”غربة اختيارية وفرار هوليودي“.. الحقيقة الكاملة لمغادرة محافظ تعز والاستغلال القذر لأنين الجرحى

الجمعة 17 يناير-كانون الثاني 2020 الساعة 09 مساءً / مأرب برس ـ خاص
عدد القراءات 5741

أثارت حادثة مغادرة محافظ محافظة تعز نبيل شمسان، لمركز المحافظة الذي يحمل ذات الاسم، والقصة الهوليودية التي اختلقها لتبرير فراره، تساؤلات عديدة، خصوصا بعد نفي رابطة جرحى تعز، تلك القصة جملة وتفصيلا.

مصدر مسؤول في تعز قال لـ”مأرب برس“، مفضلا عدم الكشف عن هويته، ان المحافظ نبيل شمسان، الذي عاد الى المحافظة لأول مرة منذ تعيينه قبل نحو عام، قبل أيام قليلة، لا يرغب في البقاء في المحافظة، مؤكدا انه استغل دخول الجرحى الى مكتبه، لخلق قصة تبرر مغادرته باتجاه التربة، تمهيدا لمغادرته خارج المحافظة.

وأكد المصدر ما ورد في بيان رابطة جرحى تعز، الذي أوضح ان الجرحى دخلو الى مبنى المحافظة، بعد تنسيق مع المحافظ وموافقته على مقابلته، مستغربا القصة التي اختلقها المحافظ وتداولتها وسائل الاعلام.

والأربعاء الفائت 15 يناير-كانون الثاني، غادر المحافظ نبيل شمسان، مدينة تعز مركز المحافظة واتجه إلى مدينة التربة مركز مديرية الشمايتين، بعد ان قالت وسائل اعلام، ان مغادرته جاءت عقب اقتحام محتجون من جرحى القوات الحكومية مبنى محافظة تعز.

شماعة العجز والفشل

رابطة جرحى تعز بدورها، استغربت تلم "الافتراءات الكاذبة التي تروج اقتحام مجموعة من الجرحى لديوان عام المحافظة وإغلاق مبنى السلطة المحلية، نافية ذلك وعدتها "ضمن المحاولات المتكررة التي تستهدف الجرحى الميامين الذين ضحوا بأجسادهم وتحاول الالتفاف على مطالبهم وإضاعة حقوقهم".

وأشارت الرابطة في بيان لها، إلى أنها "لم تنفذ يوم الاربعاء أي مسيرة أو وقفة احتجاجية حتى يتم اقتحام مبنى ديوان عام المحافظة من قبل الجرحى".

وقال البيان: إن رابطة الجرحى بمحافظة تعز وهي تنفي جملة تفصيلا الاتهامات المغرضة التي حاكتها المطابخ الاعلامية ضد الجرحى ونضالاتهم، فإنها تستنكر بشدة تدبيل معاناة الجرحى وإهمالهم بزيادة الافتراء عليهم وتحويلهم إلى شماعة لتعليق الاخطاء والعجز والفشل المتراكم لرأس هرم السلطة المحلية الذي بات يبحث عن أي مبرر للتهرب من التزاماته ومسؤولياته تجاه تعز وأبنائها الصامدين.

وأضاف: ”نؤكد أن ممثلي الجرحى لم يحضروا إلى مكتب محافظ المحافظة نبيل شمسان صباح إلا بعد التنسيق مع مدير مكتبه، وبعد إرسال ثلاث مذكرات للمطالبة باللقاء معه والانتظار طوال أسبوعين كاملين، وأثناء التواجد صباح الاربعاء في مكتبه لتسليمهم مذكرة تعقيبيه طلب منا مدير مكتبه الاستاذ علي قاسم الانتظار بعد موافقة المحافظ أخيرا على لقاء الجرحى“.

غربة اختيارية وصمت

وتوضيحا لما حدث في مكتب المحافظ، قالت الرابطة: ”أما ما حصل في مكتب مدير مكتب المحافظ بعد ذلك فقد كانت مشكلة عرضية حصلت جراء مشادة بين من في المكتب وبين أحد جرحى الشلل الذين حضروا للقاء محافظ المحافظة، بعد أن ضاق ذرعا من المماطلة وانتظار الجرحى لأكثر من ساعتين في المكتب لمقابلة المحافظ دون أي اعتبار لهم ولإصاباتهم“.

وتابع البيان: ”وعلى إثر ذلك "تدخل وكيل المحافظة الشيخ عارف جامل وقائد المحور اللواء ركن خالد فاضل وطلبوا من الجرحى المغادرة إلى حوش مبنى السلطة المحلية، وهو ما استجاب له ممثلي رابطة الجرحى لاحتواء الموقف وتهدئة جريح الشلل الذي ساءت حالته وأصيب بتشنجات، وأملا في العودة للقاء بالمحافظ، ولكن الجرحى تفاجؤوا بغير ذلك وتلقوا خبرا بعد ربع ساعة بسفر المحافظ".

وقالت الرابطة إن مغادرة المحافظ ومحاولة ربطها بقضية الجرحى من قبل بعض الجهات والمطابخ سلوك مشين وعمل قبيح يأتي في إطار التشويه الذي تمارسه تلك المطابخ ضد مطالب الجرحى وتخادمها مع المشاريع المعادية لمحافظة تعز ونربأ بمحافظ المحافظة أن يقرأ ويسمع ويشاهد هذا الاستغلال والتشويه والأكاذيب ويقابل ذلك بالصمت وعدم التوضيح.

وأكدت أنها تعرف الطرق السليمة للقاء المسؤول الأول بالمحافظة وقد سلكتها بكل مهل ومراعاة لانشغالات المحافظ والملفات الشائكة التي كانت على طاولته بعد سنة كاملة من غربته الاختيارية خارج أرض الوطن، ولدينا المذكرات التي تثبت ذلك، كما تؤكد أنها لم تقدم بعد على أي خطوة أو برنامج تصعيدي للمطالبة بحقوق الجرحى وانتزاعها عندما يقتضي الأمر.

مبرر اشاعة الفوضى

وفيما عبرت الرابطة عن رفضها ربط مغادرة المحافظ بقضية الجرحى، حذر عدد من وكلاء محافظة تعز، في بيان لهم اطلع عليه ”مأرب برس“، حذر من ”استغلال قضية الجرحى واستخدامها كمبرر متواصل لأشاعة الفوضى“.

وأكد البيان وقوف الوكلاء صفا واحدا، مع المحافظ، وحائط منيع تنكسر عليه هبات الفوضى المتلاحقة، مؤكدا ان ”بقاء المحافظ داخل المحافظة مثل مطلبا وجيها لابناء المحافظة“.

وأشار البيان الى ان ”قضية الجرحى قد حسمت بمسؤلية المحور الذي تولى ذلك وقد اعاد تشكيل لجنة الجرحى بمعرفته وبطريقة ارادها المحور حل لمشكلة الجرحى مع عدم تخلي المحافظ بما يطلب منه تأديته من دور“.

وأضاف: ”وبذلك قد كنا نعتقد اننا قد تجاوزنا استغلال قضية الجرحى لزعزعة الوضع، لكن ماحصل يعطينا انطباع من ان قضية الجرحى ستظل مبررا
متواصل لأشاعة الفوضى“.