آخر الاخبار

حمى "سحر الزئبق الأحمر" ترفع أسعار ماكينات الخياطة القديمة بالخليج

الأربعاء 15 إبريل-نيسان 2009 الساعة 06 مساءً / الدوحة - محمد المراغي
عدد القراءات 11744

اجتاحت شائعة وجود ماكينات خياطة تحتوي على الزئبق الأحمر، من نوع "سينجر- الأسد" دولاً خليجية مثل: الكويت والسعودية وقطر، ما كثف حملات البحث عنها وهذا بدوره أدى لارتفاع أسعار هذه الماكينات بشكل كبير.

وفي قطر تسببت الإشاعة في رفع سعر الماكينة إلى 50 ألف ريال، وتباع الماكينة في الأحوال العادية بسعر لا يزيد على 80 ريالاً.

وشهد سوق "الحراج" الشعبي بالدوحة خلال الأيام الماضية توافد اعداد كبيرة من مواطنين خليجيين وسيدات خليجيات للبحث عن ماكينات "سنجر" ما أدى إلى ارتفاع أسعارها حتى 50 ألف ريال للماكينة الواحدة بغض النظر عن صلاحيتها للعمل.

وقال بائعون إن زواراً جدداً تدفقوا على سوق الحراج للبحث عن هذه الماكينة التي كانت تطرح في السوق بسعر لا يزيد على 80 ريالاً للماكينة الواحدة فقفز سعرها إلى 50 ألف ريال.

وانتشرت إشاعة في السوق الشعبي القطري بأن دجالين ومشعوذين ارسلوا أناساً لشراء هذه الماكينات التي تحتوي على الزئبق الأحمر الذي يستخدم في عمليات السحر والشعوذة.

ولم يكتف الباحثون عن الماكينة بسوق الحراج وانطلقوا لشرائها من الخياطين في المناطق المجاورة.

حقيقة أم شائعة؟

ويتركز أكبر عدد من محال الخياطة في سوق الحراج القطري الأرخص والأكثر جذباً للمستهلكين. ويتركز عمل الخياطين بالسوق في تفصيل الستائر والمفروشات المنزلية.

وقال محمد أسلم، صاحب محل بسوق الحراج القطري، إن ماكينة "سنجر - الاسد" هي واحدة من 4 أنواع معروفة بهذه الماركة، ومع أن الطلب يتركز على "سنجر-الاسد" الا ان الانواع الثلاثة الاخرى لاقت رواجاً أيضاً.

واستناداً إلى تحقيق نشرته صحيفة "الوطن" القطرية، منذ أيام، فإن عملية نصب واحتيال كانت هي سبب الإقبال على عمليات الشراء. وذكرت الصحيفة أن واقعة مماثلة شهدتها دولة عربية لم تسمها وتم القبض على الافراد الذين كانوا وراء هذه الإشاعة.

وطالبت الصحيفة الجهات المسؤولة في قطر ومنها إدارة حماية المستهلك، والهيئة الوطنية للمواصفات والمقاييس بإصدار بيان يوضح حقيقة مكونات ماكينة الخياطة "سنجر - الأسد" وهل تحتوي على زئبق أحمر أم لا؟

سوق الزئبق الأحمر

وطبقاً لإفادة أحد العاملين في محل خياطة قال إنه راقب سلوك شخص خليجي اشترى إحدى الماكينات ووجده يضع جهاز الهاتف المحمول أسفل المحور الرئيسي الافقي للماكينة فإن تعطل الجهاز وفقد خاصية الاتصال والاستقبال اشترى الماكينة على الفور.

ولا يعرف أحد سر جزء الماكينة الذي يُفقد جهاز الهاتف المحمول القدرة على الاتصال او الاستقبال.

وذكر باحث متخصص يعمل في مختبر حكومي بالدوحة لـ"العربية.نت" أن سعر الزئبق الأحمر أغلى من سعر الذهب والبلاتين بل وأغلى من اليورانيوم المشع.

وأوضح أن الكيميائيين المتخصصين يعرفونه بالرمز ( H925 B206 ) وهو مادة تبلغ كثافتها 23 غراماً في السنتيمتر المكعب، وتتميز بأنها أعلى من درجة كثافة أي مادة معروفة في العالم، بما في ذلك المعادن النقية.

وأكد أن الزئبق الأحمر يعتبر من المواد النادرة جداً وثمنه قد يصل إلى ملايين الدولارات.

وأضاف أن الزئبق الأحمر يدخل مباشرة في صناعة الأسلحة المتطورة، كما يدخل في صناعة النشاط الذري بمختلف أنواعه .

وذكر أبومحمد الجلايلي أحد المعالجين بالقرآن بالدوحة لـ"العربية.نت" أن قصة الزئبق الأحمر ارتبطت قديماً وحديثاً بالجن والشياطين والكنوز.

وأكد أنه لا يستخدمه وإنما سمع عنه من مشعوذين ذكروا له أن الجن يطلبون الزئبق الأحمر من الإنسان ليتغذوا به ويساعدهم في إطالة عمرهم، ويجعلهم شباباً ويعطيهم قوة جبارة.

وأضاف أن الزئبق الأحمر لا يكون له أي مفعول على الجان إلا إذا حصل عليه من إنسان ومن دونه لا يؤثر فيه، ولهذا يطلب الجان من الدجال والمشعوذ الذي يتعامل معه أن يحضر له هذا الزئبق الأحمر بكميات معينة بقوة ونقاء يصلان إلى 93،7% ومقابل هذا يلبي الجان للإنسان أي طلب حتى لوكان سرقة أموال ضخمة من البنوك أو من مطابع العملة في البلدان المختلفة.

الكويت والسعودية

وفي السعودية، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الثلاثاء 14-4-2009 تأكيد السلطات الأمنية أن ما يدور حول وجود مادة الزئبق الأحمر في ماكينات الخياطة القديمة "سنجر"، مجرد عملية احتيال لا صحة لها، محذرة المواطنين من الانجراف خلف مثل هذه الشائعات.

وقالت الصحيفة إن حراج الخردة بمنطقة حائل لا يزال يشهد زحاماً شديداً للبحث عن الماكينة، وكذلك عرض العديد منها للبيع، بعد الكشف عليها للتأكد من احتوائها على الزئبق الأحمر.

وذكرت "الوطن" السعودية أيضاً أن الشائعة قفزت بسعر بعض مكائن الخياطة من نوع سنجر إلى 150 ألف ريال، في حين لا تبلغ قيمتها الحقيقية سوى 100 ريال في أحسن الأحوال، وحولت الشوارع في بعض المدن إلى مزادات بعد أن تسببت في ازدحامات مرورية بها.

وفي الكويت، قالت صحيفة "القبس" الثلاثاء 14-4-2009 إن الشائعة ساهمت برفع أسعار ماكينات الخياطة ماركة Singer بشكل خرافي، إذ وصل الى حد ‍12 ألف دينار كويتي، تدفع مقابل كل ماكينة مهما كان تاريخ تصنيعها ومدة استخدامها.