«الموت لليمنيين النصر لحزب الله» - كارثة تحل بـ «نصر الله» والحوثي يتحول الى «شحات»

الثلاثاء 11 يونيو-حزيران 2019 الساعة 05 مساءً / مأرب برس- صنعاء
عدد القراءات 5146

اطلقت مليشيات الحوثي حملة تبرعات لدعم مليشيات حزب الله اللبناني ، الذي يعيش ازمة عاصفة بفعل العقوبات المفروضه على ايران.

وبرغم الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يعيشه اليمنيون، والأزمة الإنسانية التي تعصف بهم، ووصلت مستويات قياسية وصفت بأنها الأشد في تاريخ البلاد، فإن الحوثيين تجاهلوا كل تلك الأوضاع، ودعوا خلال شهر رمضان المنقضي، للتبرع إلى حزب الله اللبناني.

وكانت إذاعة "سام أف أم" التابعة لجماعة الحوثي، قد أطلقت حملة للتبرع خلال شهر رمضان حتى عيد الفطر، لصالح تنظيم "حزب الله" اللبناني، تحت شعار (من يمن الإيمان إلى مقاومة لبنان)، ودعت الإذاعة إلى دعم من وصفتهم ( أنقى الناس) و (أسياد المجاهدين في العالم). 

ونشرت الإذاعة الحسابات البنكية الخاصة بالتبرع لتنظيم "حزب الله" اللبناني، وأطلقت شعارات عدة في الحملة منها: (حي على خير اليمن)، وتساءل المذيع الحوثي (هل أنت يمني؟ هل أنت من الأوفياء، إذن كن شريكا في صناعة النصر، بروحية سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله، ومبادلة الوفاء بالوفاء).

 ودعا المذيع إلى التبرع قائلا: "بروحية سماحة السيد المجاهد حسن نصر الله، ومبادلة للوفاء بالوفاء، ندعو كل أبناء الشعب اليمني من مختلف الشرائح إلى المشاركة الفاعلة والكبيرة (المرحلة الثالثة) من حملة الإنفاق الشعبية".

وأكد مدير الإذاعة حمود شرف الدين، أن الحملة دعم لمحور المقاومة دليل على متانة العلاقة (بين جماعة الحوثي المسلحة وحزب الله اللبناني)، وبحسب صحيفة "المسيرة" الناطقة باسم جماعة الحوثي، فإن هذا البرنامج الداعم لحزب الله هو أكثر البرامج جماهيرية خلال شهر رمضان.

 

 marebpress

من جهته، رأى الكاتب اليمني شاكر خالد، أن "الأمر تجاوز كل القيم الإنسانية، ووصل للحد الاستفزاز في أعلى درجاته، فأن تتسبب بموت أبناء بلدك وتقتل الأطفال جوعا، ثم تدعو للتبرع لحسب تنظيم خارجي، يدل على أن هذه الجماعة ليس لديها أي شعور بالمسؤولية، وما تمارسه هو قتل لأبناء البلد من ناحية، ونهبهم من ناحية أخرى، بكل استخفاف واستهتار ولا مبالاة".

وفي الوقت الذي ينكر فيه الحوثيون تلقيهم أي دعم خارجي، إلا أن الحملة كانت قد أطلقت تحت شعار مبادلة الوفاء بالوفاء، وهو ما يدل على أنها تتلقى دعما معينا من التنظيم المصنف ضمن قوائم الإرهاب، وكانت تقارير قد كشفت عن تدريب عناصر من حزب الله اللبناني لأفراد من جماعة الحوثي، وعن خبرات وتكنولوجيا إيرانية نقلت إلى اليمن عن طريق "حزب الله".

ولم يقف تجاهل الحوثيين لأوضاع اليمنيين عند حدود إطلاق حملة للتبرع، بل تعداه إلى فرض الزكاة في رمضان على كل المواطنين، من دون الالتفات إلى الأوضاع المعيشية التي تعصف بهم، فمع أن 18 مليون يمني، لا يعلمون من أين تأتيهم وجبتهم القادمة، بحسب تقرير برنامج الغذاء العالمي، إلا أنهم وجدوا أنفسهم مجبرين على دفع الزكاة، ومعرضين للعقوبة إن لم يمتلكوا سندا يثبت دفعهم للزكاة، ولضمان دفع الزكاة فقد ربط الحوثي تسليم اسطوانات الغاز بدفع الزكاة، 

ويحتجز الحوثيون اسطوانات الغاز على مداخل المدن الخاضعة لسيطرتهم، كما يحتكرون توزيع الجزء الآخر من اسطوانات الغاز، ويوزعونها عبر مسؤولي الحارات والأحياء المعينين منهم أو الموالين لهم.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” افادت بأن تقليص التمويل من إيران نتيجة للعقوبات الأمريكية أجبر “حزب الله” اللبناني على اتخاذ سلسلة إجراءات تقشف، بما فيها سحب جزء ملموس من مقاتليه من سوريا.

وذكرت الصحيفة في تقرير نشرته قبل ايام، نقلا عن مصادر داخل “حزب الله” ومؤيدين له، أن تشديد إدارة الرئيس دونالد ترامب عقوباتها ضد طهران تسبب بانخفاض حاد في التمويل الإيراني لـ”حزب الله”، ودفع “الحزب” إلى اتخاذ خطوات محسوسة لتقليص نفقاته.

ونقلت الصحيفة عن موظف في أحد المؤسسات الإدارية لـ”حزب الله” قوله إن عددا من المقاتلين في “الحزب” تم تسريحهم لإجازة غير مدفوعة أو نقلهم إلى قوات الاحتياط، مضيفا أن العديد منهم تم سحبهم من سوريا حيث لعبوا دورا مهما في القتال إلى جانب الحكومة.

وذكر مصدر آخر داخل “حزب الله” للصحيفة أن قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” اضطرت إلى إغلاق بعض برامجها وإقالة موظفيها، علاوة على تقليص النفقات على برامج تزويد المقاتلين والموظفين وعوائلهم بالأدوية والأغذية مجانا.

وقال مصدر آخر داخل “حزب الله” إن المقاتلين والمسؤولين الذين لم يتم تسريحهم أو تحويلهم إلى الاحتياط لا يزالون يتلقون رواتبهم بالكامل، إلا أنه جرى إلغاء امتيازاتهم على الغذاء والوقود والنقل.

وأقر مسؤول رفيع المستوى في “حزب الله” طلب عدم الكشف عن اسمه للصحيفة بأن العقوبات الأمريكية أضرت بالتمويل من إيران ودفعت “الحزب” إلى تقليص نفقاته، قائلا: “لا شك أن هذه العقوبات لديها تأثير سلبي، لكن العقوبات في نهاية المطاف جزء من حرب، ونعتزم التصدي لها في هذا السياق”.

وأشار المسؤول إلى أن العقوبات ضد إيران ألحقت بـ”حزب الله” أضرارا أكبر من تلك التي فرضتها واشنطن على شركات وبنوك ومسؤولين يتعاونون معه مباشرة، معلنا في الوقت نفسه أن “الحزب” يملك مصادر أرباح أخرى ويعتزم تنويعها، في محاولة لـ”تحويل هذا التهديد إلى فرصة” لإيجاد مصادر تمويل أخرى.

 وذكرت الصحيفة أن “حزب الله” في محاولة لسد الفجوة أطلق حملة واسعة لجمع التبرعات من مؤيديه تحت شعار “التبرعات تمنع وقوع الكارثة”، وذلك تلبية لنداء “إلى الجهاد بالمال” الذي جاء في مارس الماضي على لسان الأمين العام للحزب حسن نصر الله.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن