بعد إنهيار صفوفها وهروب جماعي من مأرب المليشيات الحوثية تدفع بمئات المهمشين إلى جبهات القتال لتعويض خسائرها

السبت 13 فبراير-شباط 2021 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس_ وكالات
عدد القراءات 5860
 

 

 أفادت مصادر يمنية مطلعة في صنعاء بأن الميليشيات الحوثية زجت قبل أيام بالمئات من المهمشين من ذوي البشرة السوداء إلى جبهات القتال في محافظة مأرب بالتزامن مع حملات تجنيد في صنعاء وذمار وفرض إتاوات لتمويل هجمات الجماعة المدعومة من إيران على المحافظة الغنية بالنفط والغاز.

جاء ذلك في وقت اتهم فيه حقوقيون يمنيون الجماعة الحوثية باستمرار استهداف فئة المهمشين اليمنيين وهم الطبقة الأكثر فقرا في البلاد من خلال استغلالهم واستخدامهم دروعا بشرية في حربها على اليمنيين مقابل منحهم الفتات من المال أو الغذاء.

وتحدثت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن تنفيذ الجماعة على مدى الأسبوع الماضي عبر مشرفيها والموالين لها في المديريات والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها عملية تجنيد واسعة طالت المنتمين لهذه الشريحة من مختلف الأعمار والدفع بهم إلى معسكرات التدريب ومن ثم نقلهم إلى جبهة مأرب.

وأشارت المصادر إلى أن الحملات الحوثية لاستهداف المهمشين تأتي في سياق استجابة الجماعة لأوامر زعيمها عبد الملك الحوثي الذي دعا في السابق إلى التركيز على استقطاب عناصر هذه الفئة التي تعد أكثر الفئات اليمنية فقرا.

إلى ذلك كشفت مصادر مقربة من الجماعة بصنعاء عن أن الجماعة جندت طوال سبعة أيام ماضية أكثر من 700 شخص من المهمشين ذوي البشرة السوداء، بينهم أطفال وكبار في السن، وأخضعتهم بصورة عاجلة لدورات عسكرية، ثم نقلتهم على شكل دفع كتعزيزات لعناصرها في محافظة مأرب (173 كم شرق صنعاء).

وطبقا للمصادر نفسها جندت الجماعة عبر مشرفيها وأتباعها 370 مجندا من مديريات أمانة العاصمة صنعاء وريفها، و176 مجندا من نحو 20 مديرية في محافظة إب، و80 مهمشا تم تجنيدهم من 12 مديرية في ذمار، و25 مجندا من محافظة حجة، و18 من مدينة الحديدة، و15 من المحويت، ومثلهم من محافظة ريمة.

في السياق نفسه، كشفت مصادر عاملة في هيئة قتلى وجرحى الميليشيات في صنعاء عن مصرع المئات من المقاتلين ممن أرسلتهم الجماعة مؤخرا كتعزيزات إلى جبهة مأرب، بينهم مهمشون زجت بهم الجماعة كدروع في معاركها ثم عادوا إلى صنعاء ومدن أخرى جثثا هامدة.

ووفقا لما تم تدوينه في كشوف الهيئة الحوثية بحسب تلك المصادر فقد استقبلت صنعاء العاصمة ومدن يمنية أخرى على مدى اليومين الماضيين فقط جثث عشرات القتلى وغيرهم من الجرحى من المهمشين السود عائدين من جبهة مأرب.

وتقول المصادر إن مشرفي الجماعة بمناطق سيطرتها مستمرون في استقبال جثث عشرات القتلى والجرحى القادمة من الجبهة نفسها، حيث يقومون بإيداع بعضها ثلاجات المشافي الحكومية، ودفن البعض الآخر بطرق سرية.

وكعادة الجماعة كل مرة في عدم الإفصاح عن عدد قتلاها في الجبهات خشية تحطم معنويات مقاتليها وأتباعها والموالين لها، وجهت الجماعة قبل أيام بإيقاف عمليات تشييع جثامين قتلاها سواء أكانوا من المهمشين أو من أبناء القبائل ممن تطلق عليهم اسم «الزنابيل» بشكل مؤقت مكتفية بتشييع جثث البعض من المنتمين إلى سلالة زعيمها الحوثي ممن تطلق عليهم اسم (القناديل).

وفي تعليقه على الموضوع، عبر رئيس الاتحاد الوطني للمهمشين، نعمان الحذيفي، عن حزنه العميق جراء مشاهدته لأبناء جلدته المهمشين (السود) وهم بين قتيل أو جريح أو أسير في صحراء مأرب بعد أن ألحقتهم الميليشيات للقتال إلى جانبها