الرئيس يتوعد المعارضة من النزول إلى الشارع

الثلاثاء 19 أغسطس-آب 2008 الساعة 09 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 5500
اكد الاخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على أهمية الدور التوعوي الذي يجب أن تقوم به وسائل الإعلام بمختلف تكويناته وكذلك وزارتي التربية والتعليم والأوقاف والإرشاد.

وحث رئيس الجمهورية الإعلام الحزبي ان يتوخى دقة وصحة المعلومات وان لا ينخر في جسد الوحدة الوطنية , مشيرا الى ان هذه السفينة هي سفينتنا جميعا و علينا ان نبحر بها إلى شاطئ الأمان " .

جاء ذلك في كلمته التي أ لقاها اليوم في اللقاء التشاوري الإعلامي الموسع الذي نظمه قطاع الفكر والثقافة والاعلام والتوجيه والإرشاد بالمؤتمر الشعبي العام بمشاركة عدد من رجال الصحافة والاعلام والمفكرين والمثقفين من مختلف محافظات الجمهورية .

حيث أعرب رئيس الجمهورية في كلمته عن سعادته لحضور هذا اللقاء التشاوري الذي ضم عددا من الصحفيين في الصحافة المقروءة والمسموعة والإلكترونية.

وقال " شيء جيد أن نستمع إلى همومكم وتسمعوا منا ما يجب أن تسمعوا فالصحافة والإعلام لها باعا طويلا على الساحة الوطنية وعلى المستوى العربي والدولي، فما أجمل أن تتوخى الصحافة والصحفي والكاتب والإعلامي الحقيقة والدقة والإبداع بعيدا عن الهرجلة والمعلومات الخاطئة، فعلى الصحفيين وكل وسائل الإعلام توخى الدقة في المعلومات خاصة في كل وسائل الاتصال الحديثة وذلك عبر التواصل مع المعنيين سواء مع الوزير او رئيس الحكومة او رئاسة الجمهورية للتعرف على كل الحقائق لتكتسب الصحيفة والصحفي مصداقية لدى القراء.

وأضاف " يمكن للإعلامي أن يسأل ويتعلم كل يوم فالعيب ألا يستفيد والا يتعلم في حين يدعي أنه متعلم، وهذه مشكلة عندما يعتقد البعض أنهم عباقرة ولا يحتاجون إلى تعلم في حين أن العلم مطلوب من المهد إلى اللحد والعيب عند من لا يستوعب ولا يتعلم، وهذه من المشاكل التي تواجهها الشعوب والمجتمعات لأن هناك من يعتقد أنه صار عالما في الصحافة والثقافة والأدب".

واشار إلى أن جيل الآباء تعلم من مدرسة الحياة ولم يدخلوا جامعات، وقال "الحمد لله أنتم دخلتم الجامعات وأتيحت لكم الفرصة في عهد الثورة والجمهورية التي أنشأت الجامعات والكليات والمعاهد وهذا مكسب من مكاسب الثورة، فأنتم جيل الثورة جيل سبتمبر وأكتوبر".

وأضاف " إن من نعم الله أن أتيحت فرص التعليم لأبنائنا وبناتنا ليستفيد منه الشعب والوطن، مؤكدا أن الجهل هو التخريب والدمار، وقال " ما نعانيه هو نتيجة الجهل والتخلف، فبعض الإشكالات مثل ما حدث في حضرموت أو صعدة ناتج عن الجهل والتخلف، فعلينا توعية شعبنا وشبابنا، حتى نفوت الفرصة على من يريد ان يستقطب الشباب والصغار للقيام بأعمال إرهابية".

وقال : " كل ما يهمني في الامر ان يكون ابنائي و اخواني الصحفيين حصيفين في التعامل مع المعلومات الصحيحة حتى يتسنى للقارئ متابعة الصحفية وقراءة موضوعاتها المبنية على الحقائق مما يعزز مكانة الصحيفة والصحفي لدى القارى ويكون الصحفي مقبولا لدى الجمهور لأن ما بُني على باطل فهو باطل " .

واضاف رئيس الجمهورية " الصفقات السياسية و الابتزاز السياسي مرفوض و غير مقبول و على الجميع الالتزام بالدستور و القانون ..فمثلا دولة بريطانيا العظمى لايوجد لديها دستور مكتوب ولكنها تشرع قوانين وتلتزم بها, لافتا الى دور الاعلام في تلمس هموم الجماهير وتعريفهم بما تم انجازه من مشاريع تنموية في هذا الوطن منذ قيام الثورة و حتى اليوم .

واشار الى ان الشباب يعتبرون انجازا من انجازات الثورة والجمهورية قائلا " الشباب المتواجدون في القاعة هم ثمرة من ثمار الثور.. نحن لا نتحدث عن الجسور والطرق ومشاريع المياه ولا عن الجامعات بل نتحدث عنكم عن هذا المثقف والكاتب و الاديب و الصحفي الذي يمثل انجازا من منجزات الثورة و الجمهورية .

وأوضح أنه أستمع باهتمام للكلمات التي ألقيت في اللقاء وقال:" سمعت كلمات معبرة لم يمليها أحدا عليهم, كلمات تدل على فكر وثقافة وحرية تعبير متاحة ،فانتم احرار ولدتكم امهاتكم احرارا ولستم عبيدا لحزب سياسي .

وأعرب عن أمله أن يتحرر الشباب من عبودية الحزبية المقيتة التي عفا عليها الزمن ، وقال : الكذب عيب وما أحد يغطي على أعين الشباب كل شيء أمام الجميع ,اذهب لزيارة حضرموت أو المهرة ,زر وطنك قبل ما تزور باريس أوالمانيا أو فرنسا أودبي تعرف على وطنك وتقاليد مجتمعك . تعرف على ابناءك وإخوانك تعرف على الثقافة الجميلة وتعرف على الجهل والتخلف الباقي من عهود الإمامة والإستعمار والتشطير ".

وأضاف : " لانقول أننا حزنا الكمال أبداً لازال هناك جهل ، وتخلف ، وما حدث في صعدة تخلف وعمل رجعي مقيت وخبيث .. لافتا إلى المحاولات اليائسة من قبل البعض لارجاع عجلة التاريخ إلى الوراء .

وقال إن مسئوليتنا كصحافة ومسئوليتنا كإعلام أن نتحرك في أوساط الجماهير لنوعيهم ونجنبهم الوقوع في شرك الدجل والكذب ، نحن ندعو الى الوسطية والإعتدال ، لا مكانة للتطرف لا في اقصى اليسار ولا في اقصى اليمين ، فالوسطية والاعتدال هما الأساس ،في الخطاب الإعلامي الناضج والمقبول فلا يكتفي الصحفي بكتابة عمود أومقال بحجة انه أغنى الشارع بمقاله,بل عليه الاستمرار في الكتابة بما يفيد الناس.

وأضاف : واجبك تكتب وتقرأ وتتعلم كل يوم لأنك تعلم أجيال وتوعيهم.

وقال رئيس الجمهورية : " أمامنا استحقاق ديمقراطي قادم وهو انتخابات مجلس النواب " داعيا كافة القوى السياسية في الساحة الوطنية إلى المشاركة في العملية السياسية .. معبرا عن أسفه لتخلف أحزاب اللقاء المشترك في جلسة مجلس النواب أمس عن التصويت على مشروع تعديل قانون الانتخابات بعد طول انتظار .

وقال : " لا يوجد لدينا مشكلة حول قانون الانتخابات السابق نحن شرعنا معهم ونحن شركاء في قانون الانتخابات ولكنهم اصروا على تعديل القانون وتجاوبنا معهم واستمرينا في المناقشة لمدة شهرين حتى وصلنا الى الصيغة النهائية لتعديل قانون الإنتخابات وكان من المفترض أن يتم يوم امس التصويت على القانون ويقدموا أسماء اعضاء اللجنة العليا للانتخابات ,إلا انهم للأسف لم يحضروا ولم يقدموا تلك الاسماء.. مبينا بان المجلس اضطر للتصويت باغلبيته على القانون النافذ.

وأشار الى ان من حق كل حزب سياسي أن يسعى للاغلبية لا ان يخشى الآخرين , وقال : انا عندي برنامج انتخابي طرحته للشعب والشعب هو الذي إختارني وهو الذي سيصوت لي , وأنا من حقي أن أصوت ، وقد صوت مجلس النواب يوم أمس على القانون النافذ وعلى قائمة اللجنة العليا للانتخابات المرشحة المكونة من 15 شخصا عندما لم يقدمها ممثلوا المعارضة ,ومن حق رئيس الدولة أن يختار منها تسعة , فإن قبلوا أهلا وسهلا سنكون شركاء , وإن لم يقبلوا فليتحملوا مسئولية قرارهم .

مشيرا إلى أن من حق المعارضة إعلان معارضتها في ظل الديمقراطية التي تمنح الحق في المشاركة والامتناع والاحتجاج باعتبار ذلك حق شرعي.

وقال: البعض منهم يقول فرصة انها ما تمت الحكاية نبدأ نشغل الشارع ونعمل ضجة ، ولكن لأن حجمهم لدى الشارع متواضع فهو بعيد عنهم أبعد من عين الشمس , والشعب يعرف الفاسدين ويعرف من هم الذين يتسكعون على أبواب الخارج لطلب المال الحرام المدنس.

ووجه الحكومة الإهتمام بالكادر الإعلامي قائلا : " أوجه الحكومة بالإهتمام بالكادر الإعلامي ورعايتهم وأحث الحكومة والزم الأمانة العامة للمؤتمر ان تتابع هذا الأمر مع الحكومة , وسأ وجه الحكومة والأمانة العامة للمؤتمر الإهتمام بمخرجات هذا اللقاء التشاوري.