قرار ملكي سعودي بسحب الأوسمة والامتيازات من فئة حددها القرار الرسمي...الذي بات ساريا ويُعمل به قرار ملكي بتعيين 261 عضوا على سلك أعضاء النيابة العامة القضائي السعودية تطالب بممرات إنسانية آمنة ووقف فوري لإطلاق النار في غزة مقرب من ترمب: ''لديه خطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا'' الإعلان عن وفاة شاعر وأمير سعودي حظي بتكريم الملك سلمان.. تعرف عليه المشروع السعودي ''مسام'' يكشف قيام الحوثيين بتفخيخ قوارب صيد وإرسالها لهذه المهمة بطلب دولة عربية.. مجلس الأمن يجتمع بشأن مقابر جماعية في غزة تحسن لليمن على مؤشر حرية الصحافة هذا العام.. تعرف على ترتيبها عربيا وعالميا دولة جديدة تقرر الاعتراف رسميا بدولة فلسطين من اليوم.. دخول المقيمين في السعودية إلى مكة بتصريح خلال موسم الحج
أدت الانتصارات السريعة للحوثيين الى انفتاح شهيتهم ليس للقضاء على خصومهم فحسب ولكن لمن يعتبرونهم بيئة حاضنة "للتكفيريين".
هذه البيئة تتمثل حسب الحوثيين بحزب الاصلاح والسلفيين، ومراكز العلم ودور القرآن، بمعنى إعلان الحرب على البيئة الشافعية التي تمثل المناطق الوسطى ومساحات واسعة في الشمال التي لا تخضع لنظرية الحق الإلاهي لسلطة البطنين في فكر الحوثيين.
قال أحد قيادات الحوثيين إذا أردنا أن نقضي على الفكر التكفيري فلا بد من القضاء على منابعه من المراكز العلمية، والمقصود بها دور القرآن ومراكز العلم الشرعية. وهذه هي نفس الدعوات التي قالتها أمريكا سابقا، والآن تتكبد تبعات حرب غير رابحه فيها.
اليوم الحوثيون يخوضون حرب بالوكالة بشكل مباشر أو غير مباشر عن دول ما بعد الحدود، وينفذونها بشكل حرفي، وهي ليست حرباَ على من يسمونهم التكفيريين، أو القاعدة، فالقاعدة عناصر مسلحة متخفية، حين عجز الحوثيون القضاء عليهم، وحربهم بشكل مباشر، حاولت صناعة انتصارات على غيرهم من الجماعات التي لا تمتلك مخالب للصراع والدفاع عن النفس.
حين التقى وفد من الاصلاح بـعبد الملك الحوثي في زيارة \"التقارب\"، قال الحوثي لاحد الاصلاحيين: \"نحن لسنا طائفيون ولن نكون كما يصور البعض مثل ما يحدث في العراق من طائفية\". هذه البراءة التي ابداها الحوثي تفضحها سلسلة الحرب التي اوقدها من بلدة دماج وتهجير طلاب العلم مروراً بعمران وهمدان وصنعاء والمناطق الوسطى، وتجسد ذلك من خلال تفجير دور القرآن وتغيير العديد من أئمة مساجد في صنعاء واستبدالهم بأئمة حوثيين.
وعلى هذا الشكل من الحرب التي يقودها الحوثيين من نَفسِ طائفيه بغطاءات سياسية ضد خصومهم، تتقمص الجماعات والقوى الأخرى المستهدفة دور المثالية وعدم الانجرار الى دائرة الصراع الطائفي، مما تترك مجال لاستمرار الطائفية نفسها ولكن من طرف الحوثيين، فقط، مستغلين هذا النوع من المثالية، للقضاء على ما بقي لهم من شرايين للحياة.
الطائفية من طرف واحد –إذا استمرت- والتي يقودها الحوثيون، لن تقف على شكلها الحالي المتماهي مع تفكيرهم المنتشي بالانتصارات، ولكنها ستخلق مع الزمن غول متوحش طائفي، وبيئة مليئة بالمآسي، وحالة من الانتقام التي ستتنشأ في ذهنية الخصوم، لا يقل عما صنعته طائفية المالكي وفيالق إيران ضد السنة في العراق.
ربما يعتبر طرح موضوع مثل هذا، والتلويح بغول الطائفية مستقبلا، مستبعداَ لدى من يقرأ الصراع في بعده السياسي، لكن معطيات العمل الذي تمارسه جماعة الحوثي –إن استمرت به- في اليمن يعطي نتائجه مستقبلا أن اليمن ستكون على صفيح حرباَ طائفية، فعراق المالكي بدأت بتطهير بغداد بالهوية وتهجير السنه منها، وانتهت بالتفنن في قتلهم، وحين وصلت الطائفية لذروتها ضد السنة كانت قد خلقت كيان ما سُمي بـ\"الدولة الاسلامية في العراق\" تعدت نظرته وأهدافه من المحلية الى العالمية، قائمة على حرب الهوية واستجلابها، بعد أن حاولوا طمس هويتهم من الوجود.
ما لذي جلب الحوثيون من جبال مران الى الحديدة وإب ليقوموا مؤخرا في الأولى اعتقال عضو هيئة علماء اليمن الشيخ امين جعفر، وفي الثانية اقتحام جامعة القلم واختطاف اكثر من عشرين طالبا للعلم، وغيرها من الأحداث، كل هذا يعبر عن فقدان الحوثيين توازنهم في الحرب مع الخصوم، وانكشاف ذريعتهم في محاربة الفساد سياسيا الى محاربة \"التكفيريين\" عقديا، فهؤلاء الذي اعتدوا عليهم، ليس لهم علاقة بذرائعهم، ولكنه الفشل في ايجاد انتصار ضد خصمهم الحقيقي، الأمر الذي يجعلهم يقودون حرب طائفية، اذا استمرت؛ ستأكل جميع الطائفيين ولكن ستخلق توزان رعب لهذه الطائفية.