مونديال 2018.. السياسة تنثر سوءاتها على المستطيل الأخضر

الأربعاء 27 يونيو-حزيران 2018 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 2146

تتابع جماهير كرة القدم من مختلف أرجاء المعمورة بشغف كبير منافسات مونديال روسيا، التي تتواصل حتى منتصف يوليو/تموز المقبل.

ورغم أن قوانين اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، تنص على عدم خلط الرياضة بالسياسة وتفرض عقوبات مشددة على مخالفة ذلك، إلا أن مونديال 2018 ضرب بذلك عرض الحائط.

المكافأة والعقاب

والبداية كانت بالسياسات الروسية الداخلية التي أثرت على عملية اختيار المناطق والمدن التي تستضيف مباريات المونديال؛ فجميع المدن المضيفة الـ11 في الجزء الأوروبي من روسيا.

وجاءت اختيارات بعض المدن مثيرة للدهشة؛ فمدينة مثل إيكاترينبورغ واقعة في أقصى الشرق؛ ما يشير إلى أن موسكو وضعت إستراتيجيتها بناءً على سياسة «المكافأة والعقاب»، واستناداً إلى أداء المسؤولين المحليين بالأساس بدلاً من الاعتماد على كفاءة البنية التحتية للمدن، حيث كافأت الحكومة الفيدرالية المسؤولين المحليين الموالين لها في المناطق التي لا يشكل فيها العِرق الروسي أغلبية.

وبات واضحاً للجميع أنه يوجد نمطان واضحان يتعلقان بأسباب اختيار مدن معينة للاستضافة؛ ألا وهما النسبة المئوية للمصوتين الذين دعموا حزب «روسيا المتحدة» –الحزب الحاكم في روسيا– في انتخابات 2007، والنسبة المئوية للعرق الروسي في منطقة معينة، وبالنسبة للمدن التي تحظى بأعداد كبيرة من الأقليات العرقية، بدا أن الدعم المرتفع للحزب شكل عاملاً حاسما في تضمينها بعرض الاستضافة للحدث الأكبر كرويا.

وهذا يساعد في توضيح سبب تشييد ملاعب رياضية جديدة لإقامة المونديال بمدن مثل كالينينغراد وسارانسك، عوضاً عن المدن الروسية الأكثر شهرة والأكثر جاهزية وذات الكثافة السكانية الأعلى.

احتفال سياسي

وفي مباراة جمعت منتخبي صربيا وسويسرا، احتفل ثنائي الأخير «شيردان شاكيري» و«غرانيت تشاكا» بإحرازهما هدفين عن طريق التوجه إلى المشجعين الصرب والإشارة لهم بشارة «النسر المزدوج» رمز دولة ألبانيا، التي تعد العدو الأول لبلادهم.

وعل خلفية ذلك، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» تغريم اللاعبين، اللذين تعود أصولهما إلى إقليم كوسوفو.

«صلاح» و«قديروف»

وفي واقعة أخرى، كان ضحيتها نجم المنتخب المصري «محمد صلاح»، بعدما أعلن رئيس جمهورية الشيشان، «رمضان قديروف»، منحه حق المواطنة الشيشانية، ليصبح مواطنًا عاديًّا في الدولة، تقديرًا لما يقدمه في أوروبا، ولكونه خير سفير للعالم العربي والإسلامي في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وانتهز «قديروف»، المدعوم من موسكو، الفرصة للظهور إلى جانب «صلاح» الذي لمع نجمه على الساحة الدولية بفضل تألقه خلال الموسم الماضي مع ليفربول الإنجليزي ومنتخب مصر.

وتلقى «صلاح» اتصالا هاتفيا من مسؤولي ليفربول، أكد له الأخير أن قبول التكريم كان خطئا كبيرا جدا؛ لأن «قديروف» ينظر له على نطاق أوروبي واسع كمعتد على حقوق الإنسان ومجرم حرب.

وشعر «صلاح» بصدمة شديدة حينما تلقى المكالمة، وأكد لمسؤول ليفربول أنه لا يفقه أي شيء في السياسة ولم يكن يعلم أيا من هذه المعلومات.

وأشار «صلاح» لمسؤول النادي الإنجليزي إلى أن الاتحاد المصري لكرة القدم أصر أن يحضر اللاعب ورفاقه هذا الحفل ويتلقى هذا التكريم، الذي اعتبره النجم المصري مثل أي تكريم ولم يكن يعلم أنه سيقع ضحية أي دعاية سياسية.

وأبدى «صلاح» ووكيل أعماله غضبهما الشديد بعد هذا الموقف؛ حيث يريان أن اتحاد الكرة المصري أوقع اللاعب في فخ خدعة سياسية قد تكون عواقبها وخيمة على مسيرته المهنية.

ووجه اللوم الشديد إلى رئيس الاتحاد المصري «هاني أبوريدة»، الذي رد بدوره على اللاعب بتأكيد أنه ليست لديه أي خلفية عما قاله مسؤول ليفربول، وأن أمر الحفل كان بروتوكوليا بحتا كون المنتخب المصري يقيم في غروزني عاصمة الشيشان.