توصلنا بعد التحري الى نتائج صادمة.. وثائق مسربة لشركة تيليمن تفضح جهازي الأمن والمخابرات التابعين للحوثيين

الأحد 19 يونيو-حزيران 2022 الساعة 03 مساءً / مأرب برس-صنعاء
عدد القراءات 3829

كشفت وثائق رسمية مسربة عن تورط قيادات في جهاز الأمن والمخابرات الخاص بميليشيا الحوثي في تهريب آلاف المكالمات الدولية عبر عدد كبير من قنوات الهاتف الثابت.

وأفادت وثيقة صادرة عن شركة الاتصالات اليمنية (تيليمن)، الخاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء، بأنها "توصلت بعد التحري إلى نتائج صادمة بشأن تهريب المكالمات الدولية عبر منظومة جهازي الأمن والمخابرات الخاصين بالحوثيين".

كما أكدت أن جهاز الأمن والمخابرات يقوم بتهريب ممنهج للمكالمات الدولية باستخدام عدد كبير من قنوات الهاتف الثابت والتي تصل إلى 630 قناة.

سابقة خطيرة

إلى ذلك، أشارت إلى أن الجهازين كانا مكلفين من قِبل اللجنة التنسيقية العليا (لجنة حوثية أيضاً) للقيام بمهام مكافحة تهريب المكالمات الدولية، معتبرة أن تورطها في مهام التهريب يعتبر سابقة خطيرة ويترتب عليها مخاطر وخسائر بملايين الدولارات سنويا.

وأقرت (تيليمن) بأن تهريب المكالمات الدولية، يعرضها للمخاطر ويشكك في نزاهتها بما يؤثر على علاقتها بشركاء العمل الدوليين والذي قد يترتب عليه تجميد سداد المبالغ المستحقة للشركة والتي تبلغ 180 مليون دولار سنوياً.

وذكرت أن مخابرات ميليشيا الحوثي بدأت بتهريب المكالمات منذ منتصف 2016، واشتدت وتيرتها مطلع 2021 مع تسجيل انخفاض حاد في المكالمات الدولية الواردة إلى اليمن عبر الشركة بمعدل ثمانية ملايين دقيقة يومياً.

واوضحت الوثائق التي تعود لشهر مارس من العام الماضي، أنه لوحظ انخفاض مستوى الحركة الدولية الواردة بصورة كبيرة مؤخراً وعند تقصي الأسباب والفحص تبين أن عدداً كبيراً من المكالمات الدولية يتم تمريرها بطريقة غير قانونية.

كذلك أضافت أن النافذين في الأمن القومي يستغلون الربط البيني بين جهاز الأمن القومي وشركات الاتصالات لأجل التنصت، ويمررون عبر ذلك الربط مكالمات دولية مهربة، بعيداً عن "تيليمن"، ويتقاسم النافذون تلك الأموال فيما بينهم مع المتواطئين معهم في الشركة.

ونوهت إلى أن ذلك يؤثر على علاقة الشركة بشركاء العمل الدوليين ما قد يترتب عليه تجميد الأرصدة والمستحقات والتي تبلغ نحو 180 مليون دولار سنويا.

وبخصوص العائدات فإنه يتم تحصيل عائدات المكالمات المهربة عن طريق شركات صرافة دون أن تودع في البنوك والتي يمكن أن تخضع للرقابة.

وأشارت إلى أن الجهازين كانا مكلفين من قِبل اللجنة التنسيقية العليا للقيام بمهام مكافحة تهريب المكالمات الدولية، وأن تورط المخابرات بهذا الأمر ليس له أي مبرر عملي أو فني.

فيما كشفت الوثائق أن الشركة عملت على حظر تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، كما أنشأت برامج حماية لمكافحة التهريب، لكنها وجدت أن جهاز المخابرات الحوثي المكلف بمنع التهريب أنشأ منظومة تهريب خاصة به وصلت إلى خمسمائة ألف دقيقة يوميا.

وعلى رغم تسخير الميليشيا الحوثية أرباح شركة تيليمن للمجهود الحربي، كما هو حال بقية إيرادات مؤسسات قطاع الاتصالات والإنترنت الخاضع لسيطرتها، إلا أن هناك قيادات حوثية نافذين يهربون المكالمات الدولية متجاوزين الشركة للإثراء الشخصي.

وفي دراسة سابقة أعدها مهندس الاتصالات محمد المحيميد قالت إنه على الرغم من تسخير المليشيا أرباح شركة تيليمن للمجهود الحربي إلا أن نافذين في الشركة يهربون المكالمات الدولية متجاوزين تيليمن للإثراء الشخصي، متهماً علي ناجي النصاري مدير الشركة، ومعه مدير الأمن القومي، وعدد من مساعديهم بالعمل في ذلك الأمر.

يذكر أن الحوثيين حجبوا تطبيقات التواصل بالصوت والفيديو المجانية كـ "الواتساب" و"إيمو" وغيرها لكي يضطر المواطن اليمني في المهجر للاتصال من خلال خط الهاتف الخلوي مدفوع الثمن وبالتالي يعود عليهم بمبالغ خيالية من العملة الصعبة.