الرئيس : العناصر الإرهابية ينفذون إرادة خارجية لتصفية حسابات إقليمية وهذا أمر مرفوض وسنتصدى له بحزم

الثلاثاء 20 فبراير-شباط 2007 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس- متابعات
عدد القراءات 2724

كشف رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح أن التحقيقات التي أجريت مع بعض العناصر الإرهابية الذين تم اعتقالهم من " أتباع الحوثي " بأ نهم ينفذون إرادة الغير لتصفية حسابات إقليمية وخاصة لهذا الطرف أو ذاك وعلى حساب المصلحة الوطنية.

وأشار الرئيس إلى ما تقوم به تلك العناصر الإرهابية المأجورة من أعمال قتل وتخريب وإقلاق للأمن وإضرار بالتنمية تنفيذاً لمخططات خارجية تريد تصفية حساباتها الإقليمية مع أطراف أخرى على حساب المصلحة اليمنية.

وقال " إن هذا أمر مرفوض وسنتصدى له بحزم.

وأضاف "وتكشف إلى أي مدى هؤلاء جهلة وظلاميون تشربوا من أفكار إرهابية ضالة وعنصرية عفا عليها الدهر لا تؤمن بالديمقراطية والحرية وبحق الشعب في حكم نفسه بنفسه وهم عملاء باعوا أنفسهم للشيطان للأضرار بالوطن ومصالحه.

ولكن هيهات ان يتحقق لهم ذلك فالشعب بمختلف فئاته وفعاليته السياسية والاجتماعية وفي مقدمتهم العلماء سيكونون بالمرصاد لهؤلاء والى جانب القوات المسلحة والأمن من اجل الحفاظ على الأمن والاستقرار والطمأنينة والسلام الاجتماعي.

واطلع رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح أصحاب فضيلة العلماء امس من أعضاء جمعية علماء اليمن، على تطورات إحداث الفتنة في بعض مناطق صعدة واستعرض في حديثه الجهود والمحاولات التي بذلت من قبل الدولة من أجل احتواء تلك الفتنة التي أشعلتها العناصر الإرهابية منذ أن بدأت في عام 2004م من قبل الإرهابي الصريع حسين بدر الدين الحوثي وذلك من خلال إصدار قرار العفو العام وإطلاق سراح المتورطين الذين تم اعتقالهم على ذمة تلك الفتنة بالإضافة إلى تعويض المتضررين وتنفيذ مشاريع التنمية والأعمار لإزالة آثار الفتنة

وقال رئيس الجمهورية خلال لقاءه امس مع أصحاب الفضيلة العلماء من أعضاء جمعية علماء اليمن " بالإضافة إلى إعطاء العناصر الإرهابية الفرصة تلو الفرصة من أجل عودة المتسببين والمغرر بهم إلى جادة الحق والصواب والكف عن غيهم وضلالهم وآخرها ما صدر من قرارات لمجلس الدفاع الوطني والمؤسسات الدستورية من أجل إنهاء الفتنة والمتضمنة مطالبة تلك العناصر الإرهابية بالاستفادة من قرار العفو العام وتسليم أنفسهم للدولة والنزول من المواقع التي يتحصنون فيها في الجبال والعودة إلى منازلهم وقراهم آمنين مطمأنين بالإضافة إلى تسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التي بحوزتهم إلى الدولة وإنهاء كافة المظاهر المسلحة.

كما أشار إلى أن تلك العناصر المارقة ظلت على ضلالها وغيها واستمرت في ممارسة أعمالها الإرهابية والتخريبية مستهدفين النيل من استقرار الوطن وأمنه والتفرقة بين أبناء الشعب اليمني الذي يرفض التفرقة والتطرف وكل أشكال التعصب العنصري والمذهبي والمناطقي وغيره لأنه شعب موحد ومتسامح يرفض التطرف والغلو وظل يتعايش مع بعضه البعض ومع الآخرين بسلام وأمان.

وقال الرئيس " إن على أصحاب الفضيلة العلماء والشخصيات الاجتماعية والسياسية دورا كبيرا في الإرشاد والتوعية بحقائق الأمور وبما يفوت الفرصة على الذين يحاولون إثارة الفتن والعصبية في المجتمع خدمة لأهداف ومخططات الآخرين وحساباتهم الخاصة وصدق رسول الله صلى عليه وعلى آله وسلم القائل " الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها" .. مشيرا إلى ما ترتكبه تلك العناصر الإرهابية العميلة من أعمال إجرامية ضد المواطنين الأبرياء وهم في مساكنهم والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن وهم في مواقعهم وذلك خروجا على النظام والقانون.

وقال :" إن ما يجري هو عمل تخريبي من عناصر ظلامية تهدف إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء عبر الانقلاب على النظام الجمهوري ومكاسب الثورة التي قدم في سبيلها أبناء الشعب اليمني وقواته المسلحة والأمن أغلى التضحيات.. معتبرا حدوث ذلك أمرا خطيرا خاصة بعد مضي 45 عاماً من قيام الثورة المباركة.

وأضاف :" ولهذا نحن نضع أمامكم حقيقة هذه الشرذمة حتى تضطلعوا بمسؤليتكم في الوقوف في وجه أهدافها وتنوير الشباب والمجتمع بالنوايا السيئة والشريرة التي يضمرونها للدين والوطن والثورة والوحدة الوطنية .

وأضاف فخامة رئيس الجمهورية " إن بلدنا بلد ديمقراطي, الجميع فيه أحرار وشعبنا مناضل ضد الاستبداد والظلم والعبودية والكهنوت وناضل من أجل أن ينال حريته وهو يرفض من يدعي الوصاية عليه وتحت أي مسمى أومن يحاول ان يفرض رأيه أو أفكاره على الآخرين بالقوة والعنف أومن يحاول تضليله بالأكاذيب والخزعبلات ، فالشعب واع وهو يدرك حقيقة هؤلاء الإرهابيين الضالين الذين يريدون إشعال الفتن والعودة إلى عهود الظلام والجهل والتخلف".

وقال الرئيس ان دوركم كعلماء ومرشدين هو توعية المواطنين و في المقدمة الشباب بحقائق الدين الحنيف الذي ينبذ الغلو والتطرف والتعصب ويدعو للتسامح والاعتدال والتعايش بسلام مع الآخرين.

وتابع فخامته قائلا : ليس بيننا من يدعو لعصبية .. أو يثير الفتنة والنعرات الجاهلية، وعليكم كلعماء الدعوة للإخاء والمحبة وتعزيز الوحدة الوطنية والتلاحم والتكاتف والتعريف بحقائق الدين وجوهره السامي النبيل .

وقال "نحن شعب واحد لايفرقنا مفرق أبداً، ويرفض أي نعرة من النعرات التي يحاول أن يثيرها بعض مثيري الفتن وتحت أي مسمى كان .. فلقد قدمنا انهاراً من الدم من أجل ثورتنا ووحدتنا ومستعدون ان نقدم المزيد من التضحيات من أجل ترسيخ قواعد الأمن والاستقرار والطمأنينة والدفاع عن وحدتنا الوطنية.

وأكد الرئيس على أهمية هذا الاجتماع لجمعية علماء اليمن في تدارس الأمر من كل جوانبه وإبداء النصح والمشورة لكل من غرر بهم في تلك الفتنة للعودة إلى جادة الصواب وتجنيب أنفسهم التهلكة والتحرر من تلك الأفكار الضالة التي تم تعبئتهم بها للإضرار بوطنهم وشعبهم.

منوهاً بما حققته بلادنا من انجاز فكري وتشريعي كبير متمثل في تقنين إحكام الشريعة الإسلامية الذي هو مبعث فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب اليمني.. وحيث أخذ بالأرجح من كل المذاهب الإسلامية وهو اليوم يمثل مرجعية مهمة في العديد من البلدان الإسلامية .

وقال ان ذلك يعكس ما يتمتع به علماؤنا من الوعي والاستنارة والقدرة والكفاءة والتسامح والانفتاح والاعتدال وعدم التعصب .

وقال الرئيس ان هذا الاجتماع يأتي امتداداً لسلسلة اللقاءات التي تمت مع المؤسسات الدستورية سواء مجلس النواب أو الشورى أو مع الأحزاب والتنظيمات السياسية والفعاليات الأخرى لاطلاعها على تطورات أحداث الفتنة ولكي تتحمل مسؤليتها الدينية والوطنية إزائها.. وعلى العلماء ان تتشابك ايديهم مع بعض وتتوحد جهودهم من اجل ان يكون لهم دورهم الفعال للتصدي لكل الأفكار الضالة والمنحرفة ودعوة الناس إلى كل ما يوحد الصف ويمتن الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة والخلاف والتعصب العنصري أو المذهبي أو السلالي أو المناطقي وغيره وتضافر الجهود من اجل البناء والتنمية وتحقيق التقدم في الوطن.. وان يضع الجميع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ، فالوطن للجميع وهو مسئولية الجميع .

متمنياً الخروج من هذا اللقاء بالآراء والنصائح السديدة التي يمكن الاسترشاد بها والاستفادة منها ولكل ما فيه خدمة الدين والوطن.

هذا وقد اطلع علي محمد الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس جهاز الأمن القومي الأخوة العلماء على تقرير لجهاز الأمن القومي حول أحداث الفتنة في بعض مناطق صعدة وتطوراتها والجهود التي بذلت لاحتوائها.. بالإضافة إلى استعراض بعض الأدلة والوثائق التي تكشف أبعاد تلك الفتنة وأهداف مشعليها ومن يقفون ورائهم ومراميهم ..موضحاً الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل الأجهزة المعنية في الدولة من أجل انهاء الفتنة وقطع دابر مشعليها في إطار ما اتخذته المؤسسات الدستورية من قرارات بهذا الشأن .