قال أن قيادات القاعدة في اليمن وخلاياها أصبحت مخترقة من قبل أجهزة الأمن ومن الصعب على مثل تلك القيادات الترتيب لعمليات هجومية كتلك التي تمت في مأرب مؤخرا

الأحد 08 يوليو-تموز 2007 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس ـ وكالات
عدد القراءات 3811

أفاد تقرير صحفي امس نقلا عن أحد الجيران السابقين لناصر الوحيشي الذي أعلن نفسه مؤخرا أميرا جديدا لتنظيم القاعدة في اليمن بأن الوحيشي مصاب بمرض الصرع وأن اليمن تسلمه من إيران قبل أن يفر من سجن الأمن السياسي بصنعاء ضمن 23 عنصرا من عناصر القاعدة في شباط 2006.

وقال الكاتب اليمني موسى النمراني في تصريح لصحيفة الشرق الأوسط ''لقد ربطتني بالوحيشي صلة الجوار في أحد أحياء العاصمة صنعاء وأعرفه حق المعرفة، وأعرف أنه يعاني من الصرع''.

وكان الوحيشي الذي يستخدم أيضا كنية أبو هريرة الصنعاني أعلن في تسجيل استمر 20 دقيقة بثته منتديات إسلامية على الانترنت أنه عين أميرا للقاعدة في اليمن.

وشكك النمراني في قدرات الوحيشي على قيادة فرع تنظيم القاعدة باليمن قائلا ''إن قيادات القاعدة في اليمن وخلاياها أصبحت مخترقة من قبل أجهزة الأمن اليمنية، ومن الصعب على مثل تلك القيادات الترتيب لعمليات هجومية كتلك التي تمت في مأرب مؤخرا وراح ضحيتها سبعة سياح أسبان ويمنيان''.

ورجح النمراني أن يكون منفذو الهجوم الأخير في مأرب من القيادات الشابة غير المعروفة لتنظيم القاعدة في اليمن التي ترفض مهادنة الحكومة. ولم يستبعد النمراني أن يكون هناك انقسام قد وقع في صفوف الجماعات المتشددة في اليمن الأمر الذي نجم عنه تنفيذ عملية مأرب.

من جهة ثانية كشفت أجهزة الأمن اليمنية هوية الشخص الذي قتلته الشرطة عند محاولتها اعتقاله أثناء دهم منزله في إحدى البنايات السكنية في الحي الغربي للعاصمة فجر الخميس.

وقالت انه مصري الجنسية ويدعى أحمد بسيوني أحمد دويدار، ويكنى بـ ''أبو اسماعيل'' وهو مطلوب من السطات المصرية لانتمائه الى جماعة الجهاد في قضية ''العائدون من البانيا''، ومحكوم عليه بالسجن 15 عاماً وله علاقات فاعلة مع تنظيم القاعدة في العراق ومصر وسوريا واليمن.

وذكرت صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر امس أن السلطات الأمنية اليمنية اتهمت دويدار بالمسؤولية عن هجوم مأرب الانتحاري .

وتعتقد مصادر قريبة من التحقيقات في حادث مأرب بأن دويدار ''شارك في التخطيط للعملية الانتحارية التي راح ضحيتها السياح الاسبان،''.

في حين افادت مؤشرات اولية أن الهجوم لم يكن يستهدف قافلة السياح تحديداً، أو أي هدف متحرك، إنما إحدى المنشآت النفطية باعتبارها هدفاً ثابتاً لمثل هذه العمليات. ''ولما وجد الانتحاري نفسه أمام اجراءات أمنية مشددة حول المنشآت النفطية في مأرب، اتجه بحمولة سيارته الى معبد بلقيس وهاجم السيارات السياحية''.

وكان دويدار استخدم قنابل يدوية هجومية في صد رجال الشرطة ومنعهم من اعتقاله ودهم شقته، ما أسفر عن اصابة ضابط أمن وأربعة جنود بجروح متفاوتة قبل أن تطلق دوريات الشرطة النار عليه وتقتله.

وقالت الشرطة اليمنية إنها وجدت داخل شقة دويدار جواز سفر مصرياً مزوراً، باسم أحمد مصطفى عبد الواحد، بالإضافة الى كميات كبيرة من الوثائق والشهادات ''الرسمية'' المزورة وجوازات سفر مليئة ببيانات لأشخاص (مصريين) وأخرى لا تزال خالية من أي بيانات وجاهزة للاستخدام وأختام مزورة وأدوات ليستخدمها دويدار في تزوير الجوازات والشهادات والوثائق الرسمية، وكمية كبيرة من الاسطوانات المدمجة (سي. دي) تشيد بأعمال ''إرهابية'' نفذها تنظيم ''القاعدة''.

واعتبرت السلطات اليمنية دويدار من أهم وأخطر العناصر ''الإرهابية'' باعتباره قياديا خطيرا في القاعدة وناشطا في جماعة الجهاد المصرية.

وكان يتولى تسهيل أنشطة التنظيم في اليمن وعدد من الدول العربية وتجهيز وثائق وجوازات سفر مزورة وتأشيرات سفر أشخاص الى العراق والعودة إلى اليمن وعدد من الدول بينها سوريا ومصر ودول خليجية أخرى.

وأضافت أن دويدار كان ملاحقاً من أجهزة الأمن، وتم الحصول على معلومات استخباراتية مهمة عن هويته ومخبئه في صنعاء بعد هجوم مأرب الاثنين.

وقال مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية الدكتور هاني السباعي ان دويدار (50 عاماً) اتهم في العام 1998 في قضية ''العائدون من البانيا'' التي نظرت فيها محكمة عسكرية مصرية، وشملت 107 من قادة وعناصر جماعة الجهاد، على رأسهم زعيم الجماعة الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، وصدر في حق دويدار حكم بالسجن المؤبد وكان ترتيبه الرابع في لائحة الاتهام.

وكان دويدار عضواً في مجلس شورى جماعة الجهاد بعد التجديد للمجلس العام 1993 كما كان عضواً في اللجنة السياسية في التنظيم. وكان الظواهري اعاد تأسيس الجماعة في ذلك العام وتولى إمارتها بدلاً من الدكتور سيد إمام الشريف المعروف باسم الدكتور فضل.

وقال السباعي إن دويدار ترك مصر العام 1990 تقريباً الى دول عدة، من بينها باكستان، ثم انتقل الى السودان ثم الى اليمن وظل فيها حتى يوم مقتله الخميس الماضي ، مؤكداً أن الأصولي المصري كان اعتزل العمل الجماعي منذ وقت طويل خصوصاً بعد انتقال الظواهري الى أفغانستان.

ودويدار من سكان محافظات الوجه البحري في مصر وزوجته الاولى (أم أولاده الكبار) مصرية قبل ان يتزوج من أرملة الاصولي المصري عادل عوض ثم افترقا ليتزوج بعدها سيدة يمنية.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن