مواجهة نارية بين وزير الخارجية الأمريكي والتركي وتشاووش أوغلو يقصف بومبيو بعنف

الخميس 03 ديسمبر-كانون الأول 2020 الساعة 07 مساءً / مأرب برس-غرفة الاخبار
عدد القراءات 3829

 

شهد اجتماع لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، توترا كبيرا بين وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، ونظيره الأمريكي مايك بومبيو، بسبب قضايا عدة.

وعقد اجتماع لحلف شمال الأطلسي "الثلاثاء" الماضي، عبر تقنية "الفيديو كونفرنس"، شارك فيه وزراء خارجية الدول الأعضاء.

وذكرت صحيفة "حرييت" التركية، في تقرير لها"، أن بومبيو هاجم تركيا في كلمته، فيما رد عليه تشاووش أوغلو مهاجما سياسة الولايات المتحدة في المنطقة.

وأشارت إلى أن رد فعل وزير الخارجية التركي، كان عنيفا على انتقادات نظيره الأمريكي بومبيو لتركيا في "الناتو"، بسبب "أس400" وشرق المتوسط.

وفي التفاصيل، أوضحت الصحيفة، أن بومبيو الذي حضر اجتماعه الأخير في "الناتو" كوزير للخارجية، "قام باتهامات لا أساس لها حول تركيا في الجلسة الأولى الثلاثاء الماضي، فيما رد عليه تشاووش أوغلو بحدة وذلك قبل مغادرته منصبه، موضحا مواقف تركيا".

"أس400" و"الباتريوت"

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة، فإن بومبيو انتقد في اجتماع الناتو شراء تركيا لمنظومة "أس400" الروسية، بحجة أن هذا يقوض أمن الناتو، وأن أنقرة تعطي هدية لموسكو.

لكن وزير الخارجية التركي رد عليه، بأن شراء "أس400" لم يكن سوى خيار أجبرت عليه أنقرة، والسؤال الحقيقي الذي يجب طرحه، هو: "لماذا لم تستجب الولايات المتحدة لمطالب تزويد تركيا بمنظومة باتريوت خلال السنوات العشر الماضية؟".

وأشار إلى أن "نهج واشنطن المعيب بشأن هذه المسألة أكده أيضا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".

يشار إلى أن ترامب في حزيران/ يونيو 2019، على هامش اجتماعات قمة العشرين خلال لقائه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال إن من حق أنقرة شراء منظومة "أس400"، وانتقد إدارة أوباما بعدم بيعها منظومة باتريوت لتركيا.

بومبيو يهاجم تركيا بشأن ليبيا وقره باغ

وذكرت الصحيفة، أن بومبيو وصف تركيا بأنها "حليف غذى الصراعات في ليبيا وناغورو قره باغ"، مشيرة إلى أن تصريحات الوزير الأمريكي جاءت على ذات النهج الفرنسي في "الناتو" سابقا، الذي "لم يؤت ثماره"، وفق تعبيرها.

ورد وزير الخارجية التركي، بالقول: "إن تركيا وقفت إلى جانب الحكومة الشرعية في ليبيا، وإذا كان أحد من يتحدث عن عملية سياسية هناك اليوم، فهذا بفضل جهود أنقرة".

وأضاف: "في ناغورو قره باغ، فشل الرؤساء المشاركون لمجموعة مينسك في تحقيق السلام لمدة 30 عاما، وبدأت الصراعات بسبب تحريض أرمينيا، وعلى الرغم من حقيقة أنه تم التوصل إلى هدنة ثلاث مرات خلال الحرب الأخيرة، إلا أنها خرقت، وفشلت في كل مرة بسبب أرمينيا".

وتابع قائلا: "لم تقم الولايات المتحدة ولا فرنسا بإدانة هذه التصرفات من أرمينيا".

تحريض من بومبيو ولودريان

واتهم تشاووش أوغلو، كلا من بومبيو ووزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، بتحريض بعض العواصم الأوروبية ضد تركيا قبيل اجتماع الناتو.

وخلال اجتماع "الناتو" اتهم بومبيو تركيا بأنها تتصرف بشكل استفزازي، واتخذت موقفا مناوئا لأطروحات اليونان في شرق البحر الأبيض المتوسط.

فيما رد تشاووش أوغلو، بأنه في حين تعمل ألمانيا كوسيط محايد بشأن هذه المسألة، فإن الولايات المتحدة تنحاز وتدعم المطالبات المتطرفة لليونان وقبرص اليونانية، مشددا على أن بلاده منفتحة على الحوار مع أثينا دون شروط مسبقة، لافتا إلى أن قيادة الناتو تعلم جيدا أن "عملية الفصل" تسير ببطء شديد بسبب المواقف اليونانية.

اتهامات تشاووش أوغلو لأمريكا بسوريا

واتهم تشاووش أوغلو الولايات المتحدة بدعم "المنظمات الإرهابية" في سوريا، موضحا أنه "بينما تركيا هي الدولة الحليف الوحيدة الذي يقاتل تنظيم الدولة في سوريا، فإن الولايات المتحدة توفر السلاح والتدريب لوحدة حماية الشعب الكردية الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، رغم إقرار القيادة العسكرية الأمريكية بعدم الفرق بين ’بي كا كا‘ وقسد".

تركيا ترى مستقبلها في الاتحاد الأوروبي

وفي سياق آخر، أشارت "حرييت" إلى تصريحات وزير الخارجية التركي، خلال مشاركته في منتدى "تي آر تي وورلد" الرابع، الذي تنظمه القناة التركية الرسمية الناطقة بالإنجليزية.

حيث قال تشاووش أوغلو، إن سياسات تركيا في مواجهة التطورات المزعزعة للاستقرار، هي في الواقع مفيدة للناتو، مضيفا أن "تركيا حليف قوي لحلف شمال الأطلسي وترى مستقبلها في الاتحاد الأوروبي".

وتابع: "أعتقد أنه عند التغلب على حالة الارتباك التي لدى الجانب الأوروبي، فإنه يمكن اتخاذ الخطوة التاريخية نحو انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، ما سيسهم بتحويل كبير في المنطقة".

تقرير الناتو

ولفتت الصحيفة إلى أنه تم الإعلان عن تقرير "الناتو" الذي يهدف لمواكبة التحديات الحالية والمستقبلية، من عشرة "حكماء"، بما في ذلك نائب الأمين العام السابق تاكان إلديم.

وذكرت أن التقرير الذي يتكون من 138 مقترحا بـ67 صفحة، تحت اسم "الوحدة من أجل العهد الجديد"، طالب بزيادة سلطات الأمين العام، ويقترح إدراج مكافحة الإرهاب ضمن المهام الرئيسة للحلف.

وتضمن التقرير، المطالبة بالاستمرار في سياسة الردع والحوار ضد روسيا، والرد بحزم على التهديدات والأعمال العدائية لهذا البلد.

وبالنسبة للصين، فقد طالب التقرير بأن يكرس "الناتو" المزيد من الجهد والموارد السياسية لمواجهة التحديات الأمنية من الصين.