تقديرات استخبارية صهيونية متشائمة حول الوضع الاستراتيجي في منطقة الشرق الأوسط ، ودولة الكيان تتهم مخابرات أمريكا بلجم المجتمع الدولي حيال "نووي إيران"

الإثنين 17 ديسمبر-كانون الأول 2007 الساعة 12 مساءً / مأرب برس - فلسطين - رنده عود الطيب - خاص
عدد القراءات 3529

في الوقت الذي أظهر فيه تقرير صادر عن المخابرات الإسرائيلية يعالج التقديرات الاستخبارية السنوية تشاؤم كبير وبشكل خاص في الجزء المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني ، في ذات الوقت قالت صحيفة معاريف العبرية:إن سلاح الجو الصهيوني يقوم ومنذ أسبوعين بالتدرب في عرض البحر وفي أجواء دول أخرى مثل الولايات المتحدة وكندا بهدف ضرب أهداف بعيدة المدى من بينها إيران .. وأوضحت الصحيفة العبرية أن هذه الاستعدادات تأتي بعد نشر تقرير المخابرات الأمريكية حول الملف الإيراني والذي أشار إلي أن إيران أوقفت سباقها النووي.

وحسب مصدر عسكري صهيوني رفيع " فإن التدريبات تمت في عرض البحر لعدم عرقلة حركة الطيران المدني في "إسرائيل" وبسبب أسراب الطيور والضجة التي تنتج من أصوات الطائرات .

وأظهر تقرير المخابرات الإسرائيليةالسنوية تشاؤم كبير وبشكل خاص في الجزء المتعلق بالبرنامج النووي الإيراني حيث اعتبرت الاستخبارات الإسرائيلية تقرير الاستخبارات الامريكية "بخصوص نووي إيران" ضربه قوية لجهود مكافحة البرنامج النووي الإيراني وجعل من احتمال تصدي المجتمع الدولي لإيران بعيد المنال ، وكذلك بعد احتمالية توجيه الإدارة الأمريكية لضربة عسكرية تدمر أو تعطل المنشآت النووية الإيرانية ..

 وبينما طالب رئيس الوزراء الصهيوني ، ايهود اولمرت،  يوم الأحد "16/12" ، أعضاء حكومته بالامتناع عن الإدلاء بتصريحات حول المشروع النووي الإيراني وتقرير الاستخبارات الأميريكية بشأنه ، قال الرئيس الصهيوني " شمعون بيرس" : إن إسرائيل " ستدافع عن نفسها من الخطر المتمثل بإيران مع أنها لا تسعى إلى المجازفات العسكرية .

 ونقلت الإذاعة العبرية العامة عن بيرس قوله : إن الحملة العسكرية سنكون في غنى عنها إذا اتحد العالم ومارس ضغوطا اقتصادية على إيران؛ وتابع :" إن ما من بلد في الشرق الأوسط يريد مشاهدة إيران وهي تستولي على المنطقة ".

 ويوم أمس الأحد "16/12" قال رئيس الوزراء الصهيوني، ايهود اولمرت، خلال جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية : "إن هذا الموضوع " الحديث عن المشروع النووي الإيراني" حساس ومعقد ولا مجال لإدلاء وزراء بتصريحات لا تساهم في إدارة النضال ضد المشروع النووي الإيراني ولا تساعد على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة.

وقالت مصادر استخبارية إسرائيلية في وقت سابق من الأسبوع الحالي :"إن إسرائيل اقتنعت بـ 90 % إلى 95 % من المعلومات الاستخباراتية التي استند إليها التقرير الاستخباراتي الأميركي، بما في ذلك التأكيد بأن إيران أوقفت تطوير برنامج الأسلحة النووية عام 2003 م.

وكان وزير الأمن الداخلي الصهيوني "آفي ديختر" قد انتقد بشدة تقرير الاستخبارات الاميريكية عن المشروع النووي الإيراني .

من ناحيته ، قال وزير الحرب الصهيوني " أيهود براك ": إن إسرائيل على اتصال مع الإدارة الأميركية لاستيضاح مضمون التقرير والإطلاع على ما ينطوي عليه من مغاز سياسية ..

وفي هذا السياق ، بادرت دولة الكيان الصهيوني التي فوجئت بتقرير الاستخبارات الأميركية إلى طلب عقد اجتماع استخباري على مستوى عالي مع الاستخبارات الأميركية ؛ وبحسب ما ذكرته صحيفة هآرتس العبرية فإن الولايات المتحدة و"إسرائيل" ،اتفقتا، على اجتماع قريب يشارك فيه مسئولون من الجانبين على علاقة بتحليل المعلومات الاستخباراتية حول إيران، من أجل البحث في التقييم المختلف بينهما في ما يتعلق بسرعة تحقيق طهران لطموحاتها في امتلاك أسلحة نووية، وذلك في وقت أكدت إيران أن التقرير الأخير للاستخبارات الأميركية ليس انتصاراً سياسياً كبيراً ، كما انه ليس شيئاً طفيفاً ..

 ومن بين المشاركين الصهاينة في المباحثات، سيكون هناك خبراء في مستوى رؤساء الدوائر في أجهزة استخبارات قوات الحرب الصهيونية والموساد والقوات الجوية ولجنة الطاقة الذرية، ومعظمهم من رتبة عقيد أو ما يوازيهم في التراتبية المدنية.

ومن الجانب الأميركي، سيكون هناك مسئولون من وكالة الاستخبارات المركزية وأجهزة استخبارات البنتاغون ووزارة الطاقة والمجلس الاستخباري القومي الذي يعمل بإشراف مدير الاستخبارات القومية.