قصة المرأة «الأرملة» التي خدعت الجميع ومثلت دور الضحية والقضاء يكشف الحقيقة

الأربعاء 08 إبريل-نيسان 2020 الساعة 03 مساءً / مأرب برس- خاص
عدد القراءات 11380

وقع العشرات من الناشطين والاعلاميين بمحافظة تعز اليمنية، في فخ احد ناهبي الاراضي، الذي استغل ظروف امراة ارملة واستخدمتها لخداع وتظليل الراي العام، ولكسب التضامن.

وفي تفاصيل القصة ، عبر ناشطون واعلاميون بتعز عن تضامنهم مع امراة كبيرة قيل انها ارملة ، هدم القضاء منزلها، وهكذا بدت القصة ، غير ان الحقيقة كانت عكس ذلك.

وبحسب ما رصده مأرب برس خلال الايام الماضية ، فقد تداول الناشطين،على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الصور لتلك المرأة وهي جالسة، تبكي على انقاض منزل صغير تمت ازالته بأمر من المحكمة.

ولم يكتفي الناشطون بالتضامن مع المرأة ،قبل التأكد من الحقيقة، بل ذهب بعضهم لتخوين القاضي الذي اصدر الحكم والتحريض ضده، وضد مؤسسات القضاء ، ومنهم من ذهب الى ابعد من ذلك وتجاوز استهداف القضاء ، الى اتهام اطراف سياسية محددة في تعز بالوقوف خلف ما وصفوها بالجريمة التي ارتكبت بحق المرأة واطفالها الايتام.

لكن الحقيقة كانت مختلفة ، فتلك المرأة قامت بدور الضحية ، واستغلها احد متنفذي الاراضي بتعز ، وظهرت على انها صاحبة ذلك المنزل الذي تم هدمه، وهذا غير صحيح.

*التقرير النهائي

ولتوضيح الحقيقة ،اصدر رئيس محكمة إستئناف تعز القاضي احمد عبدالغفار الحمودي ، امس الثلاثاء ٧ ابريل ٢٠٢٠م، تقريره النهائي في قضية إزالة المنزل الذي اثار ضجة إعلامية عقب نشر صور وفيديوهات لإمرأة تدعي انها أرملة وتم هدم منزلها وتشريدها هي واطفالها الايتام .

وقال رئيس محكمة إستئناف تعز القاضي احمد الحمودي في مؤتمر صحفي ، انه بسبب تناول الرأي العام موضوع إزالة البيت محل هذا التقرير بإستفاضة واسعة واهتمام كبير على نحو اصبح معه الموضوع الرئيسي في صفحات التواصل الإجتماعي ومحط إهتمام الحقوقين وكثير من الكتاب والإعلاميين في الداخل والخارج ،وحيث قامت بعض الفضائيات المحلية والخارجية بتخصيص مساحه لهذا الموضوع في برامجها الإخبارية، لذلك وجدنا من الاهمية بمكان إعداد هذا التقرير حتى تتجلى الحقيقة للراي العام .

واضاف رئيس إستئناف تعز ، أنه بعد الإطلاع على ملف القضية وعلى كافة الوثائق والتقارير المرفقة ، وبعد الانتقال والمعاينه لموقع الإزالة واخذ اقوال الأرملة ورد حميد محمد قحطان ، واخذ اقوال علي سيف مفرح ، واخذ اقوال عاقل الحاره الاصلي ، واخذ اقوال بعض الشهود ،واخذ اقوال المستأجر للبناء الذي تم إزالته ، واخذ إفادة عاقل حارة بازرعة -المطار القديم-عامرسعيد مقطوف الحضرمي ، فقد اتضح جلياً وبما لايدع مجالاً للشك الآتي :

١/ تبين أن قرار الإزالة بني على إجراءات سليمة ومتفقة مع احكام الشرع والقانون ، وان الإزالة تمت على المنزل محل القرار .

٢/ تبين ان المرأة ( الأرملة ) ورد حميد محمد قحطان لاعلاقة لها بالمنزل الذي تم إزالته لا من قريب ولامن بعيد ، ولاعلاقة لها بالارضية محل النزاع ، وان الذي قام ببناء المنزل هو علي سيف علي مفرح ، احد اطراف النزاع المعروض امام المحكمة ، وانه هو من قام بتاجيره للمستأجر عبدالحميد سعيد عبدالسلام الشرعبي، وهو من استلم الايجار .

٣/ ان علي سيف علي مفرح قام ببناء ذلك المنزل ليلاً اثناء الخصومه المعروضه امام المحكمة رغم تعهده والتزامه امام المحكمة بعدم اي استحداث في الارض محل النزاع .

٤/ أن المستأجر المذكور هو من كان يسكن في ذلك المنزل هو وعائلته ، وان الأرملة لم تسكن في ذلك المنزل نهائياً ، وان المستأجر لايعرفها نهائيا ، وحضرت بعد الإزالة.

٥/ تبين أن الأرملة ساكنة في فرزة الحديدة جوار بازرعة، ولديها بيت ملك مكون من طابق مسلح ، وبيت آخر شعبي جوار البيت المسلح ، وان البيتين ملك خالص لها هي واولادها .

٦/ ان المدعو ياسين صلاح الشرعبي الذي ظهر في احد الفيديوهات مفيدا بانه عاقل المنطقة التي تقع فيها الارضية محل النزاع، بانه انتحل صفة عاقل ، وانه ليس عاقل تلك الحارة ،وليس عاقلاً لاي حارة ، وانه كان عاقلاً قديماً لحارة غزة في الدحي وتم سحب الختم منه سابقاً على اثر مخالفات وشكاوي من الاهالي. 

ودعا رئيس محكمة إستئناف تعز القاضي الحمودي في نهاية تقريره ، جميع الإعلاميين والناشطين والكتاب والحقوقين والمهتمين بالقضايا الانسانية ، ان يتحروا المصداقية فيما ينشروه ، وان يكون نقدهم نقداً بناءً

 وموضوعياً بعيداً عن الشخصنة والإساءة للاخرين.