" إسرائيل " مشكلتنا مع " سلطة أوسلو" أن " عباس " غير قادر على فرض سيطرته الحقيقية على الأرض مقابل " حماس"

الخميس 23 أغسطس-آب 2007 الساعة 07 مساءً / مأرب برس - فلسطين - رنده عود الطيب - خاص
عدد القراءات 3268

قال مسئول كبير فيمكتب رئيس الوزراء الصهيوني " أيهود أولمرت " : إن التحدي المركزي بشأن توقيع إتفاقية سلام مع السلطة الفلسطينية يكمنفي قدرة رئيس السلطة الفلسطينية ، محمود عباس على فرض سيطرته الحقيقية على الأرض وقدرة الأجهزة الأمنية التابعة له على احتكار استخدام القوة مقابل حركة حماس التي تمتلك القوة العسكرية على الأرض في قطاع غزة .

وتابع المسئول الصهيوني القول: إن المشكلة بخصوص توقيع الاتفاقيات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس تتعلق بشرعية الأخير أمام شعبه.. واعتبر ذلك أن عباس غير شرعي و"عميلا للاحتلال" في نظر أبناء شعبه لأنه يعمل على مكافحة ما أسماه "الإرهاب" ..وتسربت هذه المعلومات خلال لقاء عقده رئيس وزراء دولة الاحتلال " أولمرت " مع مستشاريه مؤخراً استعدادا لمؤتمر السلام الإقليمي المنوي عقده الخريف القادم في الولايات المتحدة الأمريكية بناءً على رغبة الرئيس الأمريكي ، جورج بوش..

من ناحيته قال " رياض المالكي" ، وزير الإعلام في حكومة تسيير الأعمال الفلسطينية، التي يقودها سلام فياض : إن القيادة الفلسطينية ومعها الدول العربية يريدون النجاح للقاء الدولي المزمع عقده في الولايات المتحدة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، مشددا على أنه في ظل ذلك فإن التحدي الأساسي أمام اللقاء هو مدى استعداد إسرائيل والولايات المتحدة لإنجاحه، وقال"نأمل أن تكون الولايات المتحدة واسرائيل على مستوى التحدي" .

وسبق أن قالت حركة المقاومة الاسلامية " حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين ، وتمتلك غالبية مقاعد البرلمان الفلسطيني : إنها لن تفوض احدا في هذه المرحلة يمكن أن يتنازل عن أي حق من الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة للاجئين الفلسطينيين، فلا تفويض لأحد في هذه المرحلة على حساب الحقوق السياسية .. ورفض رئيس الوزراء الفلسطيني المقال ، اسماعيل هنية، تفويض رئيس السلطة وزعيم حركة فتح ، محمود عباس بملف المفاوضات مع إسرائيل والذي وافقت عليه حماس في مضمون اتفاق مكة .. 

الجيش الصهيوني يرى حتمية المواجهة العسكرية مع حماس في غزة 

في غضون ذلك، اعتبر رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست الصهيوني " تساحي هنغبي" أن مواجهة مباشرة بين حماس والجيش الإسرائيلي حتمية .. وأكد هنغبي القريب من رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ، أن هذه المواجهة حتمية في نهاية الأمر وسياسة ضبط النفس التي نتبعها حاليا قد تكلفنا ثمنا غاليا ، على حد تعبيره.

 وسبق أن ذكرت مصادر أمنية فلسطينية رفيعة المستوى أن دولة الاحتلال الإسرائيلي أبلغت جهات فلسطينية وأطراف إقليمية بنيتها الدخول في تصعيد عسكري كبير ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس " في قطاع غزة ، الذي باتت تسيطر عليه من أكثر من شهرين بالقوة العسكرية بعد أن أقصت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية التي قامت بناءً على اتفاقيات أوسلو.

وقالت ذات المصادر :إن الجيش الصهيوني أكمل في الفترة الماضية خطط اقتحام عسكرية لمناطق في عمق قطاع غزة وتدمير البني التحتية لحركة حماس بما فيها مقرات الأجهزة الأمنية السابقة على اعتبار أنها تشكل قواعد لحركة حماس.

وتعلل دولة الاحتلال أسباب قرب المواجهة مع حركة حماس بأن الأخيرة متهمة بتسهيل عمليا إطلاق الصواريخ لفصائل المقاومة الأخرى على البلدات الصهيونية المحاذية لقطاع غزة ..

 وصعد الجيش الصهيوني خلال الساعات القليلة الماضية من عدوانه الهمجي على قطاع غزة بسلسلة غارات جوية ، موقعا اثنا عشر شهيدا والعديد من الإصابات في صفوف رجال المقاومة وعلى رأسهم كتائب القسام ، الجناح المسلح لحركة حماس .. 

وفي هذا السياق ، حذر وزير البنى التحتية الصهيوني " بنيامين بن اليعازر " يوم أمس الأربعاء"22/8" من أن إسرائيل ستوقف تزويد قطاع غزة بالتيار الكهربائي إذا لم تتوقف عمليات إطلاق الصورايخ إلى إسرائيل.

وقال بن اليعازر للاذاعة الصهيونية العامة : " إن حكومته ستبلغ حركة حماس بهذا القرار " معتبرا أن " إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تستمر في تزويد أولئك الذين يقصفون منشئاتها بالتيار الكهربائي".

وتزود دولة الكيان التي لا تزال تسيطر على كافة المنافذ مع قطاع غزة هذه المنطقة بنحو 50 بالمائة من حاجاتها للتيار الكهرباء والذي توقف إنتاجه مؤخرا في قطاع غزة بسبب منعها إدخال الوقود اللازم لمحطة توليد الكهرباء قبل أن يقوم الاتحاد الأوروبي وبالتنسيق مع " إسرائيل " يوم أمس الأربعاء باعادة ضخ الوقود في محطة توليد الكهرباء في غزة.

وكانت صحيفة هآرتس العبرية قد كشفت النقاب عن أن مسئولين إسرائيليين ، وضعوا خطة تدعو السلطة الفلسطينية إلى إقامة نظام قوي لرعاية الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية من اجل الفوز في الانتخابات وكسب المزيد من الدعم الذي تحظى به حماس في غزة .

وبحسب الصحيفة العبرية :" فان الخطة تتوقع استيلاء حماس في الضفة الغربية في غضون عامين إذا كانت حركة فتح التي تسيطر على السلطة الفلسطينية لا تقدم ما يكفى من الرعاية إلى السكان هناك.

 وتتألف الخطة من عدة توصيات لتعزيز سيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بعد استيلاء حركة حماس في قطاع غزة؛ والتوصية الرئيسية هي إقامة نظام الرعايه مماثلة إلى المنظمات الخيرية التي تديرها حركة حماس ، بوصفها أداة لحشد الدعم الشعبي الذي سيترجم إلى انتصار انتخابي..

وأوصت الخطة أيضا بأن يواصل المجتمع الدولي لتحويل أموال إلى السلطة الفلسطينية ، ولكن بطريقة من شأنها أن تمكن الفلسطينيين أن يقرروا بأنفسهم كيفية استخدامها.. وفي نهاية الخطة انه من الضروري للفلسطينيين اتخاذ هذه الإجراءات لمنع حماس من الاستيلاء على الضفة الغربية في غضون العامين القادمين.