الزيدي تحت التعذيب ويتهدده السجن 7 سنوات وسط تضامن شعبي وحقوقي مع 'وداعه' لبوش

الثلاثاء 16 ديسمبر-كانون الأول 2008 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس - القدس العربي
عدد القراءات 5213
 
شهدت الاوساط العراقية تعبيرات عن فرح غامر بما قام به الصحافي منتظر الزيدي الذي رمى حذاءه على الرئيس الامريكي جورج بوش في مؤتمر صحافي خلال زيارته لبغداد. وافردت فضائيات عراقية منذ مساء الاحد حتى صباح الاثنين ساعات للبث المباشر لتلقي ردود افعال العراقيين التي باركت تصرف الزيدي، فيما قالت مصادر عراقية ان الصحافي العراقي منتظر الزيدي يخضع للتحقيق حاليا وانه ربما يحال الى المحاكمة، فيما قال خبير قانوني ان العقوبة القصوى التي قد يواجهها الصحافي منتظر الزيدي الذي تهجم على الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج بوش هي السجن لمدة سبع سنوات. 

واكدت مصادر متطابقة ان الزيدي تعرض الى ضرب مبرح وتعذيب قاس على ايدي الحرس الشخصي لرئيس الوزراء نوري المالكي اثناء وبعد اخراجه من القاعة. ونقلت صحف امريكية ان الزيدي شوهد يصرخ ويجهش بالبكاء اثنا تعرضه للضرب.

في ذات الوقت اعلن النائب المستقل علي الصجري عن استعداده لشراء حذاء مراسل قناة البغدادية منتظر الزيدي التي رماه بوجه الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج دبيلو بوش بمبلغ ربع مليون دولار بينما عرض ثري سعودي عشرة ملايين دولار ثمنا له، بينما أعلن الدكتور فراس الجبوري أستاذ القانون الدولي عن تشكيل لجنة مكونة من مائة محام للدفاع عن الصحافي منتظر الزيدي.

وأكد في تصريح صحافي 'قمنا فورا بتشكيل جبهة من المحامين الدوليين تضم مائة محام كل دورها وهدفها المطالبة بالحفاظ على سلامة الصحافي منتظر الزيدي الصحية ومعاملته معاملة أسير حرب وسنطاردهم في كل مكان لتوفيرالحماية له، وأحذر كل من تسول له نفسه إلحاق أي أذى بمنتظر'. وكرر ان القانون الدولي يعتبره أسير حرب.

من جانبها اعربت الكتلة البرلمانية لحزب الفضيلة عن املها بان تعمد الحكومة العراقية الى اطلاق سراح الصحافي منتظر الزيدي في اسرع وقت ممكن. وقال بيان اصدرته الكتلة وتلقت 'القدس العربي' نسخة منه الاثنين ان الكتلة البرلمانية لحزب الفضيلة الإسلامي تدعو الحكومة العراقية إلى التعامل مع منتظر الزيدي مراسل قناة البغدادية بعين الأبوة والعطف والى التجاوز عما صدر عنه إثناء المؤتمر الصحافي المشترك بين الحكومتين العراقية والأمريكية يوم اول أمس وإطلاق سراحه في أسرع وقت ممكن. واعربت الكتلة على ضرورة ان يكون التعبير عن الرأي الذي كفله الدستور لكافة أبناء الشعب العراقي، في إطار القانون وعدم الاعتداء على الآخرين .

وطالبت ماجدة دشر عضو مجلس النواب العراقي عن الكتلة الصدرية الحكومة العراقية بالإفراج الفوري عن مراسل قناة البغدادية منتظر الزيدي وإيقاف جميع الملاحقات القانونية ضده.

وقالت دشر ن الكتلة الصدرية في البرلمان ستبدأ تحركا قانونيا وشعبيا للضغط على الحكومة للإفراج عن مراسل قناة البغدادية.. معتبرة ان الزيدي'عبر عن رأيه وشعوره الوطني حيال الوجود الأمريكي في العراق من خلال رميه الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه.

وأضافت النائبة العراقية أن مراسل البغدادية لا يستحق الضرب والإهانة والتعذيب الذي تعرض له.

واصدرت نقابة صحف كردستان بشكل استثنائي بيانا عن رئيسها فرهاد عوني ادان فيه، الاثنين، قيام مراسل الفضائية البغدادية منتظر الزيدي برمي فردتي حذائه صوب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج بوش ووصفه بانه تصرف غير اخلاقي.وأوضح عوني 'نحن في نقابة صحافيي كردستان ندين الاعتداء و نعتبره بعيدا عن أخلاق ومهنة الصحافة وعملا غير حضاري'. فيما استنكر مرصد الحريات الصحافية في العراق تصرف مراسل قناة البغدادية تجاه الرئيس الأمريكي جورج بوش، واعتبره 'غير مهني وبعيد عن الروح الصحافية'، مبينا أن'سلوك الصحافي في حياته الخاصة لا ينبغي أن ينعكس على حياته المهنية.

وقال الخبير القانوني طارق حرب، الاثنين، ان العقوبة القصوى التي قد يواجهها الصحافي منتظر الزيدي الذي تهجم على الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج بوش هي السجن لمدة سبع سنوات.

وأوضح حرب، الذي يرأس جمعية الثقافة القانونية العراقية، ان 'اقصى عقوبة قد يواجهها الصحافي منتظر الزيدي هي الحبس لمدة سبع سنوات ونصف اذا كيفت على انها جريمة شروع بالاعتداء على رئيس دولة اجنبية وفق المادة223 '، وأضاف الخبير القانوني حرب 'او ان يكيف الفعل كجريمة الشروع بالاعتداء وفق المادة 413 من القانون العراقي، وهذه عقوبتها الحبس لمدة لا تزيد على السنة والغرامة او احداهما، او تكيف على انها اهانة لرئيس دولة اجنبية وهذه وفق المادة 227 وعقوبتها الحبس لمدة لا تزيد على السنتين'.

والزيدي شاب اعزب لم يتجاوز عمره الثلاثين عاما وعمل في قناة البغدادية منذ تأسيسها بعد الاجتياح الامريكي للعراق عام 2003.

وكان اختطف قبل عامين من قبل مسلحين مجهولين عند خروجه من منزله في منطقة الباب الشرقي وسط بغداد ووجد بعد اسبوع من الحادث مرميا على الارض في منطقة قرب معارض بيع السيارات في ساحة النهضة بالعاصمة في ساعة متأخرة من الليل.وقامت القناة ومقرها الرئيس العاصمة المصرية القاهرة باستضافة الزيدي، ولم تتضح حينها هوية الجهة المنفذة لعملية الاختطاف. ويعتبر الزيدي من الصحافيين المعارضين لوجود القوات الأمريكية في العراق وسبق له ان كتب عدة تقارير مناهضة للوجود العسكري الأمريكي في البلاد.