ثلاث أشرطة فيديو تُحدث طلاق سياسي بين حركتي فتح وحماس

الأحد 12 أغسطس-آب 2007 الساعة 02 مساءً / مأرب برس - فلسطين - رنده عود الطيب - خاص
عدد القراءات 9902

خلال الساعات القليلة الماضية دخلت الأزمة المتفاقمة بين حركتي حماس وفتحمنعطفا خطيرا يُنبأ بثبوت حالة الطلاق السياسي بين أكبر حركتين على الساحة الفلسطينية ، وظهر ذلك جليا بعد أن كشفت حركة حماس مساء أمس السبت "11/8" عن شريطي فيديوأحدهما يضم اعترافات أفراد بالأجهزة الأمنية الفلسطينية التابعين لحركة فتح شاركوا في محاولة فاشلة لاغتيال إسماعيل هنية ، حين كان يشغل رئاسة الحكومة الفلسطينية العاشرة "حكومة حماس" يوم 14-12-2006.

وفي هذا الهجوم قتل المرافق الشخصي لـ هنية " عبد الرحمن نصار " ، وأصيب نجله البكر " عبد السلام " برصاصة في الوجه، إضافة إلى إصابة المستشار السياسي لرئيس الوزراء " د.أحمد يوسف " برصاصة في يده؛ وهو ما أدى إلى بتر أحد أصابعه.

وبدأ شريط حماس بعرض شعار جناحها العسكري " كتائب القسام " ، ثم يظهر شاب يدلي باعترافات.. ويقول الشاب : إن اسمه " جهاد علي حسين " من سكان شمال قطاع غزة ، ويعمل ضمن حرس الرئيس عباس، وهو زميل لشخص يدعى "إبراهيم محمد خطاب ".. ويضيف " جهاد " أن " إبراهيم " أخبره أنهم يريدون منع هنية من دخول قطاع غزة بسبب الأموال التي جلبها معه.. لقد استنفروا الشباب وأرسلوا قوة على المعبر لاغتيال هنية أو منعه من الدخول حتى لا تصل الأموال لكتائب القسام، ويسيطروا على قطاع غزة" .. وأوضح الشاب "جهاد" أن المخطط كان يقضي بأن "يدخل هنية للمنطقة الفلسطينية، وبعد ذلك تحدث اشتباكات بين حرس الرئيس وحرس هنية، واشتبكوا وفشلت العملية".. وقال هذا الشاب : إن الحرس الرئاسي بعث "إبراهيم خطاب " لتلقي دورة في إيطاليا على كيفية القنص من داخل السيارة والاشتباكات".. وأوضح أن إبراهيم طلب منه المشاركة في عملية الاغتيال (اغتيال هنية)، إلا أن جهاد رد بالقول "لا دخل لي" .. ومما قاله الشاب " جهاد " في شريط حماس : " اجتمعوا بعدما فشل اغتيال إسماعيل هنية داخل المنتدى (مقر الرئيس عباس بغزة).. " الحاج مصباح وحموده نجاح وجمال أبو الفحم " ، وطبعا بالتنسيق مع دحلان ، اجتمعوا ليغتالوه بأي طريقة، إما بتفجير الموكب أو بإطلاق نار عن طريق وحدة التدخل في الحرس بقيادة أبو خميس السكسك.. أعطوا الأوامر لأبو خميس".

والشريط الثاني الذي بثته حماس يتكون من مقطعين حول ما قالت حماس إنها اعترافات لشخصين بشأن إطلاق النار على موكب الوفد الأمني المصري بقيادة " اللواء برهان حماد " في أثناء خروجه لمراقبة اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركتي حماس و فتح يوم 15-5-2007 ؛ وضم الموكب أيضاً ممثلين عن الحكومة والرئاسة وحماس وفتح وحركة الجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين.

ويبدو أن بث حركة حماس لهذين الشريطين جاء كردة فعل على بث تلفزيون وفضائية فلسطين أمس السبت "11/8" شريطا مثيراً للجدل كشف من خلاله ارتباط شاب من حماس منذ سنوات مع المخابرات الإسرائيلية وارتكاب جرائم بحق المقاومة والشعب الفلسطيني .. وبعد جدل استمر أياماً حول مصير الشاب مؤيد طايع عبد الكريم بني عودة (25 عاماً) الذي اعتقله جهاز المخابرات الفلسطينية وقالت حماس: إنه تعرض للتعذيب حتى الموت.. خرج بني عودة السبت في تسجيل بالصوت والصورة واعترف بارتباطه منذ سنوات مع المخابرات الاسرائيلية. وحسب اعترافات (بني عودة) فإنه انضم إلى حركة حماس عام 2001 قبل أن تجنده المخابرات الإسرائيلية أوائل عام 2003 بعد أن اعتقلته على حاجز عسكري قرب مدينة أريحا ومن ثم أخضعته للابتزاز الجنسي .. واعترف بني عودة صراحة انه شارك مع قوات الاحتلال في عملية اغتيال خمسة من الشهداء واعترف أيضا بقيام المخابرات الإسرائيلية بتكليفه بعمل (فتنة) بين حماس وفتح من خلال إطلاق النار على أنصار في الحركتين ليتهموا بعضهم بعضاً وتقع مواجهة بين الحركتين .. كما اعترف بني عودة بتكليفه بمراقبة تحركات المقاومين من أبناء فتح وحماس والجهاد الإسلامي وتزويد المخبرات الإسرائيلية بها.

حماس : المخابرات الفلسطينية تكذب .. والشاب " بني عودة " أُجبر على قول اعترافات كاذبة ..

وخلال مؤتمر صحافي عقدته حركة حماس أمس السبت في غزة ، أكدت أن الاعترافات التي انتزعت من الشاب " مؤيد بني عودة" من قبل أجهزة أمن السلطة في نابلس هي جملة من الكذب والافتراء، وأنها انتزعت منه تحت الضرب والتعذيب الشديد، مشددةً على أن هذه الاعترافات لُقنت لبني عودة .. وأوضحت حركة حماس في بيان تلاه (فوزي برهوم ) الناطق باسم الحركة غزة خلالمؤتمر صحافي عقده مع الناطق الثاني باسم حماس ،أوضحت أنأنه" لوحظ أن من كان يسأل الشاب "مؤيد" كان يضع الإجابة في فهمه من خلال السؤال الذي كان يطرحه عليه وعملية التلقين من قبل رجل المخابرات الذي كان يسأله".

واستغربت الاعتراف الذي اجبر عليه بني عودة فيما يتعلق بتورطه بعملية اغتيال خمسة شبان في تاريخ 13-3-2003 بالضفة الغربية، وأوضحت أن أول اعتقال تعرض له بني عودة كان في 23-6-2003 ، أي بعد استشهاد الشبان بنحو ثلاثة أشهر وعشرة أيام، مما يؤكد كذب الادعاء بان بني عودة مرتبط مع الاحتلال لان اعتقاله جاء عقب اغتيال الشبان الخمسة.

وفي هذا السياق ، أكدت النائبة خالدة جرار عن قائمة أبو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن العميد توفيق الطيراوي نائب مدير جهاز المخابرات الفلسطينية أكد لها يوم الخميس الماضي "أن الشاب مؤيد بني عودة أحد أنصار حركة (حماس) في حالة موت سريري".

وقالت جرار: "بالفعل أُبلغت من الطيراوي شخصياً بعد تلقي اتصال من أحد أفراد العائلة لطلب السؤال عن حالته، أن وضع المعتقل بني عودة صعب جداً".

وأضافت "أن اتصالاً آخراً وصلني من العائلة يفيد بأن مؤيد قد توفي، فعاودت الاتصال بالطيراوي وجاوبني بالحرف الواحد "بالفعل هو في حالة موت سريري وهو موجود بأحد مستشفيات الداخل- في إشارة إلى أراضي عام 48 المحتلة-".

وتابعت جرار قائلة: "في حدود الساعة الثامنة من مساء أول أمس الجمعة تلقيت اتصالاً من الطيراوي يعتذر فيه وقال لي:" إني كذبت عليك والشاب وضعه جيد"...