شبح الحرب الأهلية يخيم على محادثات أزمة اليمن
الموضوع: أخبار اليمن
 

ستحاول حركة الحوثيين الشيعية اليمنية القوية هذا الأسبوع اجتذاب منافسيها إلى مجلس رئاسي جديد لإدارة شؤون البلاد خلال محادثات قد تنتشل اليمن من حافة الهاوية أو تدفعه للسقوط في آتون الحرب الأهلية.

وسلط انسحاب حزبين الضوء على مخاوفهما من استغلالهما كقطع شطرنج وعلى التحدي الذي يواجه مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر في محاولة دفع الأطراف نحو التوصل إلى اتفاق.

وبالنسبة لكل الأطراف فإن الأيام المقبلة قد تكون حاسمة. ورغم سيطرتهم على صنعاء فإن الحوثيين لايزالون حتى الآن مترددين في تولي زمام السلطة بشكل رسمي بينما سيتعين على منافسيهم الاختيار بين التعاون معهم أو مواجهتهم.

وقد يؤدي الفشل في المفاوضات إلى ارتفاع وتيرة العنف وإلى كارثة إنسانية وتحول اليمن إلى دولة فاشلة يمكن أن تخطط منها جماعات متشددة -مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي حاول تنفيذ هجمات على طائرات متجهة للولايات المتحدة – لتنفيذ عمليات.

وبعد أسبوعين من استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته وترك الوزارات في حالة من التخبط بالاضافة لتعثر مساعي انقاذ اقتصاد البلاد الضعيف فقد بات من الواضح على نحو متزايد أن اليمن بحاجة لحكومة.

ونسب إلى مبعوث بريطانيا الخاص إلى البلاد ألان دنكان تحذيره الأسبوع الماضي من "حدوث خلل نتيجة عدم وجود حكومة وصراع بالوكالة بين المصالح الإيرانية والسعودية وزيادة هجمات تنظيم القاعدة ... والصراع القبلي الذي قد يتحول على نطاق أوسع إلى حرب أهلية."

*حسابات الحوثيين

بدأ الحوثيون كحركة صحوة للطائفة الزيدية الشيعية في شمال اليمن قبل أن يتحولوا خلال العقد المنصرم إلى حركة ثورية لها تطلعات قومية وإلى حليف لإيران.

وفي تقدم خاطف عبر شمال اليمن وإلى صنعاء العام الماضي استغلت الحركة الانقسامات داخل النخبة القبلية الحاكمة القديمة والغضب المستشري من فشل الحكومة لسنوات في تحقيق التنمية الاقتصادية.لكن الخطر الأكبر بالنسبة لهم الان يتمثل في تجاوز حدود قدراتهم.

وقالت أبريل لونجلي ألي وهي خبيرة في شؤون شبه الجزيرة العربية بمجموعة إدارة الأزمات الدولية "إنها نقطة تحول بالنسبة لهم فيما يتعلق بالرأي العام... بعض الناس المتعاطفين معهم فقدوا تعاطفهم الآن ويشعرون بالغضب."

وتابعت قولها "كما أنهم بالغوا في إعلانهم الدستوري ويواجهون صدا من الأحزاب السياسية وجماعات أخرى ولاسيما في مناطق الجنوب والوسط من البلاد."

ومنذ سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر أيلول يحاول الحوثيون أن يلعبوا لعبة مزدوجة تتمثل في حمل الحكومة على التحرك نيابة عنهم مع تفادي مسؤولية حكم بلد منقسم بشدة.

 

كما أن التأييد لهم في الشارع قد يكون مبالغا فيه لأن قواتهم مدعومة بلجان شعبية من المقاتلين المحليين. ورغم أن هذه اللجان متحالفة مع الجماعة إلا أن ولاءاتها قد تكون لشخصيات يمنية أخرى.

 

في الوقت نفسه ورغم أن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يحاول أن يحمل شعلة الزعيم القومي فإن الكثير من السنة الذين يمثلون أربعة أخماس اليمنيين ولاسيما خارج منطقة نفوذ الجماعة في الشمال لا يثقون بالحوثيين.

*فصائل متنافسة

والاعلان عن مجلس رئاسي جديد تم رفضه على الفور الأسبوع الماضي من محافظي المناطق الجنوبية والشرقية وهي المناطق التي شكلت يوما دولة اليمن الجنوبية المستقلة وحيث يوجد نفط اليمن.

وتتمتع الجماعات الانفصالية بقوة في المناطق الجنوبية حيث سأم الناس من الاقتتال القبلي في الشمال ومما يرون أنه تدفق مستمر للموارد على صنعاء. ويقول محللون إن أي استيلاء من الحوثيين على السلطة قد يحرك هذه الجماعات.

ولايبدو أنه سيكون للرئيس المستقيل هادي الذي وضعه الحوثيون قيد الاعتقال المنزلي دور في المفاوضات المقبلة.

لكن سلفه علي عبد الله صاالح الذي شن ستة حروب ضد الحوثيين لكنه الان متهم بالتعاون معهم ضد أعدائه يواجه خيارا صعبا. ويعتقد محللون انه ساعد الحوثيين في تقويض سلطة هادي على أمل استعادة منصبه. والان سيتعين عليه أن يقرر إن كان سينتفع من الارتباط بالجماعة.

كما أن الخيارات الصعبة تواجه أيضا حزب الإصلاح أحد أكبر الأحزاب السياسية وغريم لدود للحوثيين. وكان الإصلاح أحد حزبين انسحبا من المحادثات اليوم الاثنين شاكيا من التعرض لتهديد رغم أنه لم يتضح بعد إن كان الانسحاب نهائيا أم تكتيكيا.

 

ويحمل الإصلاح مصالح القبائل والإسلاميين السنة ويواجه خطر أن يتم تحييده سياسيا إذا انضم لحكومة حوثيين. لكن الخيار البديل قد يكون أسوأ وهو أن يعزل من السلطة نهائيا أو ينتهي به الأمر في خضم حرب أهلية

مأرب برس - رويترز
الثلاثاء 10 فبراير-شباط 2015

أتى هذا الخبر من مأرب برس | موقع الأخبار الأول :
https://video.marebpress.net

عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://video.marebpress.net/news_details.php?sid=107161