تحركات إماراتية للسيطرة على أول محافظات الشمال وأكبرها.. ”مأرب برس“ يكشف تفاصيل ”مخطط إماراتي خطير“ يتولى تنفيذه واحد من أبرز قيادات ”صالح“

الجمعة 23 أغسطس-آب 2019 الساعة 10 مساءً / مأرب برس ـ خاص
عدد القراءات 48737

بدأت الإمارات العربية المتحدة، بالتحرك للسيطرة على أول محافظات الشمال، كرد عملي منها على موقف الحكومة الشرعية، وتحميلها مسؤولية انقلاب عدن وسيطرة مليشياتها على عدن وأبين.

مصادر حكومية كشفت لـ”مأرب برس“، عن تحركات إماراتية لتفجير الوضع في محافظة تعز (وسط اليمن)، عبر خلاياها التي زرعتها مبكرا في المحافظة ومولتها طيلة الأعوام السابقة“.

وقالت المصادر التي فضلت عدم الكشف عنها كونها غير مخولة بالحديث للاعلام ان ”قيادات الإمارات التقت مؤخرا برجلها الاول في تعز، ورئس الأمن السياسي السابق خالد حمود الصوفي، وأعطته الضوء الأخضر لتفجير الوضع في المحافظة“.

وأكدت ان ”الصوفي بدوره أبلغ قائد اللواء 35 مدرع عدنان الحمادي، وقائد مليشيا ابو العباس عادل عبده فارع، وقائد قوات حراس الجمهورية طارق صالح، أبلغهم بتعليمات الإمارات، وطلب منهم التحرك الفوري لتنفيذ الأوامر“.

واوضحت المصادر الحكومية ان ”الإمارات تريد النيل من تعز، وإدخالها في بؤورة صراع، مثلها مثل المحافظات الجنوبية“، مشيرة الى انها حركت كل ادواتها السياسية والعسكرية والإعلامية، لنشر الفوضى، وخلط الأوراق“.

ولفتت الى ان هذه التحركات الاماراتية ”تأتي كرد عملي على اتهام الحكومة الشرعية لها بدعم الانقلاب في عدن ودعم المليشيات، وعزم الحكومة الاستغناء عن دورها في التحالف وطردها من اليمن، وتقديم ملفات انتهاكاتها لمنظمات دولية، وتقديم شكوي لمجلس الأمن الدولي“.

كما نوهت الى انه ومنذ وقت طويل قررت أبوظبي السيطرة على محافظة تعز، كي تؤمن مدينة المخا وشريط الساحل الغربي الذي يصل إلى باب المندب، فزرعت رجالها داخل مدينة تعز وقوت حضورهم من خلال دعمهم بالمال والعتاد العسكري، فضلاً عن دعم لوجستي، وأنها رأت في الأحداث الأخيرة وموقف الحكومة منها، فرصة ذهبية للتحرك والسيطرة على المحافظة.


بيدق الامارات في تعز


وكان ‏”حمود الصوفي“ من أوائل من التحقوا بـ”خلايا ابوظبي الإرهابية“ وعمل ضمن خلية إدارة الأزمات واستقطاب الناشطين وتوزيع الأموال والأسلحة للجماعات الإرهابية في تعز.

وسبق ان كلفت الإمارات المدعو ”حمود خالد الصوفي“ المتواجد حالياً في الإمارات بتشكيل ”خلية إعلامية“ تعمل على الترويج لضرورة التواجد الإماراتي في تعز عبر تمكين ”طارق صالح“ و”أبو العباس“ من إدارة المعركة هناك، ومهاجمة حزب الاصلاح.

كما قام ”الصوفي“ بحسب مصادر اعلامية بتشكيل ”فرق اغتيالات“ لاستهداف سياسيين وعسكريين ورجالات دين وناشطين، حيث شهدت تعز مؤخرا تزايد عمليات الاغتيال.

كما استقطب ”الصوفي“ عدد كبير من ضباط الأمن القومي وجهاز مكافحة الإرهاب ونقلهم إلى أبوظبي مع الملفات الخاصة بعمليات مكافحة الإرهاب، وذلك بالتنسيق مع أحمد علي صالح.

وفي مارس/آذار المنصرم، كشف الصحفي سيف الحاضري مدير ‏مؤسسة الشموع للصحافه والاعلام‏ ”معلومات خطيرة“ تشير إلى ”استلام اللواء حمود الصوفي مبلغ اثنين مليون درهم اماراتي من دولة الامارات، بعد ان قدم لهم خطة لإسقاط الجيش الوطني في محافظة تعز والقضاء على حزب الاصلاح ايضاً“.

واوضح ”الحاضري“ انه وطبقاً للمعلومات التي حصل عليها فإن المدعو ”حمود الصوفي“ أوهم الاماراتيين ان محافظ تعز الجديد نبيل شمسان “في جيبه وتحت اشارته”.

وقال ”الحاضري“ في منشور على صفحته على ”الفيسبوك“: “انا ومن منطلق اعتزازي بعلاقتي الشخصية بالأستاذ نبيل شمسان اجزم بانه جبلاً لا تهزة الدنانير ولا الدراهم، ولا يمكن قطعاً وجزماً إلا أن يكون في صف الجيش والأمن ومؤسسات الدولة”.

واضاف :”الصوفي حمود الذي ينخر في المؤتمر يبدو انه اصبح الممثل لمحافظة تعز لدى الإماراتيين وانه سيكون نسخة هابطة في القيم والاخلاق وانعدام الوطنية من المدعو هاني بن بريك”.

وقبل يومين وتزامنا مع سيطرة مليشيا ما يسمى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي“، على عدن وأبين، ظهر ”حمود الصوفي“ على قناة ”اليمن اليوم“، ليحرض على قوات الجيش الوطني في تعز، داعيا لتحرير المحافظة من سيطرة حزب الاصلاح، بحسب قولة.


بدء الشرارة


وتزامنا مع ”انقلاب عدن“ شهدت مدينة ”التربة“ في تعز تمردا عسكريا على سلطات الدولة من قبل مجاميع مسلحة تابعة للإمارات والتي تقاطرت إلى المدينة من العديد من الضواحي والمناطق التي تتمركز فيها ميليشيا تابعة لكتائب ”أبوالعباس“ الممولة والتابعة للإمارات بالاضافة إلى مجاميع مسلحة تتبع ”طارق صالح“، نجل شقيق الرئيس الراحل علي صالح، وهي قوات مدعومة ماديا وعسكريا من الإمارات وتسيطر على مناطق السواحل الغربية لمحافظة تعز.

ونشبت مواجهات مسلحة في مدينة التربة بين القوات الأمنية التابعة للدولة، وبين مسلحين وميليشيا خارجة عن النظام والقانون، وامتدت تلك الاشتباكات، الى العديد من الضواحي والمناطق المحيطة بالطريق الرئيس الممتدة بين مدينة تعز ومدينة ”التربة“، وبالذات في منطقة ”البيرين“ التي تعد الشريان الوحيد التي تمر عبرها طريق التربة وبقية مناطق الريف في تعز ومنها الى المحافظات الأخرى.

مصادر أمنية قالت ان تلك المواجهات ”لم تكن عفوية أو نتيجة لحدث عابر، وإنما كانت نتيجة لمخطط طويل تم الإعداد له منذ شهور طويلة، حيث جرى إدخال أكثر من 300 مقاتل بأطقمهم العسكرية يتبعون لقوات طارق صالح إلى العديد من هذه المناطق الحيوية في ريف تعز بشكل تدريجي، قدموا إليها من محافظة عدن عبر الساحل الغربي“.

ولفت إلى أن قوات ”طارق صالح هي من شاركت بقوة في المواجهات المسلحة لهذا التمرد العسكري في مدينة التربة وقاتلوا إلى صف مدير أمن التربة المقال الذي تمرد على وزارة الداخلية، بالاضافة إلى مليشيا كتائب ابو العباس التي ساندتهم بالقتال في منطقة البيرين ووفرت تعزيزات عسكرية للمواجهات في التربة“.


قوات طارق تعلن الولاء


والجمعة 23 اغسطس/آب، أعلنت قوات ”طارق طالح“ رسميا الولاء للامارات في مواجهة الحكومة الشرعية، حيث أشادت في بيان لها أطلع عليه ”مأرب برس“، بما اسمته ”الدور الريادي والمحوري الذي لعبته وتلعبه دولة الإمارات لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة المتمثل في مليشيا الحوثي الإرهابية“.

وأكدت قيادة ”القوات المشتركة“ التي يقودها ”طارق“ بأن ”التضحيات الجسيمة التي اجترحتها دولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعباً ستظل محل إكبار الشعب اليمني قاطبة حيث امتزج الدم الإماراتي بالدم اليمني في سهول وجبال يمننا الغالي في معركة الدفاع عن الأمن القومي العربي ضد التمدد الإيراني الذي يستهدف أمن واستقرار المنطقة وسلمها الاجتماعي والسيطرة على الممرات المائية العربية“.

وقالت أن ”ما تتعرض له دولة الإمارات من حملة مغرضة تهدف إلى تشويه دور دول التحالف العربي كاملة لا يعبر عن موقف الشعب اليمني وقواه الوطنية الواقفة في متاريس الدفاع عن النظام الجمهوري واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية“.

وأكدت إن ”الشعب اليمني سيسجل في أنصع صفحات تاريخه الموقف القومي والأخوي المشرف الذي انتهجته دولة الإمارات العربية المتحدة، وستظل الأجيال اليمنية المتعاقبة محتفظة بهذا الجميل الذي لا ينكره إلا جاحد“.

كما دعت القوى السياسية في الساحة الوطنية اليمنية إلى تحكيم العقل وتغليب مصالح الشعب اليمني على المصالح الحزبية الضيقة وعدم التفريط بالشركاء الحقيقيين الذين لم يتخلوا عن اليمن في أشد مراحل محنته ولبوا نداء الشعب اليمني وسخروا كل إمكانياتهم من أجل القضاء على الانقلاب الكهنوتي الحوثي المدعوم إيرانياً، في اشارة الى الإمارات.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن