واقع محفوف بالمخاطر يتهدد حياة الصحفيين في اليمن المضطرب

الأربعاء 20 أغسطس-آب 2014 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - فارس الحميري- شينخوا
عدد القراءات 4128
 

بعد أربعة أيام من الاحتجاز القسري والتعذيب النفسي ، خرج الصحفي اليمني يوسف حازب من أحد سجون جماعة الحوثيين الشيعية بعد ان تقدم بتعهد خطي بعدم التصوير في المناطق التي يسيطرون عليها شمال البلاد إلا بإذن منهم.

وروى حازب لوكالة أنباء ((شينخوا)) كيف وقع بقبضة الحوثيين بينما كان يقوم برفقة أحد زملائه بتغطية صحفية في منطقة "عيال سريح" بمدينة عمران التي تبعد (50 كم) شمال العاصمة صنعاء بعد أسابيع من سيطرة الجماعة عليها.

وأضاف حازب "بعد الانتهاء من تصوير منازل متضررة من الحرب ورصد بعض الحالات الإنسانية ، هاجمنا مسلحون حوثيون على أحد الأطقم التابعة لهم ، واقتادونا الى أحد السجون التابعة للجماعة في المدينة".

وتابع "قبعت في السجن أنا وزميلي يوسف القحمي لمدة أربعة أيام، تعرضنا خلالها لتعذيب نفسي، ولم نتمكن من الخروج الا بعد تعهد كتبته بيدي بألا أعود للمنطقة لممارسة المهنة".

"تقدمت كذلك بضمانة تجارية ، حسب طلبهم ، بألا أصور ولا أعمل في إطار المناطق التي يسيطرون عليها الا بعد اذن مسبق"، يقول حازب.

وواصل قائلا :" بعد خروجنا من السجن أبلغنا الأجهزة المختصة بالواقعة، ولا تزال بعض مقتنياتنا حتى اللحظة في يد مسلحي الجماعة وهي كاميرا وعدسة اضافية وأشياء أخرى".

وحادثة حازب واحدة من أصل عشرات الوقائع التي يتعرض لها العاملون في الصحافة باليمن ، في حين سجلت حوادث أخرى حالات مأساوية منها القتل والاصابات التي لايزال يعاني صحفيون منها حتى الآن اضافة الى حالات تهديد ووعيد تجعل الصحفي يعيش حياته في قلق وترقب دائمين.

ويعاني اليمن من انفلات أمني تصاعدت حدته خلال الأعوام الثلاثة الماضية بعد الاحتجاجات التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وبالاضافة الى الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة النشط في اليمن وانتشار السلاح ، شهدت البلاد مرارا اشتباكات بين القوات الحكومية والحوثيين أكبر جماعة مسلحة في البلاد والتي توسعت بقوة السلاح في مناطق عدة في الشمال.

وفي مثل هكذا ظروف ، يرى صحفيون ان حياتهم معرضة للخطر من عدة أطراف بما في ذلك الأجهزة الأمنية التي توقف بعض نقاط تفتيشها الصحفيين لأسباب واهية كحمله "الكاميرا" مثلا في حين يتجول المسلحون بمختلف الأسلحة في شوارع المدن الرئيسية دون ان يعترضهم أحد.

وتوفي السبت الماضي الاعلامي اليمني عبدالرحمن حميد الدين، الذي يعمل في اذاعة صنعاء الحكومية، متأثرا باصابته برصاص مسلحين مجهولين في العاصمة.

فيما نجا مطلع الأسبوع الجاري المخرج في تلفزيون اليمن الرسمي ابراهيم الأبيض من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة زرعها مجهولون في سيارته أمام منزله بشارع الرباط وسط العاصمة.

ولا يزال الصحفي اليمني هشام عطيري مدير تحرير صحيفة (عدن الغد) يخضع للعلاج حتى اليوم في احدى مستشفيات مدينة عدن (جنوب) اثر اصابته الاسبوع الماضي جراء انفجار عبوة ناسفة في مدينة لحج جنوب شرق صنعاء في عملية تبناها تنظيم القاعدة.

ومع تزايد المخاطر التي يتعرض لها الصحفيون في اليمن،دعا الاتحاد الدولي للصحفيين السلطات اليمنية الى اتخاذ اجراءات فورية حتى لا يفقد مزيد من الصحفيين حياتهم.

وطالب الاتحاد في بيان الاثنين،الحكومة اليمنية باتخاذ "الإجراءات الفورية لتعزيز حماية الصحفيين والإعلاميين العاملين في البلاد".

وشدد الاتحاد على "ضرورة سرعة تحرك الجهات المعنية الآن قبل أن يفقد المزيد من الصحفيين حياتهم".

وأدان الاتحاد اغتيال الإعلامي عبدالرحمن حميد الدين، ومحاولة استهداف حياة المخرج التلفزيوني إبراهيم الأبيض.

وسجلت احصائيات نقابة الصحفيين اليمنيين ، نحو 150 حالة اعتداء وانتهاك بحق الصحفيين العاملين في اليمن منذ مطلع العام الجاري.

وقال سكرتير لجنة الحقوق والحريات في النقابة أشرف الريفي ، ان الصراعات السياسية والمسلحة في البلاد انعكست بشكل سلبي على الاعلاميين الذين يعملون في ظل بيئة غير آمنة.

وأضاف أن "الأطراف المتضررة من الصحافة زجت بالصحفيين في الصراعات وحولتهم الى أعداء ، وجعلت حياة الصحفيين والصحافة في خطر حقيقي".

ومنذ مطلع العام ، رصدت النقابة ، بحسب الريفي ، نحو 150 حالة اعتداء وانتهاك بحق الصحفيين من جهات عدة.

وقال الريفي ان "كل هذه الوقائع يتم الابلاغ عنها للسلطات الأمنية والنيابة العامة ، الا ان هذه الجهات لا ترد ولا تحقق في هذه الانتهاكات ، وهذا أمر مؤسف ومزعج للغاية".

وأشار الى أن النقابة تقوم بتحركات كبيرة حاليا في محاولة لوقف الانتهاكات المستمرة ضد منتسبيها ، وان الأسابيع القادمة ستشهد فعاليات احتجاجية واسعة.

من جانبه ، قال فتحي بن لزرق رئيس تحرير صحيفة (عدن الغد)، ان الصحفيين في اليمن عامة وفي المحافظات الجنوبية من أكثر الأشخاص الذين تتهدد حياتهم المخاطر.

وأوضح لزرق لـ ((شينخوا)) أن زميله هشام العطيري مدير التحرير في الصحيفة ، لايزال يخضع للعلاج جراء اصابته الاسبوع المنصرم في محافظة لحج ، مشيرا الى ان هذه الحالة هي واحدة ضمن عدد من الحالات التي تواجه العاملين في المهنة بالبلاد.

وأضاف "الصحفي في السابق كان مهددا من السلطات ، واليوم تكالب الجميع عليه، فإلى جانب السلطات الأمنية هناك أيضا الجماعات المسلحة والتنظيمات المتطرفة ، وحتى المواطنين في بعض الحالات".

وتابع " حياتنا حاليا في خطر حقيقي، في ظل غياب القوانين التي تحمى الصحفيين ، وفي بلد مليء بالصراعات التي تتسع كل يوم".

وكانت الحكومة اليمنية أدانت قبل يومين استهداف الاعلامي عبدالرحمن حميد الدين والمخرج التلفزيوني ابراهيم الأبيض ، ووصفت ذلك بـ "العمل الاجرامي والارهابي الغادر والجبان".

وطالبت وزارة الاعلام في بيان ، الأجهزة الأمنية بسرعة البحث والتحري لـ"كشف الجناة الذين يقفون وراء هاتين الجريمتين وتعقبهم وضبطهم للعدالة لينالوا الجزاء العادل والرادع إزاء ما اقترفته أيديهم الآثمة".

واعتبر البيان ان "هذه الأعمال الإجرامية استهداف للإعلام الرسمي والمؤسسات الإعلامية بشكل عام على الدور الحيوي والبارز الذي تضطلع به في محاربة الإرهاب ومحاولة من عناصر الشر والإرهاب لإسكات صوت الإعلاميين وإيقاف دورهم البارز المكرس لفضح حقيقة الإرهابيين وأفكارهم المنحرفة

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة السلطة الرابعة