أكبر واشهر مؤسسة دينية في العالم العربي والإسلامي تدخل خط المواجهة مع كورونا ... وتصدر فتوى حاسمة

الأحد 15 مارس - آذار 2020 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 3908

 

أجازت هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، اليوم الأحد، إيقاف صلوات الجُمع والجماعات؛ حماية للناس من انتشار فيروس كورونا، مؤكدة أن السلطات من حقها اتخاذ أي قرار بوقف صلاة الجماعة وخطب الجمعة والتزام الناس بالبيوت، لمواجهة الوباء العالمي.

وأوضحت هيئة كبار العلماء، خلال اجتماع طارئ، أنه في ضوء ما تسفر عنه التقارير الصحية المتتابعة من سرعة انتشار (فيروس كورونا- كوفيد 19)، وتحوّله إلى وباء عالمي، ومع تواتر المعلومات الطبية من أن الخطر الحقيقي للفيروس هو في سهولة وسرعة انتشاره، وأن المصاب به قد لا تظهر عليه أعراضه، ولا يعلم أنه مصاب به، وهو بذلك ينشر العدوى في كل مكان ينتقل إليه.

ولفتت، إلى أن هيئة كبار العلماء، أحاطت المسؤولين في كافة الأرجاء علما بأنه يجوز شرعا إيقاف الجُمَعِ والجماعات في البلاد؛ خوفا من تفشي الفيروس وانتشاره والفتك بالبلاد والعباد.

وأكدت الهيئة في بيان، أن ”المرضى وكبار السن يتعين وجوبا عليهم البقاء في منازلهم، والالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تُعلن عنها السلطات المختصة في كل دولة، وعدم الخروج لصلاة الجمعة أو الجماعة؛ بعد ما تقرر طبيا، وثبت من الإحصاءات الرسمية انتشار هذا المرض وتسببه بوفاة الكثيرين في العالم، ويكفي في تقدير خطر هذا الوباء غلبة الظن والشواهد: كارتفاع نسبة المصابين، واحتمال العدوى، وتطور الفيروس“.

وتابع البيان: ”يجب على المسؤولين في كل دولة بذل كل الجهود الممكنة، واتخاذ الأساليب الاحترازية والوقائية لمنع انتشار الفيروس، فالمحققون من العلماء متفقون على أن المتوقع القريب كالواقع، وأن ما يقارب الشيء يأخذ حكمه، وأن صحة الأبدان من أعظم المقاصد والأهداف في الشريعة الإسلامية“.

وبينت هيئة كبار العلماء، أن الدليل على مشروعية تعطيل صلاة الجمعة والجماعات وإيقافهما؛ تلافيا لانتشار الوباء: ما روي في الصحيحين، ”أن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ قال لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَلاَ تَقُلْ حَيّ عَلَى الصَّلاَةِ، قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ، فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا، قَالَ: فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي، إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ، فَتَمْشُونَ فِي الطِّينِ وَالدَّحَضِ“.

 

وأضاف البيان، أن الفقهاء انتهوا إلى أن الخوف على النفس أو المال أو الأهل أعذار تبيح ترك الجمعة أو الجماعة؛ لما رواه أبو داود عن ابن عباس من قول النبي صلى الله عليه وسلم: ”مَنْ سَمِعَ المنادِيَ فَلَمْ يَمْنَعْهُ مِنَ اتِّبَاعِهِ، عُذْرٌ“، قَالُوا: وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: ”خَوْفٌ أَوْ مَرَضٌ، لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ الصَّلَاةُ الَّتِي صَلَّى“، وما أخرجه الشيخان في صحيحهما من حديث عبدالرحمن بن عوف، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ”إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْض فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ“.

وقالت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه يجوز شرعا للدولة متى رأت أن التجمع لأداء صلاة الجمعة أو الجماعة سوف يُؤدي إلى انتشار هذا الفيروس الخطير، أن تُوقفهما مؤقتا.

وذكرت الهيئة أيضا بثلاثة أمور، وهي: ”الأول: وجوب رفع الأذان لكل صلاة بالمساجد، في حالة إيقاف الجمعة والجماعات، ويجوز أن ينادي المؤذن مع كل أذان: (صلوا في بيوتكم)“.

أما الأمر الثاني، بحسب البيان، فإنه ”لأهل كل بيت يعيشون معا أداءُ الصلاة مع بعضهم بعضا في جماعة؛ إذ لا يلزم أن تكون الجماعة في مسجد حتى إعلان زوال حالة الخطر بإذن الله وفرجه“.

والأمر الثالث، أنه ”يجب شرعا على جميع المواطنين الالتزام بالتعليمات والإرشادات الصادرة عن الجهات الصحية؛ للحد من انتشار الفيروس والقضاء عليه، واستقاء المعلومات من المصادر الرسمية المختصة، وتجنب ترويج الشائعات التي تروع الناس، وتوقعهم في بلبلة وحيرة من أمرهم“.