حوطة الفقية علي بشبوة مدينة التجارة والعمارة الطينية الموغلة في القدم

السبت 20 مارس - آذار 2010 الساعة 10 مساءً / شبوة -مأرب برس - استطلاع جمال شنيتر
عدد القراءات 16768

تمتاز حوطة الفقيه علي بمديرية ميفعة محافظة شبوة بكونها واحدة من أشهر المدن اليمنية تاريخاً، حيث تؤكد كتب التاريخ أن الذي أسسها واختطهاهو العلامة والفقيه علي محمد بن عمر الحباني الخولاني سنة 727هـ العمارة الطينية .

واشتهرت الحوطة بعمارتها الطينية (ناطحات السحاب) وسوقها التجاري القديم الذي كان أحد أشهر الأسواق التجارية اليمنية قديماً.

وتوصف الحوطة.. المدينة المسكونة بالسحر وبالأمل، والمادة ببصرها اليوم نحو الأفق البعيد- بجمال روعتها الخلابة التي تجبر زائريها في كل مرة على التوقف إجلالا لروعة سحرها البديعي الخلاب، والذي لايجد أمامه زائريها إلا التسبيح بروعة الخالق، وعظمة الإنسان اليمني.وما أن يجد الزائر نفسه مشدودا بفتنة مدينة الحوطة الساحرة- حتى يخالجه شعور بأن المدينة التي سحرته تقف في خشوع حلم أزلي متجدد يسوقها إلى خيوط أمل تتمنى من خلاله أن يكون الغد رفيقاً لآمالها التي زرعت عبر قرون مضت وتجذرت في أعماق التاريخ.

البناء المعماري

تأسرك تلك المباني الطينية الرائعة التي تناطح السحاب، ما إن تضع قدميك على أعتاب الحوطة- رغم أنها موغلة في القدم، إضافة إلى الجبال التي تراها وهي تلتف حولها من جميع الاتجاهات.

تستوقفك عمارات طينية بديعة الصنعة تظهر كقطع فنية معمارية تتجلى فيها عبقرية التصميم وعظمة الأجداد، ورغم أنها تختزل بين ثنايا شموخ مبانيها الطينية تلك، تاريخا موغلاً في القدم.

وبمجرد تجوال قصير في أزقتها وأحيائها الموغلة في القدم ، تشعرك المدينة بأنك أسير في أعماق الماضي، سيما لوكنت تعرف عن لطف أبناء مدينة الحوطة وعراقة موطنها ومخزونها التاريخي والحضاري الذي يحمل في طياته كنوزاً من حضارة تليدة ما تزال شواهدها المنتشرة خير شاهد عليها وعلى عظمة صناعها.

 وأمام روعة الطبيعة وسحر البناء المعماري الخلاب للمدينة وعراقة ماتحتضنه من إرث تاريخي ومعماري، لايملك أي من زائريها إلى ان يعترف بأن هذه هي الحوطة " مدينة الإنسان والتاريخ والحضارة وأن هذا سهلها الممتد على مرمى البصر، وهذه تلالها الجبلية في الأعلى تحتضن عماراتها الشاهقة.

السوق القديم :

اشتهرت الحوطة قديماً بسوقها التجاري الذي يقع بجوار وادي عمقين الذي يمر فيها، والذي كان يعقد فيه "مولد الفقيه" علي سنوياً – والمولد تقليد ديني صوفي-، وتأتي إلى السوق القوافل التجارية من مختلف أنحاء اليمن فتعقد الصفقات التجارية والاتفاقات القبلية.

 وكانت البضائع التي تتوفر في السوق متنوعة مثل: الإبل، الأغنام، الأبقار، الحمير، التمور، الأسلحة، الحبوب وغيرها من البضائع التجارية المختلفة.

ويفد إلى السوق الناس من كل حدب وصوب وخاصة من صنعاء، المكلا، الشحر،مارب، دوعن العوالق، همام، خليفة، لقموش، باعوضة، نعمان للتجارة والبيع والشراء وغير ذلك .

مدينة السلام.

وتمتاز مدينة الحوطة والموصوفة بمدينة بالسلام الاجتماعي في أيامها الأول بكونها كالحضن الدافئ لكثير من الناس وعاش وتعايش سكانها بمختلف طبقاتهم في وئام وسلام، وكان للعلماء والدعاة دورا في ذلك..

 يقول الداعية عبدالله حسين بانجوه في هذا الصدد : «أدعو أولاً الناس إلى تقوى الله عز وجل ثم إصلاح ذات البيت".

مشيرا لـ(مأرب برس) إلى أن الناس بحاجة إلى رجال عقلاء يأخذون بأيديهم ويزيلون الشحناء والبغضاء ويصلحون بين الناس، متسائلاً بانجوه" أما إذا كان الناس يعيشون في ثارات وخلافات وتناحرات فماذا تنفعهم المشاريع". داعيا بالمناسبة "ولاة الأمر إلى الاهتمام بأحوال الناس ومشاكلهم والنظر إلى حاجاتهم"، ومناشدا في ذات الوقت "وزارة الأوقاف للاهتمام بالمساجد"، منوها إلى وجود إستغلال للمنابر من قبل من يتولون أمر تلك المنابر ومايلقونه على الناس من عليها"، وقال :"إن هناك من يستغل المنابر لأغراض شخصية".

لقطات من واقع المدينة

تكدس أكوام القمامة وسط هذه المدينة أمر يثير الاشمئزاز لاسيما وان المدينة سياحية وجاذبة للزوار.ورغم مرور سنوات عديدة على ماحدث من كارثة طبيعية للمدينة، عام 1996م لازالت مهددة بجرف السيول لها مرة أخرى، بعد أن سبق وأن تعرضت لموجة فيضانات أودت حينها بحياة نحو 30 شخصا وجرف أراضي زراعية واسعة.

ويشار إلى أن أبناء المنطقة قد إختاروا قبل أيام قلائل الشيخ حسين عبداللة باحنحن شيخا للمنطقة خلفا للشيخ الراحل عبداللة احمد المحضار.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة سياحة وأثار