في عملية عسكرية وصفت بـ «الضربة القاضية» لإخماد التمرد قبيل احتفالات اليمن بعيد الوحدة

الأربعاء 16 مايو 2007 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس ـ أبوبكر ناجي
عدد القراءات 4672

فصل دموي هو الأعنف من نوعه تعيشه محافظة صعدة اليمنية حيث تدور مواجهات بين قوات الجيش وأنصار الزعيم الديني بدر الدين الحوثي المتهم ونجليه بقيادة تمرد مسلح، تتصدره مشاهد عنيفة لمواجهات مباشرة وحرب شوارع مندلعة في عشرات القرى التي أكد سكان محليون أنها تتعرض منذ يومين لقصف صاروخي ومدفعي مكثف على مدار الساعة. وتندلع أعنف المواجهات بين الجيش والحوثيين (استمرت حتى فجر الثلاثاء) في قرى مديريات سحار، الصفراء، مجز، رازح، غمر وكتاف وفي مدينة ضحيان بعدما حركت قيادة الجيش معظم وحداتها العسكرية في وقت واحد إلى هذه المناطق في عملية عسكرية وصفت بـ «الضربة القاضية» لإخماد التمرد قبيل احتفالات اليمن بالعيد الوطني السابع عشر للوحدة اليمنية في 22 الجار ي. وأكد شهود أن قوات الجيش نشرت آلافا من الجنود لمحاصرة المناطق التي تتقدم فيها القوات الحكومية لمنع الإمداد عن الحوثيين ومنعهم من الهرب سعيا إلى استسلامهم من دون قتال. وقالت مصادر محلية إن جولة المواجهات الأخيرة منذ مطلع الأسبوع الجاري تعد الأعنف من حيث عديد الضحايا من الجنود والحوثيين من غير ايراد أرقام بشأن الضحايا لكن مصادر طبية قدرت عدد الضحايا الواصلين إلى المستشفيات من الجنود بأكثر من الـ 120 قتيلا و قدرت مصادر مستقلة عدد ضحايا الحوثيين بالعشرات. وقال مسؤولون محليون إن 16 جنديا على الأقل و10 من أنصار الحوثي قتلوا أمس الأول غداة هجمات نفذها الحوثيون على مواقع عسكرية في سحار ونشور والعمشية فيما تمكنت قوات الجيش من صد هجمات أخرى استهدفت مواقع عسكرية في الصفراء وقتلت عددا منهم. كما قتل عدد آخر من الحوثيين فجر أمس في مواجهات مع الحوثيين بمديرية آل الصيفي التي قالت مصادر عسكرية ان كثيرا من المسلحين انسحبوا منها نهارا إلى منطقة النقعة الجبلية بعد هجمات عنيفة للجيش «سقطت فيها معظم تحصيناتهم». كذلك قتل عدد غير محدود من الجنود والحوثيين في اشتباكات مندلعة منذ ليل الاثنين في مدينة ضحيان وفي محيط مدينة القلعة مركز مديرية رازح الحدودية بعد استيلاء الجيش على المناطق المحيطة لها. وفيما لا تزال السلطات اليمنية تفرض حصارا على مناطق القتال قالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش استعادت في اليومين الماضيين مناطق كثيرة كان «الإرهابيون» يسيطرون عليها إلى خوضها مواجهات مباشرة مع الحوثيين الذين كثفوا من هجماتهم على مقرات ومعسكرات الجيش فضلا عن محاولاتهم التسلل إلى خارج المحافظة عبر مرتفعات العمشية التي تعتبر المدخل الرئيسي الوحيد للمحافظة وتقع إلى الجنوب من صعدة. وقال شهود إن قصفا كثيفا بالمدفعية والطيران الحربي سمع ليل الاثنين واستمر صباح الثلاثاء في مناطق سحار، ضحيان، رازح، غمر وضحيان وأكدوا أن العديد من عربات الإسعاف شوهدت تنقل الضحايا إلى مدينة صعدة. وتقول السلطات المحلية في صعدة إن قوات الجيش سيطرت خلال الأيام الماضية على مواقع استراتيجية كانت تحت سيطرة الحوثيين في منطقة النظير وجبلي غرابة وشوابة ووادي مشرقة بعد مواجهات عنيفة سقط فيها العشرات بين قتيل وجريح.

كذلك استولت قوات الجيش والمتطوعين على مركز مديرية قطابر ومناطق في آل الصيفي التي كانت تحت سيطرة الحوثيين فيما لا تزال المعارك دائرة في عدد من القرى القريبة من منطقة القلعة التي يسيطر عليها أنصار الحوثي بمديرية رازح وفي مناطق من مديرية باقم. فيما واصلت وحدات من الجيش حملة تنظيف واسعة في أرجاء منطقة النظير وسط مواجهات متقطعة بين الجيش وقناصة الحوثي. وشهدت المحافظة وصول تعزيزات عسكرية متنوعة من العاصمة والمحافظات كما بدأت السلطات المحلية حملة واسعة لحض السكان والموظفين على التبرع بالدم لدعم المجهود الحربي.

عن / اليوم