بن حبتور يشن هجوما حادا على الاشتراكي , ويقول إن قوة الدولة لن تفرط بشيء من أراضيها

الثلاثاء 19 أغسطس-آب 2008 الساعة 08 مساءً / نشوان العثماني – مأرب برس - عدن ، خاص
عدد القراءات 4555
<!--[endif]-->

شن رئيس جامعة عدن الأستاذ الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور هجوما حادا ضد الحزب الاشتراكي اليمني الذي كانت دولته " تطبق قوانين لا لها علاقة بقوانين السماء ولا حتى بقوانين الأرض " معتبرا إن " الإنسان لم تكن له قيمة , حيث كان يحصل اختطاف وسحل في الشارع , وذبح بالجملة".

وقال : " نحن كنا في الحزب الاشتراكي اليمني , ولو واحد مننا قال كلمة في اجتماع , وهوّف (أخطأ) يحاسبوه , وأمور أخرى يأتوا لها بعدين" مضيفا "هؤلاء الذين يتغنون بالحرية لم تكن عندهم أي حرية".

رئيس الجامعة الذي كان يحاضر في المخيم الصيفي الثالث لجامعة عدن في مدينة الشعب صباح اليوم تطرق في صياغ حديثه إلى قضية الانفصال " نحن في المحافظات الجنوبية نعرف كم هي المشكلة كبيرة عندما نحدث حول قضية الانفصال , كم عشنا دورات دم , ومشكلات وحروب بسبب الشمال والجنوب , وحصل استنزاف هائل ما بين اليمنيين , ولم يحسم هذا الصراع بشكل نهائي إلا بعد توقيع اتفاقية الوحدة في 22 مايو 1990م "

وأضاف بن حبتور إلى إن"عام 1994م كان عام تثبيت الوحدة اليمنية , البعض يريد أن يقفز على هذه المرحلة " وتساءل : " لماذا نقفز على هذه المرحلة؟ ولماذا لا نعترف بها؟ "

واتهم من سماهم بـ" المجموعة التي خلقت المشكلة والمبررات لمقاومة هذا التمرد الذي حدث" بأنهم " لا يريدوا أن يعترفوا بها "

وأشار إلى أن " المشكلة ليست في 94م , بل فيمن خلقوا مشكلة أخرى يريدوا أن يعيدونا مرة أخرى إلى فكرة الانفصال , والدولتين , وهذا أمر غير ممكن من الناحية القانونية والشرعية والأخلاقية , والدولة لن تسمح وأيضا المواطنين , والموضوع ليس بنزهة , مش رحلة باقوم بها إلى صيرة وأعود أو إلى المطلّع وأعود , الموضوع له أبعاد أخلاقية قانونية شرعية"

المحاضرة التي أتت تحت عنوان ( التحديات المستقبلية لجامعة عدن ) نوّه فيها بن حبتور إلى إن " قوة الدولة لن تفرط بشيء من أراضيها , فبالتالي لابد أن نزيح هذه الفكرة من عقولنا وأن لا يضحك على عقولنا أي أحد وأن يبشرنا كل يوم"

" عدن بها تاريخ متميز ويفترض أن لا ننكره ونتحدث حوله ونعتبر بأنه تراث وبالتالي نتغنى بهذا التراث , هذا أمر لا يفيد , أو نبدأ نعمل شيء من الإسقاط النفسي في بعض المعاناة التي تحدث وبعض المشكلات , أو مجموعة طلاب فصلوا ؛ لأن القانون لم يسامحهم وكان معهم بشكل حدي , نحن نريد أن نتكلم بشيء من الوضوح في هذه القضية الوطنية , إذا كنا نحن في محافظة عدن , ملزمون أن نكون متميزون عن الآخرين لأشياء محددة , أولا نكون في حالة الانضباط وحالة الالتزام والاقتداء بالسلوك الحسن في أي شيء من الأشياء , حتى إذا كنا نريد أن نتعلم فن الانتقاد أيضا يكون كلامنا مهذب , وقابل للاستيعاب" هكذا تحدث عن عدن بشيء من التعريج وتوعية طلابها .

وعمن " يقولون أن سبب مشاكلنا وانقطاع الكهرباء وعدم وجود أرصفة في الشوارع ,وضعف المياه......إلخ الوحدة اليمنية" تساءل : "لما يتم تجيير أي شيء ضد هذه الوحدة اليمنية؟" وشرح أمام جمع من الطلاب المشاركين في المخيم من شتى كليات جامعة عدن "أنا أريد أن أحدثكم : بعضكم لم يعش أي مرحلة من المراحل القديمة التي عشناها , موضوع الوحدة اليمنية كانت ولا زالت حلم لكل إنسان يتوق إلى التوحد على قواعد إنسانية سليمة , واليمنيون هم أكثر الناس شوقا لقضية الوحدة ؛ لأنهم في بلد لا يستوعب كل طاقاته وإمكاناته , وهو دائما يسمى منطقة طاردة , عدد سكانها يفيض عن قدراتها في الاستيعاب ؛ لسب ظروفنا المناخية والجغرافية وهي قضية ارتبطت تاريخيا بالهجرات السامية".

وأطلّ بن حبتور من شرفة تاريخية " يعرف اليمنيون من أرثهم التاريخي بأن قضية الوحدة مهمة ؛ لأنهم يجب أن يعودوا إلى الأصل , والمشكلة الكبرى التي حلت بنا هو عندما تجزأنا إلى جزأين , وكان الاستعمار السبب الرئيسي , عندما جاء وبسط على جزء من الوطن وسماه الجنوب , وظهرت فيه الأحزاب والتنظيمات والجماعات"

مشيرا إلى مجيء " الحزب الاشتراكي اليمني أو الجبهة القومية , الذي ورث الميراث وواصل فكرة الجنوب, وثبَّت موضوع الدولتين الشمال والجنوب"

رئيس الجامعة المعين خلفا لعبد الوهاب راوح في يونيو المنصرم أشار أكثر في محاضرته إلى بعض التحريضات , كما سماها من قبيل " هناك من يقول أننا مليوني نسمة ولدينا آبار النفط في شبوة وحضرموت ولدينا ميناء الغاز والمنطقة الحرة والزراعة والنحل والعسل الجرداني والدوعني , وهذه الثروات سنقسمها على الاثنين المليون وبالتالي لن توجد بطالة" معتبرا " هذا التبسيط لهذه القضايا يجب عليكم كطلاب جامعة أن تتصدوا له بشيء من الحرص على الحاضر وعلى المستقبل"

وبشيء من الوضوح قال بن حبتور " من دفع خمسة آلاف شهيد في 1994م وثلاثة عشر ألف جريح , وخسرت الدولة والوطن أكثر من سبعة مليارات دولار , فليس ببساطة أن نعمل بكرة خط على الدفتر ونقول هذا شمال وهذا جنوب , ومن يقدر أن ينفصل اجتماعيا؟"

متسائلا في ذات السياق : " عندما نفكر بقضية الانفصال , السؤال من سيحكم؟" وأجاب " نحن سنتقاتل على مستوى المديريات والقبائل والقرى , وبالتالي سنتحول إلى صومال جديدة , وهذا ليس بتخويف"

واستفسر: " هذه الحرية وهذه المساحة , هل سنجدها في الدولة المزعومة الموعودة فيما يسمى بقضية ودولة الجنوب؟ .. هذا مستحيل"

متطرقا إلى قضايا أخرى في محاضرته تتعلق بتوعية الطلاب , وتحدث عن أحداث الشغب التي سادت بعض أيام المخيم , داعيا الطلاب إلى استثمار أوقات فراغهم فيما يفيدهم.

الأحداث التي سببها انعدام المستحقات المالية للمشاركين بالمخيم والتي كانت قيادة المخيم قد صرفتها يوم أمس الأول بأثر رجعي بواقع مائتي ريال لكل يوم.

 وكان بن حبتور في نهاية محاضرته قد تحدث بلغة صارمة " عليكم أن تبلغوا كل زملاءكم إن قضية النص الخاص بالخروج عن القواعد واللوائح الأكاديمية التي توضح علاقتنا ونشاطاتنا سأبدأ أطبقه على كل الطلاب ؛ بمعنى أوضح وأدق لا أريد جامعة عدن أن تتحول إلى جامعة يقولوا أنها متمردة أو مستهترة بالقوانين , أو خارجة عن سياق التطور العام في بلادنا"

وقال " مش يخرجوا لي عشرين أو ثلاثين طالب , ويشوهوا صورة ثلاثين ألف طالب , ويقولوا نريد أن نتضامن ونعتصم , هذا محرم في الحرم الجامعي , وأنتم موقِّعين على الدليل الذي تستلموه عند التسجيل" في إشارة منه إلى الاعتصامات الطلابية التي كانت تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.

واختتم محاضرته بلهجة شديدة " إذا كانوا الآخرين لم يفعِّلوا هذا القانون فأنا سأفعِّله حرصا وحفاظا على السكينة والنظام في الجامعة , وأيضا من أجل أن نأتي بمزيد من الدعم لجامعة عدن".