نساء يتمسكن بموقفهن الرافض وجنود يدخلونهن غرف عازلة للصوت ومزودة بكاميرات

الثلاثاء 15 يوليو-تموز 2008 الساعة 05 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 4011

أضافت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، انتهاكا صارخا جديدا إلى سجلها المليء بالجرائم والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان ومبادئ الإنسانية والقانون الدولي ضد الشعب الفلسطيني، عندما حاولت إجبار ثلاث نساء من محافظة جنين بالضفة الغربية على خلع ملابسهن بحجة التفتيش على حاجز الجلمة شمال المدينة.

وتم إخلاء سبيل النساء الثلاث، بعد احتجازهن من الساعة الخامسة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا في معسكر الجلمة شمال جنين بسبب رفضهن لسياسة التفتيش العاري.

وكانت النسوة الثلاث متوجهات إلى سجني 'جلبوع' و'عسقلان' الإسرائيليين لزيارة أزواجهن الأسرى المحتجزين هناك، عندما تم احتجازهن.

وقالت رائدة الشلبي زوجة الأسير عبد الفتاح الشلبي من بلدة سيلة الحارثية غرب المدينة، والذي أمضى خمس سنوات من محكوميته البالغة 20عاماً، إنهن تعرضن للقمع وسوء المعاملة من قبل جنود حاجز الجلمة، الذين طلبوا منهن الخضوع للتفتيش العاري.

ورفضت النساء الثلاث طلب الجنود، وتمسكن بموقفهن الرافض لهذه السياسية التعسفية اللاإنسانية بحق ذوي الأسرى من النساء والتي تتعارض مع القيم والتقاليد والعادات الوطنية والإنسانية.

وتابعت تم إدخالنا إلى غرفة عازلة للصوت ومزودة بكاميرات واحتجازنا هناك مع أطفالنا، الذين بدءوا بالصراخ والبكاء خاصة بعد مرور عدة ساعات بدون طعام أو شراب، وأن الجنود منعوا الأطفال الصغار من الخروج للحمامات لقضاء حاجاتهم، كما هددوا بتحويلهن للتحقيق لدى ما يسمى بجهاز المخابرات الإسرائيلي إذا استمر رفضهن التفتيش العاري.

وأكدت أنه تم منع ممثلين عن اللجنة الدولية للصلب الأحمر من دخول الغرفة ولقاء النسوة الثلاث، وأنه تم إخلاء سبيلهن بعد نحو ست ساعات من الاحتجاز ومنعوهن من التوجه لزيارة أزواجهن.

وناشدت ذوي الأسرى بعدم الامتثال لأوامر سلطات الاحتلال والعمل مع كل الجهات الدولية والحقوقية من أجل فضح الممارسات الإسرائيلية الهادفة للنيل من إرادة الأسرى والتضييق على ذويهم وحرمانهم من الزيارة.

وقال وكيل وزارة شؤون الأسرى زياد أبو عين، إن ما جرى على حاجز الجلمة يعد تعبيراً صارخاً عن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني، وتعدياً على القوانين والأعراف الدولية.

وأضاف في تصريح له، اليوم، إن الاحتلال يمارس سياسة البطش والإذلال بحق الأسرى وذويهم، ويواصل هوسه الأمني على كل الشعب الفلسطيني، وأن وضع النساء في غرفة عازلة ومحاولة إجبارهن على الخضوع للتفتيش العاري تحت أية ذرائع، يعد إرهابا منظما ضد الأسرى وذويهم وخاصة النساء والأطفال.

واستنكر أبو عين الممارسات التي تعرضت لها النساء الثلاث وأطفالهن من قبل سلطات الاحتلال، ونوه إلى الإرهاب الذي مورس على الأطفال الذين حرموا وأمهاتهم من وصل مراكز القمع والتنكيل لرؤية آبائهم المحتجزين منذ سنوات في ظروف بالغة التعقيد وأوضاع صعبة.

وتقدم بالتهنئة والمباركة للأسرى لمناسبة البدء بتقديم امتحانات الثانوية العامة، وتمنى لهم النجاح، ودعاهم إلى تفويت أية فرصة لإدارة السجون وخاصة وضع العراقيل من أجل تعطيل سير الامتحان.

واستنكرت لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين في جنين ما تعرضت له النساء الثلاث من ممارسات قمعية من قبل جنود الاحتلال على حاجز الجلمة، وناشدت المؤسسات الوطنية، والحقوقية والإنسانية والدولية، التدخل ووضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة بحق ذوي الأسرى من النساء، والعمل على إطلاق سراح الأسرى جميعا من السجون دون شروط باعتبارهم أسرى حرب.