آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

جامع الجند في تعز اليمن... حيث بركت ناقة معاذ بن جبل

الأحد 06 سبتمبر-أيلول 2009 الساعة 05 صباحاً / تعز-مأرب برس:
عدد القراءات 24172

  تعرض جامع الجند الذي بناه الصحابي الجليل معاذ ابن جبل لحريق هائل في عام 543هـ عند مهاجمة المهدي بن علي للجند, وتصدى السلطان سيف الإسلام في عام 603 هـ لإعادة إعماره, وحتى أعاده حسين بن سلامة وجدده الفاطميين, وأعاد تجديده عام 626هـ آخر ملوك بني أيوب باليمن.

يقول المؤرخون أن الصحابي الجليل-معاذ بن جبل بناه في مخلف الجند- المدينة اليمنية القديمة الواقعة إلى الشمال الشرقي من تعز, وذلك حينما بعثه الرسول إلى اليمن في العام السادس للهجرة ليعلّم أهل اليمن القرآن الكريم وأحكام الشريعة الإسلامية, وجاء بناء الجامع الذي يعد من أول المساجد الإسلامية التي بنيت في اليمن بعهد الرسول- بعد نزل معاذ في مدينة صعدة أولاً, وأمر أهلها ببناء مسجد هناك, وقبل أن يودعهم متجها إلى صنعاء للاجتماع بأهلها, ومن ثم توجه إلى الجند ، وحيث بركت ناقته بنى مسجده الذي أسماه بإسم المدينة "الجند", ولذلك فهو- حسب الروايات التاريخية- يعد ثاني مساجد اليمن في صدر الإسلام بعد مسجد صعدة.

ويذكر المؤرخ ابن المجاور في كتابه صفة بلاد اليمن أن بناء هذا الجامع قد أعيد على يد القائد الحسين بن سلامة ، ثم جدده الأمير المفضل بن أبي البركات بن الوليد سنة 408 هـ أي في عهد الدولة الصليحية التي كانت على صلات وثيقة مع الدولة الفاطمية لعلة الانحياز المشترك لمنصب الشيعة الإسماعيلية ، وقد تناولت تجديدات الأمير الصليحي البناء بالحجر المنقوش واللبن المربع.

ولكن هذا الجامع التاريخي- تعرض لحريق هائل في عام 543هـ عندما هاجم المهدي بن علي صاحب زبيد الجند وحاصرها, متسببا في قتل العديد من أهل المدينة رمياً في بئر المسجد. وتصدى لعمارته فيما بعد السلطان سيف الإسلام طغت كين بن أيوب في سنة 603 هـ (1206م) وشملت أعماله زخرفة الجامع بالجص وتزيين السقف باللازورد وماء الذهب وتجديد الأروقة في الأضلاع الشرقية والغربية والجنوبية.

وفي عام 626هـ (1228م) أمر الملك المسعود آخر ملوك بني أيوب في اليمن بهدم أعمال طغتكين السابقة وإعادة تجديد الجامع ، على الرغم من مرور البلاد في عهده بضائقة اقتصادية.

وواصل سلاطين بني رسول عناية حكام الجند بهذا المسجد القديم وكانت أهم الأعمال المعمارية في دولتهم تلك التي أمر بها السلطان الأشرف بن إسماعيل في عام 793هـ (1390م) وذلك في إطار عمارة كبيرة شملت سور المدينة.

ونتيجة لتتابع أعمال الترميم والتجديد ، فإن هيئة جامع الجند تبدو مختلفة كلياً عن الأصل القديم ، حيث يشغل الجامع اليوم مساحة مستطيلة (حوالي 4365 مترا مربعا) ويتكون تخطيطه من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربع ظلات للصلاة ، أعمقها ظلة القبلة ، وتطل هذه الظلات على الصحن ببائكات تتوجها بأعلى الجدران شرافات مسننة متجاورة تشابه ما كان سائدا في عمارة المماليك في مصر والشام.

وتبلغ مساحة ظلة القبلة حوالي 1542 من الأمتار المربعة ، وهي تتألف من أربعة أروقة بواسطة أربع بائكات بكل منها أعمدة مستديرة تقوم على قواعد مربعة ، وتحمل هذه الأعمدة عقوداً مدببة ، وبهذه الظلة ما يشبه المجاز القاطع الذي تسير عقوده باتجاه عمودي على جدار القبلة.

والجند إسم مدينة يمنية صغيره إلى الشمال الشرقي من محافظة تعز, تنسب تسميتها- حسب المؤرخين- إلي جند بن شهرات بطن من المعافر ، وكانت الجند من أهم المخاليف في اليمن ، إذ كانت أحد أقسامها الثلاثة وهي الجند أعظمها وصنعاء ومخاليفها أوسطها وحضرموت ومخاليفها أدناها.

وفي هذه المدينة الصغيرة يقع الجامع الذي يعتبر من المساجد الأولى التي بنيت في اليمن بصدر الإسلام وبالتحديد في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، حيث بعث بمعاذ بن جبل إلى اليمن في العام السادس للهجرة ليعلّم أهل البلاد القرآن الكريم وأحكام الشريعة الإسلامية, فكان المسجد أول مراكز دعوته لليمنيين إلى الإسلام, وأول محطات انتشار الإسلام في اليمن.

وحسب الروايات التاريخية ، فإن معاذ بن جبل نزل أولاً مدينة صعدة وأمر أهلها ببناء مسجد ثم ودعهم وذهب إلى صنعاء واجتمع بأهلها ثم توجه إلى الجند ، وحيث بركت ناقته بنى مسجد الجند ، فهو بذلك ثاني مساجد اليمن بعد مسجد صعدة.

وهذا المسجد العتيق شأنه في ذلك شأن مساجد اليمن الأولى لم يبق من عمارته الأصلية إلا الرقعة الصغيرة التي كان يشغلها المسجد وقد أدخلت في مساحته الحالية.

ويؤدي المجاز القاطع إلى محراب الجامع الذي يتوسط جدار القبلة وهو من النوع المجوف ويعلوه عقد مدبب محمول على عمودين ويحيط بطاقية المحراب عقد آخر. ويمتاز المحراب بنقوشه التي تحوي آيات من القرآن الكريم والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إضافة إلى نص تأسيس يمتد علي جانبي المحراب ، ونصه فرغ من عمل هذا المحراب المعبد الفقير إلى رحمة الله عبد الله بن أبي الفتوح في شهر رجب سنة ثماني عشرة وستمائة ، صلى الله على محمد وآله ورضي عن الصحابة أجمعين .

وإلى الشرق من هذا المحراب يوجد محراب آخر أقدم منه وينسب إلى معاذ بن جبل ، وقد جاء خلواً من الزخارف والكتابات على خلاف سابقه.

وبرواق القبلة منبر خشبي قديم يعود إلى نهاية القرن السادس الهجري (12م) طبقاً للكتابات المسجلة عليه وهي تحوي اسم النجار النظام بن حسين واسم الأمير الذي أمر بعمله وهو الحسن بن علي بن حسن العنسي. وقد جرت العادة في بلاد اليمن منذ تأسيس هذا المسجد على إقامة الصلاة به في أول جمعة من شهر رجب احتفالاً بأول جمعة أقيمت باليمن في هذا الشهر الكريم.