آيا صوفيا يؤجج التوترات التركية-اليونانية و انقرة تتحدث عن موقف عدائي تجاهها

الأحد 26 يوليو-تموز 2020 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس-وكالات
عدد القراءات 2711
 

      

تبادلت تركيا واليونان عبارات حادة اليوم ، بسبب تحويل متحف الكاتدرائية المسيحية السابقة آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، وذلك غداة أداء صلاة الجمعة الأولى في المكان منذ تسعة عقود.

وكان الانتقاد اليوناني لتحويل الموقع الأثري شديداً، على نحو أظهر توتّر العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، لا سيما أخيراً، بسبب آيا صوفيا وثروات الطاقة في شرق المتوسط.

ودقت أجراس الكنائس حداداً في أنحاء اليونان الجمعة، بينما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يؤدي الصلاة ضمن حشود المصلين في آيا صوفيا.

" وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي، في بيان مكتوب، "أظهرت اليونان مجدداً عداءها للإسلام ولتركيا بذريعة رد الفعل على افتتاح مسجد آيا صوفيا للصلاة".

ودان "بشدة" إحراق العلم التركي في تسالونيكي، واتهم الحكومة والبرلمان اليونانيَين بـ"تحريض العامة عبر إصدار تصريحات عدائية".

وأضاف أن "أطفال أوروبا المفسودين الذين لا يمكنهم القبول بعودة السجود إلى آيا صوفيا، موهومون مجدداً".

وأكدت الخارجية التركية أن "افتتاح آيا صوفيا للصلاة يتفق مع إرادة الشعب التركي"، وأنه موقع يخصّ تركيا مثله مثل كل المواقع الثقافية في البلاد.

"إمام آيا صوفيا" يظهر بالسيف خلال أول صلاة فيها افتتاح آيا صوفيا بطاقة انتخابية في مهرجان سياسي في المقابل، ردت وزارة الخارجية اليونانية ببيان، جاء فيه إن "مجتمع القرن الحادي والعشرين الدولي مذهول أمام التشتت الديني والقومي المتعصب الذي تبديه تركيا اليوم".

وفي رسالة وجّهها رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، بمناسبة مرور 46 سنة على استعادة الديمقراطية في البلاد، وصف تركيا بأنها "مثيرة للقلاقل"، واعتبر تحويل آيا صوفيا إلى مسجد "استهانة بحضارة القرن الحادي والعشرين"، واعتبر أن ما جرى في إسطنبول "لم يكن عرض قوة بل إثبات ضعف".

التوترات التركية - اليونانية

وكانت آيا صوفيا، المدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) للتراث العالمي، الكنيسة الأساسية في تركيا قبل تحويلها إلى مسجد في أعقاب "فتح القسطنطينية" على يد العثمانيين عام 1453.

وأمر مؤسّس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك بتحويل آيا صوفيا إلى متحف عام 1934، لكن المحكمة الإدارية العليا في البلاد أبطلت، في 10 يوليو (تموز) الحالي، القرار الحكومي القاضي باعتبار الموقع متحفاً، وأصدر الرئيس التركي فوراً قراراً بتحويلها إلى مسجد. وتختلف اليونان وتركيا على مجموعة من القضايا، بدءاً من المجال الجوي وانتهاءً بالمناطق البحرية وقبرص المقسّمة.

وتبادلتا الأسبوع الماضي كلمات حادة أيضاً، بسبب حدود الجرف القاري في شرق البحر المتوسط، وهي منطقة يُعتقد أنها غنية بالموارد الطبيعية.

وتوتّرت العلاقات بين تركيا واليونان كذلك على خلفية مسألة الهجرة خصوصاً، بعدما أعادت أنقرة فتح حدودها أمام اللاجئين للمغادرة باتجاه أوروبا في وقت سابق من العام الحالي.