”الإمارات توحد اليمنيين“.. ”مأرب برس“ يسلط الضوء على تنوع وتعاضم المواقف الوطنية الرافضة لسياسة الإذلال والتقسيم (تقرير)

الخميس 05 سبتمبر-أيلول 2019 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - غرفة الأخبار
عدد القراءات 6975

تتعاضم المواقف الوطنية الرافضة لسياسة الاذلال والهيمنة والتقسيم للدولة اليمنية، يوما بعد آخر، فتنوعت تلك المواقف الرافضة لسياسات الامارات واعتداءاتها على الحكومة اليمنية وجيشها، حزبيا وشعبياً ومناطقيا، لتكسر ادعاءات الإمارات وأدواتها في عدن، اللذين اتخذو يافظة ”الاصلاح“ كمبرر لانقلابهم ومهاجمة الشرعية.

ومثلت غارات الطيران الاماراتي على الجيش الوطني في عدن وتسببها في مقتل وجرح أكثر من 300 جندي، مثلت نقطة محورية في الحرب الدائرة في اليمن حيث أصبح صعباً بعدها إخفاء الاحتقان في جهة الشرعية اليمنية والتكتلات السياسية والحزبية، تجاه الإمارات فخرج بيان من الرئيس والحكومة والعديد من المسؤولين اليمنيين يسمي الإمارات بشكل مباشر ويطلب إجراءات لردعها.

الرئيس عبد ربه منصور هادي قال صراحة إن ”الإمارات تدعم المجلس الانتقالي في جنوب اليمن سعيا لتقسيم البلاد“، وطالب قيادات السعودية بالتدخل لوقف هجوم الإمارات على قوات الحكومة والمدنيين في عدن وأبين.

وأكد ”هادي“ أن ”الإمارات استغلت الظروف الحالية التي يمر بها اليمن لتسلط هذه المليشيات ضد مؤسسات الدولة الشرعية، سعيا لتنفيذ أجندتها في تقسيم اليمن“.

الحكومة الشرعية بدورها، ادانت غارات استهدفت قواتها بالعاصمة المؤقتة عدن ومحيطها، مؤكدة أن مقاتلات إماراتية شنتها، في انتهاك للقوانين والأعراف الدولية، بحسبها.

وقالت الحكومة اليمنية إنها “ترفض التبريرات الزائفة التي ساقتها الإمارات للتغطية على استهدافها السافر لقوات الجيش الوطني (في الجنوب)”، الذي أودى بسقوط المئات بين قتيل وجريح.


مواقف حزبية


التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية اليمنية، بدوره، أعلن تأييده لموقف الرئيس عبدربه منصور هادي، من تمرد المجلس الانتقالي، وقصف الإمارات للقوات الحكومية، مؤكدا تأييده لموقف الحكومة الشرعية وما صدر عنها من بيانات وإجراءات تجاه تلك الأحداث وتطوراتها.

وقال البيان الذي وقعت عليه 10 أحزاب، ”إن الأحزاب والقوى السياسية اليمنية وقفت على الأحداث التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، وبعض المحافظات الجنوبية خلال الأيام الماضية، من قيام المجلس الانتقالي المدعوم من دولة الإمارات بالتمرد على الشرعية والاستيلاء على المؤسسات الحكومية وما تلا ذلك من تطورات“.

واعتبرت الأحزاب أن "أخطر ما في هذه الأحداث، قيام الطيران الإماراتي بقصف وحدات تابعة لوزارة الدفاع اليمنية"، الأمر الذي أدى إلى الانحراف عن أهداف التحالف العربي الداعم للشرعية.

وأكد البيان على أهمية "وحدة كافة القوى الوطنية المناهضة للانقلاب، تحت سقف الشرعية الدستورية، نحو هدف استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب الحوثي ومواجهة المشروع الإيراني الداعم له، بما يحفظ وحدة النسيج الاجتماعي وتلاحم الصف الوطني".


موقف العلماء


في السياق، أصدرت هيئة علماء اليمن، بيانا أشادت فيه بموقف الحكومة الشرعية ونهوضهم بواجبهم للقضاء على التمرد والحفاظ على الأهداف التي قام لأجلها التحالف، والمتمثلة في المحافظة على الدولة، ومصالح الشعب اليمني، وأمنه، ووحدة وسلامة أراضيه.

واعتبر علماء اليمن أن تمرد الانتقالي يمثل أكبر خدمة لجماعة الحوثي وانقلابهم، وللمشروع الإيراني الذي قالوا إنه يسعى للهيمنة على اليمن والمنطقة.

وأهابت بالسعودية الاستجابة لمطالبات الحكومة لها بتوقيف دولة الإمارات عن الاعتداء بالضربات الجوية على الجيش اليمني، ووقف كافة الدعم المالي والعسكري لكل التشكيلات العسكرية الخارجة عن الدولة وسلطة القانون، وتحميلها جميع التبعات والمسؤوليات المترتبة على ذلك.

واشادت الهيئة بالبيان الرئاسي الأخير، وبموقف الحكومة، والخارجية ووزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان وأحزاب التحالف الوطني للقوى السياسية، التي ادانت قصف الطيران الإماراتي المتعمد وغير المبرر للجيش اليمني في عدن وضواحيها وبعض مناطق محافظة أبين.

وقالت إن ما قامت به الامارات يصادم أهداف التحالف العربي، والقانون والأعراف الدولية.

ودعت جميع اليمنيين حكومةً وشعباً، وقيادة التحالف العربي أن يعملوا سريعاً على القضاء على التمرد، والتوجه لاستكمال تحرير ما بقي من محافظات تحت سيطرة مليشيات الحوثي، واستعادة عاصمة اليمن الموحد المختطفة صنعاء.

كما دعت جميع أبناء اليمن والمكونات السياسية والاجتماعية للوقوف إلى جانب الشرعية لوأد الفتنة، وتثبيت دعائم الدولة وبسط سلطتها على جميع أراضي الجمهورية، ورفض أي قوات خارج نطاق الجيش الوطني والأجهزة الأمنية.

ووجه علماء اليمن دعوة لأنصار ما يسمى بــ المجلس الانتقالي إلى الحذر من دعاة الفتنه وتجنب الانخراط فيها، وعدم مشاركتهم في القتال، وفي المقابل دعوا حكومة الشرعية إلى اتخاذ كل ما يلزم لحفظ دماء وممتلكات المواطنين في أماكن القتال، وحسن معاملة الأسرى، والحفاظ على مؤسسات الدولة وممتلكاتها، وتوفير الاحتياجات والخدمات الضرورية.


غضب شعبي


وتناغم التصعيد الرسمي مع تنامي وتصاعد الغضب الشعبي ضد الامارات، وما ترتكبه من جرائم مروعة ودعم ميليشيات مسلحة تنشر الفوضى والتخريب خدمة لمؤامراتها للدفع باتجاه تقسيم البلاد ونهب ثرواته ومقدراته.

وشهدت مناطق متفرقة في اليمن، وعواصم أجنبية عدة، تظاهرات حاشدة ضد الإمارات وحرقوا علمها، وذلك على خلفية دعم أبو ظبي الانقلاب على الحكومة الشرعية في جنوب البلاد.

ووصف المتظاهرون الوجود الإماراتي بأنه “استعمار” واتهموها بدعم الإرهاب في بلادهم. ونددت حشود اليمنيين بدعم أبوظبي للانقلاب في مدينة عدن، والذي نفذته قوات المجلس الجنوبي الانتقالي، واستنكروا قصف الطيران الإماراتي للقوات الحكومية في عدن وأماكن أخرى.

وطالب المتظاهرون الحكومة اليمنية بطرد القوات الإماراتية من اليمن، وإنهاء دورها في التحالف العربي الذي تقوده السعودية.


موقف مؤتمري


بدوره، شن رئيس مؤتمر محافظة الحديدة، عصام شريم، هجوما على الدور الإماراتي التخريبي في اليمن، مؤكدا ان "الإمارات تحتل اليمن، وتقصف اليمنيين بالطيران"، واصفا الموقف السعودي تجاه خروقات الإمارات بـ"الموقف المتذبذب".

وفي مداخلة له مع قناة العربية، شكك رئيس مؤتمر الحديدة في الموقف السعودي من الأزمة في اليمن بقوله: " السعودية تتحدث عن الإمارات وعن عبد ربه منصور وعن حكومته، وكأنها حكم في مباراة كرة قدم، وليس كأنها دولة محورية شكلت التحالف العربي".

وأضاف: "السعودية أخذت تفويضا من السلطة الشرعية للتدخل في اليمن، وهي من جلبت الإمارات إلينا".

وحاولت مذيعة النشرة مقاطعة الضيف اليمني الذي أكمل بدوره "ألم يأت هذا التحالف العربي لإعادة السلطة الشرعية وشرعية عبد ربه منصور هادي ويفرضها على عبد الملك الحوثي في صنعاء؟".

وتساءل شريم:" أليس من باب أولى أن تفرض هذه الشرعية في عدن؟ أم نذهب لنتحاور مع طرف آخر؟".

وحاولت المذيعة التخفيف من حدة نقده بقولها إن هناك مآخذ أيضا على سياسة وسلوك حكومة الشرعية باليمن.


مواقف صحفية


إعلاميون يمنيون أعلنوا استقالاتهم من وسائل إعلام إماراتية أو ممولة من أبوظبي بسبب “الأجندات المشبوهة” للإمارات في اليمن، ودعمها الميليشيات الانفصالية، وقصفها قوات الجيش اليمني الشرعية.

وأعلن الصحفي والكاتب والباحث السياسي اليمني عبد الله إسماعيل ترك العمل في قناة الغد المشرق، التي تمولها أبوظبي، على خلفية الأحداث الأخيرة.

وكتب على صفحته بتويتر تغريدة قال فيها: “أترك اليوم العمل في قناة الغد المشرق بعد 3 سنوات رائعة ومميزة، تجربة كانت فيها القناة لكل اليمن ببرامجها، خط أحمر، صنعاء تتحرر، اليمن يتحرر، أه يالحديدة، اعرف بلدك، شقدفة، وغيرها”.

وفي نفس السياق، أعلن مراسل قناة الشارقة في مدينة تعز اليمنية محمد طاهر عن استقالته من القناة التي عمل بها منذ أبريل/نيسان 2016.

وكتب طاهر عبر صفحته في فيسبوك: “إنني أترك العمل مع قناة الشارقة التي عملت مراسلا لها في اليمن منذ بداية إبريل 2016، وأنحاز للشرعية برئاسة الرئيس المناضل وقائدنا في السلم والحرب والانتصار عبد ربه منصور هادي”، مضيفا “بلادنا غالية على قلوبنا (وبالتعزي) من قال حقي غلب”.

وعلى نفس المنوال، أعلن الصحفي محمد التويجي الذي يعمل مراسلًا لصحيفة الرؤية الإماراتية في تعز استقالته عبر تغريدة على تويتر، بعد ثلاث سنوات من العمل مراسلا من مدينة تعز، قائلا ”بعد أن تكشفت لنا جليًا السياسة الإماراتية الحاقدة تجاه وطننا وشعبنا أنهي عملي معها”.


معركة من نوع آخر


وفي معركة الدفاع عن السيادة والكرامة اليمنية، قاد الناشطون اليمنيون معركة شرسة ضد أبواق الإمارات، كانت ساحة تلك المعركة ”تويتر“ بعد أن غادروا ”فيسبوك“ وهبوا على قلب رجل واحد لتلقين ”ذباب الامارات الالكتروني“ صفعات مدوية.

وبشكل مفاجئ قرر صحفيون وناشطون وسياسيون تكثيف حضورهم على موقع "تويتر"، لمواجهة التنمر الذي أبداه مغردو الإمارات، الذين يعلنون صراحةً دعمهم الانقلاب في جنوبي البلاد وانفصاله، الذي تدعمه سلطات بلادهم.

وكان الناشطون اليمنيون إلى ما قبل الـ17 من أغسطس الجاري، يوجدون بكثافة في موقع "فيسبوك" ويتناقلون أخبارهم وحياتهم العامة والخاصة، باستثناء قليل منهم يحضرون بانتظام على "تويتر" منذ أشهر وسنوات.

وكان من أبرز ما دفع اليمنيين إلى تعزيز نشاطهم في "تويتر" هو تعمُّد عددٍ من الكُتاب المقربين من دوائر ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، والذين يعملون في مهمة نشر الدعوات المناطقية والتحريضية على اليمن، وتعمد الإساءة إلى الرئيس اليمني وحديثهم بشكل مستفز عن اليمن .

وأشعل المغردون اليمنيون مواقع التواصل الاجتماعي؛ تنديداً بجرائم الإمارات في بلادهم ومؤامراتها لنشر الفوضى والتخريب ودفعها للتقسيم، من خلال عدة وسوم (هاشتاغات)، كان أبرزها وسم (#UAEDestroyingYemen)، و(#الإمارات_تدمر_اليمن).

ودعا القائمون على الحملة إلى المشاركة في كشف "جرائم الإمارات" باليمن، منذ مشاركتها في الحرب الدائرة في مارس 2015 وحتى اليوم، حيث استخدم المغردون اللغتين العربية والإنجليزية.

كما دشنوا وسوما عدة منها #مقاطعة_طيران_الامارات ، ووسم #جيش_اليمن_الالكتروني ، واحتلت تلك الوسومات مراتب عالية في ترتيب الترندات العالمية.

 

مهمة وطنية توحد اليمنيين

 

واعتبر الناشطون اليمنيون أن أفضل ما عملته الإمارات حتى اللحظة أنها "وحَّدت كل اليمنيين ضدها بمختلف مشاربهم"، مشيراً إلى أن "اليمنيين يتوافدون إلى تويتر برغبة جامحة في الانتقام، يشعرون بأنه أقل واجب يقدمونه تجاه وطنهم، وتويتر في مهمة لمساعدتهم".

وقالوا ان مثل الحملات تهدف إلى كشف ما تفعله الإمارات في اليمن، من خلال استخدام مَن وصفهم بـ"المرتزقة" لقتال الحكومة اليمنية، ودعمها للجماعات "الإرهابية" في عدة محافظات.

وأكدوا ان "هناك جرائم كبيرة للإمارات، قاموا بتأسيس سجون سرية في المدن الجنوبية، واستخدموا التعذيب حتى الموت لعدد من المعتقلين، في حين قاموا بتصفية آخرين، ولهذا كان لزاماً علينا التصعيد في هذا الوقت المناسب".

وكان للفنانين اليمنيين دور في فضح نشاط الإمارات، وكتب الممثل عبد المحسن المراني في صفحته بـ"تويتر": "الإمارات تعبث ببلدي، وتدعم المجموعات الإرهابية لتقسيم وحدته، وأمنه واستقراره. لقد آن الأوان للمجتمع الدولي أن يضع لهذه الدويلة حداً، وأن يقفوا الى جانب اليمن وشعبه الذي يعاني الويلات التي تسببت بها دولة الإمارات الخائنة لهذا الشعب العزيز المغدور".

وقال الناشطون اليمنيون بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم انهم وجدوا أنفسهم أمام مهمة وطنية لتشكيل وصياغة رأي عام وتحديد ملامحه، خصوصاً مع سيطرة "الذباب الإلكتروني على العالم الافتراضي".


موقف اماراتي


وتسببت حملات كتبة محمد بن زايد المسيئة لليمن واليمن الى تصاعد الخلاف مع ولي عهد دبي محمد بن راشد، الذي طالب بوقف تلك الحملات، حفاظا على ما اسماه ”إرث زايد“.

ووجه "بن راشد" 6 رسائل للإماراتيين بمناسبة العام الهجري الجديد، خصص إحداهل لانتقاد حملات التشهير التي يقودها ناشطون ومسؤولون عبر مواقع التواصل الاجتماعي باسم الإمارات ضد من يعتبرونها خصومها في المنطقة.

وجاء في الرسالة الثانية لـ"بن راشد": "العبث والفوضى على وسائل التواصل الاجتماعي تأكل من منجزات تعبت آلاف فرق العمل من أجل بنائها".

وأضاف حاكم دبي: "سمعة دولة الإمارات ليست مشاعاً لكل من يريد زيادة عدد المتابعين.. لدينا وزارة للخارجية معنية بإدارة ملفاتنا الخارجية والتحدث باسمنا والتعبير عن مواقفنا في السياسة الخارجية للدولة، وإحدى مهامها الأساسية أيضا الحفاظ على 48 عاما من رصيد المصداقية والسمعة الطيبة الذي بنته الإمارات مع دول وشعوب العالم".

وتابع: "لن نسمح أن يعبث مجموعة من المغردين بإرث زايد الذي بناه لنا من المصداقية وحب واحترام الشعوب.. صورة الإمارات والإماراتي لا بد أن تبقى ناصعة كما بناها وأرادها زايد".

ورغم توجيهات "بن راشد"، كثف إماراتيون محسوبين على ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" من تغريداتهم المستفزة ضد من يعتبرونهم خصوم الدولة، وغرد وزير الخارجية الاماراتي "عبدالله بن زايد"، قائلا إن "التغريد من أجل الوطن مهمة سامية"، مؤكدا أنها ستستمر.