" لندن" توقف ثلث صادراتها من الأسلحة إلى" دولة الكيان الصهيوني" ، و" واشنطن" توقع مع " تل أبيب " على صفقة مساعدات عسكرية بـ " ثلاثين مليار دولار"

الأربعاء 15 أغسطس-آب 2007 الساعة 02 مساءً / مأرب برس - فلسطين - رنده عود الطيب - خاص
عدد القراءات 3721

في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الخارجية الأمريكية أن مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية " نيكولاس بيرنس " سيوقع مذكرة تفاهم هذا الأسبوع حول صفقة مع دولة الكيان الصهيوني تمنحها بموجبها مساعدات عسكرية بحجم ثلاثين مليار دولار على مدى عشر سنوات؛ في ذات الوقت كشفت صحيفة جيروزليم بوست الصهيونية في عددها الصادر يوم أمس الثلاثاء"14/8" أن الحكومة البريطانية أوقفت ما يقارب ثلث الصادرات البريطانية من الأسلحة إلى إسرائيل هذا العام لأسباب تتعلق باستقرار المنطقة وخوفا من استخدام تلك الأسلحة بطريقة تؤدي إلى انتهاك حقوق الإنسان.. ذكرت الصحيفة العبرية أن الاعتراضات من قبل المعارضة البريطانية على مبيعات الأسلحة لإسرائيل تزايدت خلال حرب لبنان الثانية العام الماضي.

وذكرت الصحيفة أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن قيمة المبيعات العسكرية البريطانية لإسرائيلية انخفضت بمقدار الثلث العام الماضي، وانخفضت بنسبة 75 بالمئة منذ عام 2005.

ونقلت جيروزليم بوست الإسرائيلية عن إحصائيات نشرتها لجنة تضم ممثلين عن أربعة وزارات بريطانية أن هناك دلائل تشير إلى التشديد على سياسة الحكومة البريطانية المتعلقة بصادراتها إلى إسرائيل .. حيث أن مبيعات الأسلحة لإسرائيل بلغت قيمتها 29 مليون دولار في العام الماضي"2006" ، مقارنة بـ45 مليون دولار في عام" 2005".. كما نقلت الصحيفة أن الحكومة البريطانية قدمت بين عامي 1997 و2006 منحة لترخيص صادرات إلى إسرائيل بقيمة 226 مليون دولار، في حين وافقت الحكومة على منح رخص تصدير إلى الأردن بقيمة 273.2 مليون دولار.

كما أشارت جيروزليم بوست إلى أن الحكومة البريطانية رفضت خلال السنوات العشر الماضية 190 طلباً لمبيعات الأسلحة لإسرائيل، فيما تم رفض طلبين فقط من الصادرات إلى الأردن خلال الفترة نفسها.

وأضافت الصحيفة العبرية أن رئيس الوزراء البريطاني الجديد "غوردون براون"، رغم أنه أعلن تأييده لإسرائيل وقام بتعيين عدد من الوزراء المؤيدين لإسرائيل من أعضاء البرلمان، إلا أنه قام بترقية شخص معارض لإسرائيل والولايات المتحدة، وهو نائب الأمين العام للأمم المتحدة السابق" مارك مالوك براون"، إلى منصب كبير في وزارة الخارجية البريطانية.

يأتي ذلك في وقت قالت لجنة برلمانية بريطانية تضم نواباً من كل الأحزاب :" إن رفض بريطانيا إجراء حوار مع حركة حماس غير مثمر ويجب بذل جهود لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية جديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة.. وقالت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني في تقرير بشأن الشرق الأوسط الاثنين الماضي : إن إتباع (سياسة الضفة الغربية أولاً) حيث تتعامل بريطانيا مع الضفة الغربية حيث الهيمنة لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتعزل قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس سيعرض السلام إلى مزيد من الخطر.

وأضافت اللجنة في ضوء عدم إعطاء المقاطعة نتائج فإننا نوصي بضرورة أن تفكر الحكومة بشكل عاجل في طرق للارتباط سياسياً مع عناصر معتدلة داخل حماس .

وزير الحرب الصهيوني: إسرائيل لا تريد الحرب مع سوريا .. 

إلى ذلك ، أكد وزير الحرب الصهيوني ، إيهود باراك، أثناء حضوره تدريبات للقوات المدرعة في هضبة الجولان السورية المحتلة ، صباح اليوم الأربعاء، "15/8" أنه لا يتوقع حربا مع سوريا.

 وقال باراك للصحفيين: "إسرائيل لا تريد الحرب، وبتقديرنا سوريا لا تريد ذلك أيضا.. لهذا لا يجب أن تندلع حرب هنا".. مضيفا القول: " تستمعون إلى أصوات الدبابات خلفنا، خلال خمس سنوات لم تتمرن القوات بشكل كاف، وننوي إجراء تدريبات لكل وحدات الجيش.. وتقع مناطق التدريبات في الجولان والنقب.. هناك نتمرن وسنستمر في تدريب الجيش كي نكون جاهزين لكل اختبار..

وقضى رئيس الوزراء الاسرائيلي ، إيهود أولمرت، ووزير الأمن، إيهود باراك ،ورئيس هيئة الأركان، غابي أشكنازي، ست ساعات في مقر قيادة منطقة الشمال، واجتمعوا خلالها مع كبار ضباط الجيش والاستخبارات، واستمعوا إلى تقييمات عسكرية.

وسعى أولمرت خلال زيارته إلى طمأنة سوريا بأن إسرائيل غير معنية بالحرب وحذر مرة أخرى من تقييمات خاطئة لدى أحد الجانبين قد تؤدي إلى تدهور الأوضاع.

وقد استمع أولمرت وباراك إلى تقييمات وتقديرات استخبارية حول الأوضاع في المنطقة الشمالية مع سوريا ولبنان .. وأفادت تقديرات شعبة الاستخبارات الاسرائيلية في الجيش "أمان" أن الجيش السوري ما زال في وضع دفاعي في هضبة الجولان.. وقال رئيس أمان، الجنرال عموس يدلين :إن وجهة سوريا ليست نحو حرب تبادر إليها، ولكن سيناريو التقييمات الخاطئة ما زال قائما.

وفي نفس السياق ذكرت صحيفة هآرتس أنه وصل معلومات لإسرائيل أن دمشق تزودت مؤخرا بأنظمة صواريخ حديثة، وتندرج هذه الصفقة ضمن الجهود السورية لتعزيز قوتها العسكرية.

وكان نائب الرئيس السوري ، فاروق الشرع، قد أكد يوم أول أمس الثلاثاء أن سوريا لا تريد الحرب إلا أنها تستعد لصد أي عدوان، وإنها في نفس الوقت لن تقبل بأقل من انسحاب كامل من الجولان المحتل..الشارع السوري لن يقبل بأقل من انسحاب إسرائيلي حتى خط الرابع من حزيران عام 67 .. ومبادرة السلام العربية صريحة وواضحة.