آخر الاخبار

“مهمة طارئة” لنواعم اليمن في مواجهة “كورونا”

الأربعاء 18 مارس - آذار 2020 الساعة 07 مساءً / مأرب برس ـ أ ف ب
عدد القراءات 4596

تعيد 20 امرأة الحياة إلى أقدم مصنع يمني للنسيج، ضمن مهمة طارئة في صنعاء قد تساعد على إنقاذ حياة كثيرين حال وصل فيروس كورونا المستجد للبلد الغارق في الحرب والمنهار صحيا: خياطة الكمامات.

ولم تسجّل في اليمن حيث أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أي إصابة بعد وفقا لمنظمة الصحة العالمية، بينما يواصل الفيروس تمدّده في الدول المجاورة، السعودية والإمارات وسلطنة عمان.

لكن هناك خشية كبرى من أن يتسبّب حال بلوغه أفقر دول شبه الجزيرة العربية، بكارثة بشرية في خضم نزاع مسلح متواصل منذ 2014 بين حكومة معترف بها دوليا ومتمردين يسيطرون على العاصمة ومناطق أخرى.

وفي اليمن أكثر من ثلاثة ملايين نازح يعيش مئات آلاف منهم في مخيمات.

في مصنع الغزل والنسيج الواقع بالقرب من المدينة التاريخية في صنعاء، تنكب اليمنيات العاملات على خياطة الكمامات في سباق مع الوقت.

وقالت فاتن المسعودي من خلف نقابها الأسود لوكالة فرانس برس "بدأنا العمل على الكمامات (...) قبل أن يصل المرض، فعلينا ان نأخذ احتياطاتنا قدر المستطاع".

وأضافت "أنا مستعدة للعمل وإن مجانا لأجل صحة بلادنا وأطفالنا ونسائنا".

وسُجّلت في الخليج أكثر من ألف إصابة بالفيروس الذي ظهر في الصين نهاية العام الماضي، معظمهم أشخاص عادوا من إيران حيث تسبّب الوباء بوفاة مئات.

ومصنع الغزل والنسيج في صنعاء هو الأقدم في اليمن، وقد تأسس في العام 1967 بمساعدة حكومية صينية، وكان ينتج كافة أنواع القماش وبينها ملابس القوات المسلحة اليمنية وملابس الممرضات، إلى أن توقف عن العمل في 2005 بسبب خلافات ونقص في التمويل ما حرم اليمن مما كان يعرف باسم "الذهب الأبيض".

وعاد العمل في بعض أجزاء قسم الخياطة في 2018، لكن الحياة عادت فعلا لهذا القسم يوم الاثنين الماضي حين دخلته النساء اليمنيات وبدأن العمل على خياطة الكمامات.

وفي القاعة الضيقة، جلست النساء خلف آلات الخياطة في صفين متساويين، يلتقطن قطع القماش البيضاء الواحدة تلو الاخرى بقفازاتهن ويمررنها من تحت إبرة الآلة فوق مكتب خشبي.

وقال رئيس مجلس إدارة المصنع عبد الإله شيبان إنّ "انتاج الكمامات في الحقيقة ليس وليد فكرة، بل وليد حاجة، وهو جعلنا نفكر بأن نصنع أي منتج بالامكانيات المتوفرة لدينا".

وأوضح "طوّعنا قدراتنا من إنتاج أعمال خياطة مختلفة إلى إنتاج كمامات".

والنساء في المصنع، الذي تعرّض في 2015 لهجمات جوية، لسن موظفات بل مواطنات من سكان العاصمة دعين للمشاركة في العمل على صناعة الكمامات، وهن يتلقين مبلغا ماليا لقاء كل قطعة ينتجونها.

وينتج المصنع حاليا مئات الكمامات يوميا، لكن شيبان يطمح لأن يشغّل في الأيام المقبلة 80 آلة خياطة في آن واحد، صباحا ومساء، بهدف صناعة ما بين 8 إلى 10 آلف قطعة في اليوم الواحد، مشيرا إلى ان هناك "طلبا كبيرا" على الكمامات.

والثلاثاء، تحدّثت منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحافي في صنعاء عن استعدادات جارية في عدة مستشفيات في اليمن للتعامل مع الفيروس على الرغم من قلة الامكانيات، مشيرة إلى وجود نقص في الكمامات والقفازات الطبية لكنّها ذكرت انّها "تعمل على جلب المزيد".