم عمليات القمع الشديدة للمسلحين الذين لا يتورعون عن اسخدام الذخيرة ضد من يعارضهم.
وخلع سكان محليون في العاصمة صنعاء رداء الخوف من القمع الحوثي، والتعبير بقوة عن المعاناة التي يقاسونها في ظل السيطرة الحوثية على موارد الدولة في العاصمة صنعاء ومضاعفة الدخل عبر ابتزاز المواطنين بشتى الوسائل والتي تذهب أغلبها لجيوب القيادات الحوثية التي أثرت ثراء فاحشا منذ سيطرتها على المؤسسات الحكومية في العاصمة صنعاء، بينما ترفض دفع رواتب الموظفين منذ أكثر من عام. 
وقال أحدهم لـ(القدس العربي) «لم يعد للحياة قيمة في ظل سلطة جماعة الحوثي بالعاصمة صنعاء، حيث سلبت الناس كرامتهم ووصل الحال مصادرة كل وسائل العيش الكريم، وبالتالي لم يعد هناك خوف لدى الناس من بطش الحوثيين أو من استخدام القوة ضد المعترضين لسياساتهم القمعية».
وذكرت المصادر أن المئات من السكان تظاهروا في أماكن متفرقة من العاصمة اليمنية صنعاء، أمس الأول الأحد، اجتجاجا على انعدام مادة الغاز المستخدمة في الطبخ المنزلي عقب ارتفاع سعر اسطوانات الغاز في السوق السوداء إلى مبلغ 8000 ريال يمني (متوسط سعر الدولار يساوي 450 ريال تقريبا)، والذي يعد أعلى رقم يصل اليه سعر اسطوانات الغاز المنزلي، حتى الآن، بنسبة ارتفاع وصلت إلى 120٪ عن سعره الطبيعي الذي كان يباع فيه قبل هذه عدة أسابيع بنحو 3800 ريال.
وقالت المصادر ان المسلحين الحوثيين انتشروا في الشوارع التي شهدت مظاهر احتجاجية بمختلف الوسائل، وأطلقوا النيران الحية بشكل مكثف في الهواء لتفريق المحتجين، وإجبارهم على التوقف على المظاهر الاحتجاجية والتي شملت قطع الشوارع وإحراق اطارات السيارات، وإطلاق هتافات منددة بالحوثية وبسياساتهم القمعية، خاصة وأن أزمة الغاز لحقتها أزمة في بقية المشتقات النفطية وفي مقدمتها البنزين التي تعد الأكثر استخداما في وقود المركبات. 
واستغل أتباع حزب المؤتمر الشعبي، جناح الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الوضع المتأزم في العاصمة صنعاء للتعبير عن حالة الغضب الكامنة لديهم ضد الحوثيين والخروج عن حالة الاستكانة التي لجؤوا اليها للسماح بمرور العاصفة الحوثية التي اجتاحت العاصمة صنعاء لاجتثاثهم عقب إعدام علي صالح والأمين العام لحزب المؤتمر عارف الزوكا في 4 كانون أول (ديسمبر) الماضي. 
وقال القيادي في حزب المؤتمر كامل الخوداني «بعد أزمة الغاز، أزمة بترول خانقة، تخنق العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة عصابة الحوثي والمحطات مغلقة وسعر اسطوانة البترول، إن وجدت، عشرة ألف ريال». وأضاف في تغريدة له أمس بحسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر) أمس «أصبح اجتثاث هذه العصابة ـ الحوثيون ـ فرض وواجب مقدس على كل يمني ما زالت لديه ذرة كرامة، اللعنة على من لا زال يقف إلى صفها ويناصرها». 
ويتوقع العديد من المراقبين ان تتحول موجة الغضب الشعبية هذه في العاصمة صنعاء إلى نقطة تحوّل تعصف بالقبضة القمعية لمسلحي جماعة الحوثي، التي حوّلت العاصمة صنعاء إلى سجن كبير، ضد المخالفين أو المعارضين لجماعة الحوثي، والتي حولت سكان صنعاء إلى مقيمين تحت الاقامة الجبرية، على حد تعبير المسؤولين في حزب المؤتمر.