آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

الإندبندنت: المطالبة بـ "رأس رغد" تفضح الموقف اليائس لحكومة المالكي في معالجة العنف الطائفي

الأربعاء 22 أغسطس-آب 2007 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - متابعات
عدد القراءات 26730

نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريراً عن ظروف قرار إلقاء القبض الذي صدر بحق "رغد" ابنة الرئيس العراقي السابق الكبرى، وعن مصير العائلة التي انتهت "حياتها الفاتنة" بعد أنْ غزت القوات الأميركية العراق، قالت فيه إنّ: بعضهم قتل، وبعضهم في المنفى، وبعضهم مختف.   

وتضيف الصيحفة:لا أحد -حين ينظر الى هذه الصورة التي تجمع عائلة صدام حسين- يمكنه تخمين ان هذه السيدة التي تهدهد طفلاً بين يديها، تحمل الآن راية أبيها"القائد الأعلى في العراق". لكنّ (رغد صدام حسين) كبرى بناته والمفضلة عنده وأرملة الرجل الذي طـُلب منه أن يعود الى العراق كي يقتل، مطلوبة الآن كما يـُزعم للحكومة العراقية بتهمة دعم وتمويل وتنظيم التمرّد ضد "تحرير" العراق حسب تعبير الصحيفة من قبل القوات الأميركية والبريطانية قبل أكثر من اربع سنوات.

وبتحريض من الحكومة العراقية أصدرت الإنتربول (الشرطة الدولية) قراراً بإلقاء القبض على (رغد) 38 سنة بتهمة "ارتكاب جرائم ضد الحياة وتحريض وإرهاب". وإذا سـُلمت من قبل الحكومة الأردنية (أعلنت رفضها أمس) فإنها ستحاكم ومن المحتمل أنْ تواجه حكما بالسجن المؤبد أو الإعدام.

وأوضحت الإندبندنت أنّ الحكومة في بغداد وجهت اتهامات مماثلة ضد (رغد) قبل ذلك، لكن اصدار أمر "إلقاء القبض" والمطالبة بتنفيذه على مستويات عليا بين مسؤولي البلدين، يلقي ظلالاً على سلطة صدام التي مازالت مخيمة على العراق، بوجود البعثيين الموالين له، والذين تتهمهم الحكومة العراقية بأنهم وراء العنف.

 تؤكد الصحيفة البريطانية إنّ تجديد المطالبة بـ "رأس رغد" يفضح بشكل سافر الموقف اليائس لحكومة المالكي التي فشلت في معالجة قضية العنف الطائفي في العراق، أكثر من أنْ يعطي أية علامة بأنّ (إبنة الرئيس السابق) أكثر نشاطاً في تصعيد المعارضة. والأردنيون قد رفضوا طلبين سابقين للحكومة العراقية. ويقول الحكوميون في الأردن –بصدد تسليم رغد- إنها في عمان ضيفاً على الملك عبدالله والبيت الملكي الهاشمي، وإنها لن تسلم الى النظام الشيعي الميّال الى الانتقام في بغداد.

وكان والد الملك عبدالله، الراحل الملك حسين قد ضيّف رغد من قبل. كان ذلك عندما وصلت هي واختها (رنا) الى عمان مع زوجيهما (حسين كامل المجيد) و(صدام كامل المجيد)، اللذين ارتدا آنذاك. وكان الرجلان ابني عم (صدام). و(حسين كامل) بشكل خاص كان مسؤولا كبيراً في الدولة وحزب البعث الحاكم.

وقد تكلم وقتها –تقول الصحيفة- على نطاق واسع مع البريطانيين والأميركيين بشأن الأسلحة المحرمة التي يملكها صدام حسين التي يعرفها قبل أنْ يصبح في المنفى، ثم قبل عرضاً بالعودة الآمنة الى البلد.

وبمجرّد أن وصلت قافلة العائلتين الى الحدود الأردنية العراقية، عزلت (رغد) و(رنا) عن زوجيهما من قبل أخيهما (عدي). وأخذ (حسين كامل) وأخوه (صدام كامل) الى بغداد وقتلا. ويقال أنّ (رغد) و(رنا) كانتا في حالة جفاء مع ابيهما بسبب عملية قتل زوجيهما. ونادراً ما كانتا تخرجان الى الحياة العامة. وكانتا أيضا على خلاف مع أخويهما (عدي) و(قصي)، فاختارتا البقاء في الظلال، ثم أرسلتا لبعض الوقت لتعيشا في تكريت مع عشيرة صدام حسين.

وبعد كابوس الاحتلال، هربت (رغد) ليلاً الى عمّان واستقرت فيها. وبعد برهة من الزمن، اعتادت أن تنفق بعض وقتها في زيارة المستشفيات وفي لقاءات عامة تجريها مع مجلات عربية.

ثم قتلت القوات الأميركية (عدي) و(قصي) في مداهمة ببيت في الموصل. بعد أن غدر بهما شخص كانا يثقان به، طمعاً بجائزة مالية أميركية تبلغ 25 مليون دولار. ثم التحقت (رنا) باختها (رغد) في عمان.

وتتابع الصحيفة قولها: إنّ المسؤولين الأردنيين أكثر قلقاً الآن من الأميركان لا من تحسسات الحكومة العراقية، ويقولون إنهم يريدون (رغد) أنْ تمتثل للشروط الرسمية من اجل البقاء في الأردن، وأن لا تربط نفسها بأية نشاطات سياسية، أو تصدر بيانات عامة، أو تتصل بوسائل الإعلام.

لكنّ ابنة الرئيس على الرغم من أنها كانت حذرة في البداية، تميل أكثر الى العمل خاصة بعد أن أصبح الاحتلال الأميركي-البريطاني مكروهاً في الوسط العربي والعراقي والعالمي. وبشكل خاص تلقت دعماً عربياً وتعاطفاً كبيراً، بعد أنْ أعدم والدها.

وكانت (رغد) الشخصية البارزة في مرحلة الحداد الطبيعية عند المسلمين خلال الأربعين يوماً التي تلت اعدام والدها. وفي مراسم في اليمن استضيفت من قبل (يحيى محمد صالح) رئيس القوات الأمنية في اليمن، وهو ابن عم رئيس البلاد علي عبدالله صالح الحليف لبريطانيا والولايات المتحدة في "حربها ضد الإرهاب" وقالت (رغد) هناك: "صدام حسين بطل حقيقي، وزعيم الأمة العربية. أنا فخورة به، وفخورة بكفاحة العظيم وتضحياته. وطالما أن المقاومة والمجاهدين يؤدون واجبهم في العراق، فإن الشعب العراقي، بلا شك، سوف يحقق النصر".

وفي بيتها بالعاصمة الأردنية عمان بمنطقة (عبدون) الثرية والتي تسكنها عوائل خاصة، ظلت (رغد) تتصل بأجهزة الإعلام والصحف المستقلة تحاول الدفاع عن أبيها خلال محاكمته. لقد وجدت نفسها فجأة تظهر الى العلن والى الحياة العامة كما لم يحدث من قبل خلال حكم ابيها.

تقول الصحيفة ان (رغد) لم تكن متحمسة لمناقشة قتل زوجها ونسيبها. وتصر على أنَّ "كل العوائل يحصل فيها سوء تفاهم ومشاكل، لكنها في النهاية عوائل" وكانت تركز بدلاً من ذلك على الدفاع الشرعي عن أبيها في خلال محاكمته. وبشكل خاص كانت متحمسة لتوكيل محامين بريطانيين في فريق الدفاع. وكان أحدهم (أنتوني سكريفينر). وقرأت مقالة لـهذا المحامي في الإندبندنت يوم الأحد يقول فيها: "ان محاكمة صدام حسين وزملائه تحوّلت الى مسرحية ساخرة".

والمحامي المتوقع الآخر كان (ديزموند دوهيرتي) وهو محام مشهور من لندن. وعموماً فإن الرأي السائد للخبراء القانونيين يتوافق مع ما قاله (سكريفينر) بشأن اجراءات المحاكمة.

وتقول (رغد): "من المؤسف أنهم كانوا يتعاملون مع أبي كأنه لم يكن انساناً. أبي له بنات، وبناته لهن أولاد، لذا كان عليهم أن يفكروا بالجوانب الانسانية. إنهم يعتقدون أن أبي كان قليل الاهتمام بالحياة الانسانية، وبغض النظر عن التفاصيل، فإنّ الأميركان يجب أنْ يتعاملوا بشكل انساني مع عائلة الرئيس السابق للبلاد.

وتعاونت (رغد) أيضا –كما تقول الصحيفة- مع انتاج فيلم عن عائلتها، وقبيلة ابيها، لقناة 4 البريطانية. واشتركت في الانتاج (مونيكا كارنسي) وشاءت أن تتعرّف أكثر على (رغد)، أرادوها أن تقول إن والدي انسان فظيع، وهذا ما لن تقوله أبداً. وأثارت عملية إعدام الرئيس صدام حسين موجة من التعاطف مع عائلته. تقول الصحيفة في وصفها لـ (رغد) إنها تمتلك احساساً بالمسؤولية لكنها شبه عاجزة.

وتنقل الصحيفة عن رجل أعمال عراقي في عمّان قوله: مسألة عادية في المجتمع الشرقي ان البنات يدافعن عن الآباء بهذه الطريقة. لكنّ رغد ما كانت متدربة على الحياة السياسية، وبصراحة لا تمتلك ميولاً سياسية.

وتقول الصحيفة: هذه العائلة تعرّضت لنكبة كبيرة، فالعديد من أفرادها قتلوا. و (علي) ابن صدام من زوجته الثانية (سميرة الشابندر) يعيش مع أمه في لبنان. ولا يـُظهر أي رغبة للمساهمة في الكفاح العراقي.