آخر الاخبار

الدول التابعة لإيران تتصدر قائمة أكثر شعوب العالم بؤسا.. لبنان اولا وسوريا ثانيا واليمن رابعا .. تفاصيل إسرائيل تفرج عن مراسل قناة الجزيرة بعد 12 ساعة من الاعتقال قيادات وطنية وسياسية وإجتماعية في ضيافة عضو مجلس القيادة الرئاسي د عبدالله العليمي أجواء مشحونة بالتوتر تسود حي شميلة بصنعاء عقب مواجهات مسلحة بين مواطنين وميلشيا حوثية منعت صلاة التراويح وإعتقال مقربين من الشيخ صالح طعيمان تفاصيل لقاء السفير السعودي آل جابر بالرياض مع المبعوث الأممي إلى اليمن حريق مفاجئ يتسبب في مضاعفة معاناة النازحين في مخيم النصر بمأرب جراء التهام النيران كافة الممتلكات الخاصة ولاضحايا عاجل : 10 غارات أمريكية بريطانية تستهدف مواقع  المليشيات الحوثية في اليمن .. تفاصيل اليمن تسلم مسئولة أممية خطة للتعامل مع كارثة السفينة الغارقة روبيمار الجيش السوداني يسحق هجوما مباغتا لقوات الدعم السريع من ثلاث محاور في الخرطوم عدن : تكريم 44 خريجًا من الحفاظ والحافظات لكتاب الله

5 أعوام على اختفاء ”صوت العقل“ و”رائد الاعتدال“ السياسي ”محمد قحطان“.. وحشية حوثية ترفض الكشف عن مصيره

الإثنين 06 إبريل-نيسان 2020 الساعة 01 مساءً / مأرب برس ـ غرفة الأخبار
عدد القراءات 2401

أكمل السياسي اليمني الكبير، محمد قحطان، عامه الخامس في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية، والتي ترفض الادلاء بأي معلومات عنه والكشف عن مصيره.

ومحمد قحطان هو سياسي يمني وبرلماني معارض، أحد أبرز قادة حزب التجمع اليمني للإصلاح ذي التوجه الإسلامي، اعتقله الحوثيون في 4 أبريل/نيسان 2015، وانقطعت أخباره بعد ذلك رغم الحملات والمطالبات المتكررة داخليا وخارجيا بالكشف عن مصيره.

التجربة السياسية

بدأ قحطان نشاطه السياسي مبكرا، وانخرط بقوة في العمل الحزبي بعد تأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح والتنمية في عام 1990، حيث تولى فيه رئاسة الدائرة التنظيمية، ثم تولى بعد العام 1994 رئاسة الدائرة السياسية التي صعد من خلالها إلى عضوية الهيئة العليا للحزب التي ما زال عضوا فيها.

وقد تمكن قحطان خلال مساره السياسي من لعب دور محوري وأساسي ليس فقط على مستوى حزبه (التجمع اليمني للإصلاح والتنمية)، بل على مستوى المشهد السياسي اليمني ككل، وبدا ذلك واضحا بعد تأسيس تحالف أحزاب المعارضة اليمنية (اللقاء المشترك)، الذي مثل تحالفا نادرا وتجمعا مشتركا بين الإسلاميين وشركائهم السياسيين في الوطن من يساريين وغيرهم.

وبعد تأسيس اللقاء اختير ناطقا رسميا باسمه، وهي الوظيفة التي ظل يشغلها -لفترات متقطعة- حتى العام 2011، وهو العام الذي اندلعت فيه الثورة اليمنية بالتزامن مع ثورات أخرى على مستوى المنطقة العربية.

ويوصف الرجل بأنه عراب هذا اللقاء ومهندس هذا التكتل الذي ضم قوى إسلامية وقومية ويسارية، وساهم بقوة في إضعاف النظام ومثل أرضية مشتركة وحلقة وصل بين القوى السياسية اليمنية المعارضة، حيث ضم اللقاء المشترك ستة أحزاب قومية ويسارية وإسلامية هي: التجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، والبعث العربي الاشتراكي القومي، والحق، واتحاد القوى الشعبية.

وعلى مستوى حزبه، كانت للرجل بصماته الخاصة، واعتبر من طرف متابعين لمسار الحزب رائدا لما يوصف بجناح "الاعتدال والانفتاح" داخل الحزب، مقابل أطراف وشخصيات أخرى أكثر "راديكالية" في الرؤية و"صرامة" في التعاطي مع مفردات المشهد ومكوناته.

قصة اختفائه

بدأت رحلة اختفاء قحطان في 24 فبراير/شباط 2015 حين جرى إيقافه من طرف الحوثيين في محافظة إب، وإعادته إلى منزله في صنعاء وإخضاعه لإقامة جبرية استمرت أزيد من شهر، وكان إيقافه وهو في طريقه إلى عدن للالتحاق بالرئيس عبد ربه منصور هادي الذي خرج في 21 فبراير/شباط 2015م من العاصمة صنعاء ووصل إلى عدن (العاصمة المؤقتة) والتحق به هناك عدد من السياسيين.

ففي فبراير 2015 م كان مسلحون من جماعة الحوثي في نقطة تفتيش بمحافظة إب قد أوقفوا محمد قحطان حين كان في طريقة إلى مدينة تعز، ثم أعادوه إلى منزله في صنعاء و وضعوه تحت الإقامة الجبرية حتى يوم اعتقاله في إبريل ، ثم سمحوا لأحد ابنائه بزيارة يتيمة في أول أيام اعتقاله ، و كان حينها معتقلاً بمنزل أحد القيادات السياسية الذي سيطر عليه الحوثيون بعد دخولهم صنعاء وحولوه إلى معتقل، منعت بعدها جماعة الحوثي الزيارة عنه ، و امتنعت عن تقديم إيضاحات عن مصيره إلى جانب معتقلين آخرين مارست بحقهم و بحق عائلاتهم ذات الجريمة ، معيدةً إلى الأذهان شبح فترات سياسية مريرة ، فللاختفاء القسري في اليمن تاريخ طويل و شديد القساوة ، و مازال عدد ممن غيبتهم الأنظمة في الشمال والجنوب منذ 1962 مختفون و مجهولة مصائرهم حتى اليوم.

لمحمد محمد قحطان خمس بنات و أربعة أبناء، و يشغل عضوية الهيئة العليا للإصلاح منذ 2007 بعد سنوات قضاها رئيساً للدائرة السياسية في حزبه، و قد روت ابنة قحطان التي تبلغ من العمر ثلاثة وعشرين عاماً في مقابلة مع ” مواطنة ” جانباً من تفاصيل اعتقال والدها قائلة إن قوة على متن سيارتين من نوع هايلوكس يرتدي أفرادها بزة الحرس الجمهوري قدمت عند الواحدة ظهراً يوم 4 أبريل 2015 إلى منزلهم الواقع في حي النهضة بصنعاء بحثاً عن أبيها.

وأضافت: كان أبي نائماً عندما جاء الحوثيون فمنعهم أخي وزوجي من الدخول إلى البيت وعندما أيقظنا أبي، توضأ وخرج ليخبر الحوثيين بأنه سيصلي الظهر أمامهم في ساحة المنزل وسيذهب معهم لكنهم منعوه وأخذوه معهم.

و تصور الإبنة الحالة التي مرت بها عائلتها عقب الإعتقال بالقول “ظللنا في الظلام لا نعلم أين أبي” .

هذه اللمحة الباهتة التي قدمتها ابنته بشأن ظروف اعتقال والدها هي كل ما كان ممكناً أن تقوله، هكذا هي جريمة الاختفاء القسري تترك أسرة المختفي بلا تفاصيل وبلا أفق، لهذا لم يكن بإمكان زوجته أن تجيب على سؤالنا عنه إلا بكثير من الدموع الصامتة التي مازالت تتدفق منذ ذاك اليوم.

وفي 20 يناير/كانون الثاني 2016م قالت منظمة العفو الدولية في بيان عاجل لها إن قحطان معرض لخطر التعذيب وغيره من صنوف سوء المعاملة، وإن هناك مخاوف من أن صحته قد تتدهور.

وأضافت أن الحوثيين طلبوا من عائلته التوقف عن جلب الطعام إليه بعد بضعة أيام من اعتقاله، وهو يعاني من النوع الثاني من مرض السكري، ولكنه لم يستطع أخذ أدويته معه عند اعتقاله، وهناك خطر من أن صحته تتدهور، وقد يكون بحاجة للعناية الطبية.

نضال قحطان

عرف محمد قحطان بنضاله ضد الاستبداد والظلم منذ شبابه، وبدأ ذلك بنضاله ضد الظلم الذي كان يمارسه بعض الشيوخ القبليين في محافظة إب، ثم برز كمناضل كبير ضد فساد واستبداد نظام الرئيس الراحل علي صالح، وكان أول من نادى برحيل علي صالح من السلطة، حدث ذلك في العام 2007، بعد أن رأى أن علي صالح ونظامه يقودون البلاد إلى المجهول، وأن التدهور المتسارع قد طال مختلف مناحي الحياة.

ورغم أن قحطان عرف بمعارضته القوية لنظام علي صالح ورفضه أيضا للانقلاب، لكنه كان يمثل صوت العقل والحكمة من بين مختلف القادة السياسيين في اليمن. وبفضل انفتاحه على الجميع، فقد كان صديقا للسياسيين والإعلاميين من مختلف الأحزاب والتيارات السياسية، وكان لا يعدم الحلول لمختلف المشاكل والأزمات التي تعصف بالبلاد.

كان محمد قحطان قارئا نهما، ومحاضرا بارعا، ولديه ثقافة سياسية واسعة، مؤمنا بالنضال السلمي، ويصدح بكلمة الحق كلما سكت الجميع، غير مبالٍ بالسباب والشتائم والتهديد الذي كان يطاله من قبل نظام علي صالح، حتى بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها عن طريق رسالة وصلته عبر شخص مجهول، وأثناء فتحها انفجرت في وجهه.


كما كان قحطان من أكثر السياسيين تجاوبا مع الإعلاميين ووسائل الإعلام المختلفة، وعرف بصداقته للإعلاميين من مختلف الأحزاب والتيارات السياسية، وكان في تصريحاته الصحفية ينتقي كلماته بعناية، لتصل رسالته للطرف الآخر بقوة، حتى وإن اضطر إلى أسلوب السخرية، وهو الأسلوب الذي كان يثير عليه سخط وجنون علي صالح وإعلامه.

وخلال مؤتمر الحوار الوطني، أعلن محمد قحطان "الصمت" عدة مرات، احتجاجا على "عنجهية الحوثيين"، ووصف تمدد الحوثيين بتواطؤ ودعم علي صالح بـ"الانتفاشة"، وأبدى رفضه للخطوات الانقلابية من قبل الحوثيين وحليفهم حينها الرئيس السابق علي صالح، وكان يدعو للحل السلمي للأزمة.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن