المفكر تشومسكي: أي نظام عسكري لا يمكن أن يبني الدولة ولا يمكن إلغاء وجود الإخوان

الأربعاء 16 أكتوبر-تشرين الأول 2013 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - الحزيرة نت
عدد القراءات 4180
 
  

انتقد المفكر الأميركي نعوم تشومسكي الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي في يوليو/تموز الماضي وقال إن من يقف بصف الانقلاب يرتكب خطأ كبيرا. وأكد تشومسكي -في ندوة نظمتها رابطة الطلاب المصريين بنيويورك- أن أي نظام عسكري لا يمكن أن يبني الدولة.

وأشار تشومسكي في تلك الندوة إلى أن كلمة الشعب باتت تستخدم بشكل مضلل للإشارة إلى جزء واحد فقط من المصريين.

وأقر المفكر الأميركي بنزول حشود كبيرة في الثلاثين من يونيو/حزيران الماضي للتظاهر ضد النظام الحاكم آنذلك، إلا أنه أكد على أن ما حدث انقلاب عسكري، معتبرا أن الكثير من أصدقائه الداعمين للانقلاب قد ارتكبوا خطأ وصفه بالجسيم.

ورأى تشومسكي أنه تم تقسيم الشعب المصري من خلال الاعتقاد بأن قادة الجيش ملتزمون بالدفاع عمن يسمونهم الشعب في وجه جماعة الإخوان المسلمين، ودعا قادة الجيش إلى تجنب استخدام كلمة "الشعب" لأن الشعب منقسم بشدة، على حد تعبيره.

واعتبر أنه يمكن معارضة الإخوان المسلمين وانتقاد سلوكهم، إلا أنه لا يمكن إلغاء وجودهم، "فهم جزء من الشعب. لذا فإن مصطلح الشعب في هذه الحالة يستخدم بشكل مضلل".

وأضاف تشومسكي أن أي نظام حكم عسكري لا يمكن أبدا أن يبني دولة ديمقراطية، وأن من يرحبون بالانقلاب حاليا على وشك أن يتحولوا إلى ضحايا له.

وبيّن أنه من الخطأ أن يعتقد مؤيدو الانقلاب بأن الجنرالات سيتحركون لبناء دولة ديمقراطية علمانية، وقال إن "هذا غالبا لن يحدث"، لأن قادة الجيش سيتصرفون كما يتصرف العسكريون عادة وكما تصرفوا في مصر دائما.

وأوضح أن هذه التصرفات ستتمثل في سعي القادة العسكريين إلى فرض سيطرتهم على النظام السياسي والاحتفاظ بمملكتهم الاقتصادية وسحق المعارضين والعصف بحقوق الإنسان.

ووجه تشومسكي رسالة إلى من سماهم أصدقاءه من العلمانيين والليبراليين واليساريين الذين رحبوا بالانقلاب العسكري، مفادها أنهم سيتحولون عما قريب إلى ضحايا لهذا الانقلاب، فهذا "هو ديدن الأنظمة العسكرية على مر العصور".

ويشتهر تشومسكي (85 عاما) بإنتاجه اللغوي والفلسفي والنقدي في مجال اللغة والأدب والسياسة والفلسفة والاجتماع، وبمعارضته للسياسة الخارجية الأميركية فضلا عن انتقاده للاحتلال الإسرائيلي.

 
اكثر خبر قراءة عين على الصحافة