أفيناتى.. محامى «الفضائح» الذى يهدد عرش ترامب

الإثنين 20 أغسطس-آب 2018 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس- متابعات
عدد القراءات 3185

 


يبدو أن السباق إلى انتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر عقدها فى عام 2020 قد بدأ مبكرا, ليس فقط بالنسبة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى أعلن نيته الترشح لفترة ولاية ثانية, بل أيضا بالنسبة للمحامى الأمريكى الأشهر الآن مايكل أفيناتى الذى يبدو أنه قد نقل صراعه مع الرئيس ترامب من ساحات القضاء إلى صراع على المكتب البيضاوى بعد إعلان نيته الترشح فى الإنتخابات الرئاسية المقبلة, فقط إذا لم يكن هناك شخص أخر يبدو مؤهلا لهزيمة ترامب.
أفيناتى هو المحامى الخاص لممثلة الأفلام الإباحية ستورمى دانيالز التى تخوض معركة ضد الرئيس ترامب بشأن علاقة بينهما فى عام 2006، والذى استطاع فى الآونة الأخيرة أن يحتل عناوين الصحف الرئيسية ويصبح حديث وسائل الإعلام بسبب تلك القضية, يرى فيه الخبراء مرشح سياسى غير تقليدى يحتاج إليه الديمقراطيون للفوز على ترامب, فأفيناتى المولود فى فبراير عام 1971 فى ساكرامنتو، كاليفورنيا, هو محام بارع تمت الاستعانة به فى العديد من البرامج ووسائط الإعلام المطبوعة كاستشارى لمجموعة من القضايا القانونية ومثل بعض الأحزاب فى عدد من الدعاوى القضائية التى اكتسبت اهتمام وسائل الإعلام الدولية، بما فى ذلك القضايا المرفوعة ضد الرابطة الوطنية لكرة القدم، كما أنه كان المحامى الخاص لعدد من المشاهير ومن ضمنهم المغنية كريستينا أجيليرا واستطاع أن يكسب قضية تشهير بقيمة 10 ملايين دولار ضد باريس هيلتون, كما أن معظم موكليه من كبار رجال الأعمال التنفيذيين.
ولا يسطع نجم أفيناتى فى سماء المحاماة فقط, فهو أيضا سائق سباق دراجات محترف, شارك فى 33 سباقا احترافيا فى جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا.
غير أن المكانة التى استطاع أفيناتى أن يصل إليها لم تأت من فراغ, فقد سبقها جهد وإصرار على النجاح, فبعد تخرجه من المدرسة الثانوية التحق أفيناتى بجامعة سانت لويس لمدة سنة قبل أن ينتقل إلى جامعة بنسلفانيا، حيث حصل على الماجستير فى العلوم السياسية فى عام 1996, ثم بعدها بثلاثة أعوام حصل على درجة الدكتوراه من كلية الحقوق بجامعة جورج واشنطن فى واشنطن العاصمة، حيث ساهم فى العديد من القضايا الدستورية المتعلقة بقانون مراقبة المخابرات الأجنبية, كما عمل فى أحد شركات الأبحاث والإعلام السياسى المعارض التى يديرها رام إيمانويل والذى شغل بعدها رئيس أركان البيت الأبيض فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما, هذا بالإضافة إلى عمله على أكثر من 150 حملة ديمقراطية وجمهورية فى 42 ولاية أثناء دراسته فى جامعة جورج واشنطن.
ونتيجة لتفوقه أنشأت كلية الحقوق بجامعة جورج واشنطن جائزة باسم مايكل أفيناتى للتميز فى عام 2003، وهى جائزة سنوية تمنح لعضو فى فئة الخريجين فى دكتوراة القانون نظرا لتفوقه، كما حصل أفيناتى على جائزة التقدير لجامعة جورج واشنطن فى عام 2010.
ويبدو أن عداءه للرئيس الأمريكى ترامب يزداد يوما بعد يوم, وهو يبرهن على ذلك من خلال تغريداته التى سبق وقال فيها إن أى شخص سيقف أمام ترامب فى الانتخابات القادمة سيكون الأفضل, كما أنه انتقد سياسة إدارة ترامب فى فصل عائلات المهاجرين على الحدود, ليس هذا فقط بل قام المحامى الشهير بتسريب فيديو إلى إحدى القنوات الفضائية لطفل انفصل عن والدته وتم احتجازه لدى مسئولى الهجرة, وعرف بعد ذلك أن تسريب الفيديو تم من قبل موظف سابق يمثله أفيناتي, وكان الفيديو المسرب جزءا من الاستجابة لسياسة فصل عائلة ترامب.
ومن المؤكد أن المحامى الأربعينى قد صنع لنفسه اسما هذا العام، وظهوره باستمرار عبر وسائل الإعلام واستخدامه مواقع التواصل الاجتماعى قد لفت الانتباه إلى قضيته, وها هو الآن يقف متحديا كشف المزيد من الفضائح الجنسية الخاصة بترامب والتى يزعم أنها قد تطيح به خارج البيت الأبيض, فقد أكد أفيناتى أنه يمثل الأن 3 نساء أخريات يقول إنهن أقمن علاقات مع الرئيس الأمريكى قبل الانتخابات الرئاسية فى عام 2016 وأنهن «حصلن على أموال» مقابل ذلك. وأضاف أن لديه الدليل على ذلك لكنه لا يستطيع الكشف عنه قبل الحصول على إذن من موكلاته الثلاث.
«أنا لا أريد أن أصبح سياسيا مهنيا, ما يشغلنى هو كشف الحقيقة والدفاع عن المبادئ», هكذا علق أفيناتى حينما تم سؤاله عن إنتخابات الرئاسة 2020, فهل هذا حقا ما يسعى إليه المحامى المراوغ؟ أم أن بريق الرئاسة أصبح يدغدغ مشاعره؟ أم أنه ببساطة يريد التأكد من أن ترامب لن يخدم لفترة ولاية ثانية؟