آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

المعارضة تنتحر للفوز بالرئاسة مقابل انعدام المقابل والحزب الحاكم يستميت للإبقاء عليها بيده

الثلاثاء 05 سبتمبر-أيلول 2006 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس / خالد الحمادي
عدد القراءات 2533

يزداد المشهد الانتخابي اليمني سخونة يوما بعد يوم مع اقتراب ساعة الصفر نحو يوم الاقتراع للانتخابات الرئاسية والمحلية المزمع إجراؤها متزامنة في 20 أيلول (سبتمبر) الجاري، وإن كان التنافس والصراع قائما علي أشده بين حزب السلطة وتكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض علي كرسي الرئاسة.

فكلما مرّ يوم، شهد مفاجآت انتخابية جديدة، من قبل طرفي السلطة والمعارضة، بشأن المنافسة علي المقعد الرئاسي الذي يشهد لأول مرة منافسة ساخنة، بغض النظر عن اختلال التوازن بين إمكانيات الطرفين، حيث يراهن حزب المؤتمر الحاكم علي إمكانيات الدولة وقدراتها، يراهن تكتل المعارضة علي رصيده الجماهيري وما خلقته السلطة من عداوات في الشارع اليمني لنظامها ولسياستها الاقتصادية تحديدا.

المفاجآت اليومية تتمثل أغلبها في انفلات زمام الأمور أثناء الحملات الدعائية، واستخدام جميع الطرق والوسائل لمحاولة ضرب الطرف الآخر في العظم وإنزال ضربة قاضية عليه، للإجهاز علي قواه وإحراز فوز انتخابي في الانتخابات الرئاسية مهما كلفه ذلك من ثمن.

كل أخلاقيات التنافس الانتخابي تقريبا انتهت وبدأ كل طرف يوجه ضربات موجعة نحو الآخر بشتي الوسائل والطرق، ضمن حملاته الانتخابية، ووصل الأمر الي درجة المواجهات الدامية في محافظة الجوف الأكثر قبلية، التي شهدت حتي الآن حادثتي اقتتال ذهب ضحيتهما العديد من القتلي والجرحي، بالإضافة الي وفاة اثنين من أقرباء مرشحي الرئاسة في ظروف غامضة، علي الرغم من بعد المسافة من يوم الاقتراع، الذي يُخشي أن يكون أكثر دموية من الانتخابات السابقة، نظرا لحدة المواجهة الانتخابية الحالية.

حزب المؤتمر الحاكم استخدم سياسة فرق تسد بين القبائل وداخل صفوف الأحزاب المعارضة منذ وقت مبكر، وقام بشراء ولاءات حزبية وقبلية ووجاهات وشخصيات مؤثرة في المجتمع اليمني، بما فيها داخل تكتل الأحزاب المعارضة التي تنافسه بقوة.

كسب لصفّه، ولاء أكبر شخصية مؤثرة في المجتمع اليمني وهو الزعيم الديني الشيخ عبد المجيد الزنداني، رئيس مجلس الشوري اللجنة المركزية لحزب الإصلاح، أكبر أحزاب تكتل اللقاء المشترك المعارض، والذي يرأس جامعة الإيمان الدينية، وهو وجامعته يقعون تحت طائلة الاتهامات الأمريكية، بدعم وإيواء الإرهاب.

حيث قام الرئيس علي عبد الله صالح الشهر الماضي بحضور حفل تخرج دفع من طلاب جامعة الإيمان، وتمويل بعض مشاريع الجامعة بمبالغ كبيرة ووعود باستكمال البنية التحية الأساسية لحرم جامعة الإيمان، علاوة علي ذلك ان مجرد حضور صالح حفل تخرج طلابها أزاح عن كاهل الزنداني التهم الأمريكية ـ ولو من الطرف اليمني ـ ضده وضد جامعته.

صالح هدف من هذا التقارب مع الزنداني مؤخرا لكسب ولائه أو علي الأقل إبعاده عن المعركة الانتخابية، بتحييد موقفه ونشاطه الخطابي الأكثر تأثيرا في الأوساط الشعبية والإسلامية تحديدا، خشية استخدامه من قبل حزبه ذي التوجه الإسلامي التجمع اليمني للإصلاح لتحريض الشارع اليمني ضد صالح خلال الحملات الانتخابية للرئاسة، التي يتنافس فيها الرئيس علي عبد الله صالح كمرشح للحزب الحاكم مع المهندس فيصل بن شملان، مرشح تكتل اللقاء المشترك المعارض الذي يضم خمسة أحزاب معارضة رئيسية في مقدمتهم حزب الإصلاح، والاشتراكي اليمني، والوحدوي الناصري.

وتمكن الحزب الحاكم كذلك من كسب ولاء التيارات السلفية في البلاد، علي الرغم من موقفها المعادي للنهج الديمقراطي، مقابل منحها العديد من الامتيازات والتسهيلات المستقبلية، والتي يهدف الحاكم الي تقويتها في الوقت الحالي لسحب البساط ولو قليلا من تحت أقدام حركة الإخوان المسلمين التي تعمل تحت لافتة حزب الإصلاح .

ولقد تفاجأ الوسط السياسي اليمني عند ما قدّم الحزب الحاكم أحد أقطاب السلفية الجدد الشيخ أبو الحسن المصري لإلقاء كلمة العلماء في المهرجان الخطابي للرئيس المرشح صالح في محافظة مأرب، علي الرغم من عداء الرجل المعلن للديمقراطية وما زاد الطين بلّة أنه أعلن في كلمته فتوي صريحة بـ عدم جواز منافسة ولي الأمر ومضمونها ينسف عدم جواز إجراء الانتخابات الرئاسية والنهج الديمقراطي وكذا مبدأ التداول السلمي للسلطة.

الخطاب الانتخابي بشكل عام خلال الحملة الانتخابية للرئيس المرشح صالح تضمنت لغة أكثر حدية من أي وقت مضي ضد تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض وضد مرشحه فيصل بن شملان، الذي أصبح محل تندّر وسخرية من قبل قيادات وأقطاب الحزب الحاكم.

وتردد في نطاق ضيق أن حزب المؤتمر الحاكم استخدم أساليب جديدة في كسب ولاءات أفراد الجيش والأمن من خلال تكليف الشخصيات المؤثرة في كافة هذه الأجهزة بتفعيل نشاطهم وتواصلهم مع أفراد هذه القوات لـ إقناعهم بضرورة التصويت لصالح مرشح الحزب الحاكم والابتعاد تماما عن الأسلوب القديم باستخدام الأوامر العسكرية لإجبارهم علي التصويت لصالحه، التي أثبتت مرارا عدم جدواها.

علاوة علي ذلك ان الحزب الحاكم، وفقا للعديد من المصادر، استعان برئيس الحملة الانتخابية للرئيس الفرنسي جاك شيراك لإدارة الحملة الانتخابية الرئاسية، الذي وصل صنعاء قبل نحو ثلاثة أشهر، وكذا بطاقم أمني مصري رفيع المستوي الذي وصل صنعاء الشهر الماضي للاستفادة من (التجربة المصرية) في الانتخابات الرئاسية.

وبمقابل استماتة الحزب الحاكم في الفوز بالانتخابات الرئاسية انتحر تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض وبالذات الإسلاميون من أجل تحقيق هذا الفوز، ولو انتزاعه من بين أنياب الأسود ، علي حد تعبير الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر، عقب الانتخابات النيابية عام 1997.

فلقد دخل الإسلاميون المعارضون، ممثلين بحزب الإصلاح وبمعية حلفائهم في تكتل اللقاء المشترك، الانتخابات الرئاسية بكامل ثقلهم السياسي، لإعلان تحدّ صريح لنظام الرئيس صالح وليضعوا بذلك نهاية لـ التحالف الضمني معه الذي استمر منذ تولّيه السلطة وحتي موعد انعقاد هذه الانتخابات الرئاسية، التي يخشي الإسلاميون أن يعقبها تحوّل جذري في تعامل النظام مع حركتهم الواسعة في البلاد في حالة احتفاظ حزب المؤتمر الحاكم بمقعد الرئاسة، وبالتالي ينتحرون في الحصول علي هذا الفوز الذي يعتبرونه رهانا علي مستقبلهم السياسي.

ولقد تجاوزت اللغة الانتخابية التي استخدمها تكتل اللقاء المشترك المعارض وفي مقدمتهم الإسلاميون الدبلوماسية المعهودة عنهم والرصانة في الهجوم علي الآخر، حيث ظهرت صحيفة (العاصمة) التي يصدرها فرع حزب الإصلاح بالعاصمة صنعاء بعددها الأخير بلغة (انتحارية) ضد الرئيس صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، ووصفته بأبيات من الشعر:

يا مؤتمر غلطان من سمّاك عام وأنت خصوصي للسرق والمفسدين

سرنا وضحينا نزيل حكم الإمام وأنتم نهبتونا علي مر السنين .

علاوة علي أن هذا العدد تضمن بيانين سياسيين هما الأكثر إثارة وانتحارية، الأول بعنوان بيان رئاسي رقم واحد، من الرئيس فيصل بن شملان وهو بيان افتراضي يصف الوضع بعد فوز بن شملان في الانتخابات الرئاسية، والذي نسف فيه النظام الحالي بأقسي الصور ووصفه بالنظام البائد. كما كان البيان السياسي الافتراضي الآخر تحت عنوان بيان وداع للرئيس السابق علي عبد الله صالح والذي تضمن في طياته عبارات شديدة القسوة علي الرئيس صالح وعلي نظامه الذي حكم البلاد طيلة 28 عاما خلت.

وعلمت القدس العربي من مصدر مقرّب من حزب الإصلاح أن سبب إقدام الإسلاميين علي خطوة منافسة الرئيس صالح بشدة ومعارضة نظامه منذ وقت مبكر بتحالفهم مع كل خصوم الماضي جاء مقابل انعدام المقابل في تحالفهم الطويل مع النظام، وكذا مواجهتهم للكثير من الضربات الموجعة منه، في العديد من المراحل، لـ إبقائهم تحت السيطرة ومنع أية محاولة من قبلهم للخروج من القمقم.

وأوضح أن قرارهم بمنافسة الرئيس صالح هدف علي ما يبدو الي وضع حد لحالة المناورة السياسية الطويلة التي أرهقتهم دون نتائج إيجابية لصالحهم، كما أنهم يطمحون الي تحقيق هدفين رئيسيين في هذه الانتخابات وهي أهداف مشتركة مع بقية أحزاب المعارضة، تتركز حول وضع حد للترتيب لعملية توريث السلطة ، وكذا الحصول علي نصيب الأسد من مقاعد الانتخابات المحلية، مقابل اكتساحهم للانتخابات الرئاسية ودخولهم في مقايضة محتملة للمقاعد المحلية مقابل تسليم مقعد الرئاسة في حال فوزهم بذلك.

ويظل السباق اليمني نحو القصر الجمهوري والسعي نحو (الفوز) بمقعد الرئاسة مصدر قلق بالغ لكلا الطرفين، حزب السلطة وتكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض، لما يشكله من خسارة بالغة للحاكم في حال فقدانه موقع الرئاسة، ولما يعتبر انتحارا سياسيا في حال فشل المعارضة في ذلك، لاحتمال تأديبها أو الانتقام منها سياسيا عقب الانتخابات، لما قامت به من تفريغ كافة الاتهامات والتهم نحو الحزب الحاكم والرئيس صالح تحديدا.

ولا يخلو الطرفان من (حالة رعب) في حال حصلت مفاجأة انتخابية في الرئاسية، إذا حصلت المعجزة وفازت المعارضة بمقعد الرئاسة، للتوقعات باستحالة تسليم السلطة للفائز سلميا، لعدم تهيئة الظروف لذلك حتي الآن بعدم تجهيز المؤسسات الرسمية لمثل هذا الانتقال السلمي.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن