الاستخبارات الصهيونية:" قدرة إسرائيل على التعامل مع تهديد صواريخ القسام تصل إلى حد الصفر"

الجمعة 21 ديسمبر-كانون الأول 2007 الساعة 04 مساءً / مأرب برس – فلسطين – رندة عود الطيب – خاص
عدد القراءات 3874

مارس جيش دولة الكيان الصهيوني هوايته في وئد فرحة الفلسطينيين بعيد الأضحى المبارك ، فبينما ينحر المسلمون أضاحيهم في العيد الكبير تقربا إلى الله على سنة أبينا وأبو الأنبياء "إبراهيم عليه السلام" ، تُصر دولة الكيان الصهيوني على قلب المفاهيم ، حيث ضحى الفلسطينيون في غزة المحاصرة بـ (21 شهيدا ) في ريعان الشباب خلال يوم "عرفة" واليوم الثاني من عيد الأضحى ، وكذا اليوم الثالث .. وغرقت غزة بدماء هؤلاء الشهداء الأكرمين ، وجميعهم مقاتلين أشداء (من كتائب القسام ، الجناح المسلح لحركة حماس، وسرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الاسلامي ) قضوا بصواريخ وقذائف ورصاص الاحتلال الصهيوني ..بالمقابل اعترفت المؤسسة العسكرية الصهيونية بعجزها عن مواجهة صواريخ المقاومة الفلسطينية، والتي يطلق عليها في دولة الاحتلال صواريخ القسام، وهي الصواريخ البدائية المحلية الصنع التي تطلقها المقاومة من قطاع غزة على البلدات الصهيونية المحاذية لقطاع غزة ..وقال رئيس شعبة الأبحاث في جهاز الاستخبارات الصهيونية (أمان) العميد "يوفال حلميش" إن:" قدرة إسرائيل على التعامل مع تهديد صواريخ القسام محدودة وتصل إلى حد الصفر".. واعترفت قوات الاحتلال بإصابة 18 مستوطناً وجندياً إسرائيلياً بجراح وحالات صدمة في بلدة سديروت ، إلى جانب وقوع بعض الأضرار المادية ، جراء سقوط صاروخ فلسطيني قرب إحدى المدارس الإسرائيلية داخل البلدة .

واعترف الجيش الصهيوني الذي أنهى مساء أمس الخميس عمليته العسكرية في قرية المصدر شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة، بأنه واجه مقاومة شرسة لم يواجهها من قبل في كل عملياته داخل قطاع غزة ؛ ونقل التلفزيون الصهيوني "القناة الثانية" شهادات جنود إسرائيليين شاركوا في عملية الاجتياح الأخيرة في مخيم المغازي وسط قطاع غزة ، التي استشهد فيها سبعة مقاومين فلسطينيين ، وأصيب خمسة جنود صهاينة من "لواء نخبة وحدة جولاني" بجراح خطرة وبتر في الأطراف .. و قال جنود الاحتلال :"إن الفصائل الفلسطينية استخدمت دميات على شكل مقاوم مسلح يحمل قذيفة ار بي جي بهدف تضليل قوات الجيش الإسرائيلي.

ونقل المراسل العسكري للقناة الصهيونية الثانية الذي رافق قوات الاحتلال عن الجنود قولهم : إن ما حدث يوم الخميس شرق مخيم المغازي مختلف عن كل العمليات التي خاضها جيش الاحتلال في قطاع غزة من قبل.. وأضاف الجنود: ما دار في المغازي معركة بكل معنى الكلمة، أدارتها الفصائل الفلسطينية بقوة، وأطلق المقاومون النار بكثافة لم يسبق لها مثيل..وأوضح جنود الاحتلال من لواء جولاني أن الفلسطينيين استخدموا أسلحة مختلفة، واعترفوا أن المقاتلين مدربون بشكل جيد.. 

 وتصدت فصائل المقاومة ببسالة بعشرات قذائف الهاون والـ(آر بي جي) لقوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة في قرية المصدر فيما قصفت تلك الفصائل المدن الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بالصواريخ المحلية الصنع.. وتصدت (كتائب القسام)، الذراع العسكري لحركة حماس بقوة للطيران الحربي الإسرائيلي الذي كان يحاول شن عمليات اغتيال ضد نشطاء المقاومة في خان يونس والمغازي جنوب ووسط غزة.. ونظراً لكثافة نيران المضادات الأرضية التي تملكها حماس هبطت طائرة إسرائيلية حربية اضطرارياً في موقع شمال قطاع غزة.

 واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي خلف (21 شهيدا خلال يوم عرفة وأيام العيد) "ترجمة عملية لتفاهمات متتمري أنابوليس وباريس"، داعية قيادة سلطة أوسلو في رام الله إلى التوقف عن المفاوضات فوراً، ومطالبة الدول العربية بالخروج عن صمتها والوقوف عند مسؤوليتها.

وقال د. سامي أبو زهري ، الناطق باسم حماس : " إن هذا التصعيد ترجمة عملية لتفاهمات أنابوليس التي منحت الغطاء والمباركة الأمريكية لهذه الجرائم في ظل موافقة السلطة الفلسطينية، كما أنه يتزامن مع مؤتمر باريس الذي وصفته الحركة بأنه إعلان حرب على قوى المقاومة، وكما بُدئ بترجمته عمليا من خلال هذه الجرائم".

ورأى الناطق باسم حماس أن التصعيد يعكس "الطبيعة الصهيونية المجرمة والحاقدة" التي لم تحترم أعياد المسلمين والشعب الفلسطيني ومارست القتل حتى في هذه الأيام العظيمة.

وتابع أبو زهري: "إن استمرار أي لقاءات قيادة رام الله مع قادة دولة الاحتلال بعد هذه الجرائم هو جريمة بحق الشعب الفلسطيني، وندعو الحكومات العربية خاصة التي شاركت في أنابوليس للخروج عن صمتها والوقوف عند مسؤوليتها تجاه هذا العدوان في هذه الأيام الحرام، ونؤكد أن هذه الدماء الطاهرة لن تزيدنا إلا تشبثنا بحقوقنا وثوابتنا".

واستهجنت حركة حماس صمت رئيس سلطة أوسلو "محمود عباس " بينما يقتل الشعب الفلسطيني بالعشرات يذبح على مذابح المحتل الإسرائيلي دون أدنى حراك وأي التفات منه، موضحاً أن عنوان المرحلة المقبلة هي مرحلة ما تم المصادقة عليه من قبل عباس وهو القضاء على حماس وعلى المقاومة في قطاع غزة حتى يتم عودة الميلشيات إلى قطاع غزة.

وفي الوقت الذي تواصل قوات الاحتلال الصهيوني قتل واستهداف الشعب الفلسطيني في مخيم المغازي وسط قطاع غزة في عملية عسكرية أدت إلى استشهاد وإصابة العشرات ، تلقى رئيس سلطة أوسلو "محمود عباس " اتصالاً هاتفياً من رئيس حكومة الاحتلال إيهود أولمرت لتهنئته بالعيد.. وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية للسلطة "وفا" النبأ على صفحتها أمس الخميس على الساعة الرابعة والربع بين أخبار الشهداء والقصف الإسرائيلي المتواصل على مخيم المغازي.

وذكرت وكالة "وفا" أن أولمرت اتصل بعباس ليهنئه بحلول عيد الأضحى المبارك، دون الإشارة إلى أي إدانة أو استنكار من عباس لأولمرت ضد العدوان الذي يشن في وقت المكالمة على غزة.

من جانبها قالت إذاعة الاحتلال الناطقة باللغة العربية": إن مصادر سياسية في القدس قد ذكرت انه سيتم في الفترة القريبة ترتيب لقاء بين أولمرت وعباس..!!